حكايات الاندماج على المسرح.. انتقام الريحانى ويوسف وهبى وإصابات الجمهور

الريحانى الريحانى
 
زينب عبداللاه

كثيرًا ما يعيش الفنان فى الدور الذى يجسده ويتقمص الشخصية التى يؤديها بما يصل أحيانًا إلى درجة التوحد معها بصورة كبيرة.

وكان نجوم الزمن الجميل يتقمصون الشخصيات أحيانًا إلى درجة تجعلهم يتحولون إلى نفس أسلوب ومشاعر الشخصية وينفصلون عن الواقع وينسون أنهم يمثلون، وقد يصل الاندماج بهم أحيانًا إلى درجة إمكانية ارتكاب جرائم.

وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1945 ذكرت المجلة عددًا من الحوادث التى وقعت بسبب اندماج عدد من كبار ممثلى المسرح فى التمثيل وتوحدهم مع الشخصيات التى يجسدونها.

ومن بين هذه الحوادث أن إحدى المتفرجات فى مسرحية للفنانة روحية خالد كادت تفقد حياتها بسبب هذا الاندماج ، حيث حدث أثناء عرض مسرحية " الثائرة الصغيرة" التى قامت ببطولتها روحية خالد أن اندمجت الفنانة فى الدور ، وكان المشهد يقتضى أن تقذف أحد الممثلين بإناء زهور على رأسه، ولكن فى إحدى الليالى أخطأت الفنانة وقذفت الإناء بقورة بسبب اندماجها الشديد ليطير إلى قاعة المسرح متجهاً غلى غحدى المتفرجات بالصالة ، ولم ينقذ السيدة من الموت سوى أن زوها انتبه واسرع بالتقاطه فجرحت يده، واعتذرت روحية خالد عن هذا الموقف بأنها اندمجت بشدة فى الدور وقبلت الزوجة وزوجها الاعتذار.

وكان الفنان الكبير نجيب الريحانى يعرض إحدى مسرحيات فرقته فى الإسكندرية وحدث خلاف بينه وبين الممثل محمد مصطفى ، الذى طالبه بأن يضاعف أجره  لأنه لا يستطيع تحمل النفقات فى الاسكندرية، ولما كانت معظم الروايات التى سيعرضها الريحانى فى الإسكندرية يشارك فيها مصطفى لم يستطع أن يستغنى عنه واضطر الريحانى مرغماً أن ينفذ طلبه ويرفع أجره.

وكان محمد مصطفى يجسد دور كاتب جلسة فى المحكمة بينما يجسد الريحانى دور القاضى، وتقتضى أحداث الرواية أن يضرب القاضى كاتب الجلسة كلما داعب النوم عينه ، وانتهز الريحانى هذه الفرصة وراح يضرب محمد مصطفى بشدة على راسه حتى أغمى عليه واضطرت الفرقة أن تؤخر رفع الستارة فى الفصل الثانى حتى يفيق من انتقام الريحانى.

ويشبه ذلك ما حدث بين يوسف وهبى وعزيز عيد حينما كان عزيز عيد وفاطمة رشدى يعملان مع وهبى فى فرقة رمسيس ووقع خلاف بينهم ، هددت خلاله فاطمة رشدى بالاستقالة من الفرقة وانضم إليها عزيز عيد، واستاء يوسف وهبى من تصرفهما فانتهز فرصة تمثيل مشهد على المسرح يعتدى فيه بالضرب على عزيز عيد ، فانهال عليه ضرباً وركلاً وعزيز يستغيث بشدة ، بينما وهبى مستمر فى انتقامه والجمهور يصفق له، وبعد أن اسدل الستار تشاجر عزيز معه ولكن اعتذر يوسف وهبى بأن ما حدث يخرج عن إرادته وانه اندمج فى الدور.

 

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر