لم يكن مجرد قارئ عذب الصوت يرتل القرآن الكريم، لكنه أحد أشهر المقرئين العرب، الذى حل صوته ضيفا فى كل البيوت الإسلامية فى العالم أجمع وليس فى مصر وحدها، حيث أجاد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر.
إنه الشيخ محمود خليل الحصرى الذى ولد فى عام 1917 بقرية شبرا النملة التابعة لمدينة طنطا، ألحقه والده بكتاب القرية وهو ابن الرابعة، ليتم حفظه كاملا فى الثامنة من عمره.
التحق بالأزهر الشريف عندما بلغ الثانية عشر، ودرس علم القراءات، ليلتحق بالإذاعة كقارئ معتمد فى عام 1944.
كان الشيخ محمود خليل الحصرى أول من سجل المصحف المرتل بقراءات عديدة. كما كان أول من نادى بإنشاء نقابة للمقرئين، وعمل طوال حيته على نشر فكرة تأسيس مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم فى كل مدن مصر وقراها. وحقق ذلك بنفسه حيث أسس مسجدا ومكتبا لتحفيظ القرآن على نفقته الخاصة فى القاهرة.
فى عام 1961 عين الشيخ محمود خليل الحصرى شيخا لعموم المقاريء المصرية بقرا جمهوري، كما كان أول من بعثته مصر لزيارة المسلمين فى الهند وباكستان، حيث قام بقراءة القرآن فى المؤتمر الإسلامى الأول بالهند أمام زعماء العالم بحضور الرئيس جمال عبد الناصر.
فى عام 1966م اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر اقرأ بكراتشى بباكستان. كما عين فى العام الذى تلاه رئيسا لاتحاد قراء العالم.
كان الشيخ الجليل أول من رتل القرآن الكريم فى القاعة الملكية وقاعة هايوارت فى لندن وكان ذلك فى عام 1978. كما كان أول قارئ يقرأ القرآن فى البيت الأبيض، وقاعة الكونغرس الأمريكى.
أوصى فى خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق فى كافة وجوه البر. حيث توفى فى 24 نوفمبر 1980 بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.