كان حى الحسين قديمًا ملتقى أدبى وفنى وثقافى للنجوم وخاصة خلال شهر رمضان، يسهرون ويلتقون فيه دائمًا ويناقشون أحوالهم، كما ولدت فيه العديد من الروائع.
وكان كبار نجوم الفن والأدب والثقافة يجتمعون يوميًا فى رمضان على مقاهى الحسين الذى كان أهل الفن والثقافة يطلقون عليه الحى اللاتينى، خاصة قهوة الفيشاوى التى شهدت العديد من هذه الاجتماعات، حتى أن طائفة من الشعراء والزجالين والأدباء اختارته مقرًا لجمعية تكونت باسم "الخالدين"، وكان هواة الشعر والأدب يرتادونه لحضور مهرجانات الجمعية الأدبية.
وكان يحضر هذه المهرجانات الكثيرون من مجاذيب الحسين الذين جمعتهم علاقات قوية بأفراد الجمعية، حتى أن الجمعية كانت أحيانًا تقيم احتفالات لتكريم كبار هؤلاء المجاذيب، وكان العديد من الفنانين والمخرجين يحضرون هذه المهرجانات والاحتفالات، التى كان يسودها الكثير من الطرائف والمضحكات التى نقلتها الصحف والمجلات خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات.
وكان من بين هؤلاء النجوم الذين يحرصون على حضور هذه السهرات الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التى اعتادت أن تكون زبونة دائمة ويومية لعدد من المجاذيب الذين يبيعون البخور والسبح بالحسين ويعتبرونها الزبونة رقم واحد.
وكانت كاريوكا تشترى كل ليلة هذه البضاعة بمبلغ كبير عن طيب خاطر وكان هؤلاء المجاذيب ينتظرونها كل ليلة ويفرحون بقدومها ويلتفون حولها بمجرد أن تظهر.
وفى إحدى المرات دفعت كاريوكا مبلغ خمسة جنيهات دفعة واحدة ثمناً لسبحة من الخشب، وكان ههذا مبلغاً كبيراً وقتها، ولم يكن هذا المبلغ الذى دفعته كاريوكا ثمناً للسبحة فقط ولكنه كان مكافأة للمجذوبة التى أخذت تدعو لها من القلب دعوات دخلت قلب كاريوكا بالنجاح والفلاح وتحقيق الأحلام.