عدد كبير من العباقرة لم يكونوا طلبة متفوقين وتعثر البعض منهم فى الدراسة، ورغم ذلك استطاعوا التفوق فى مجالات أخرى أحبوها وأخلصوا إليها، ولم يكن التعثر الدراسى دليلاً على فشلهم، بل استطاعوا أن يحققوا نجاحهم ويثبتوا للعالم قدراتهم ومواهبهم.
وكان عدد كبير من نجوم الفن يعانون أثناء الدراسة وتوقع لهم مدرسوهم الفشل فى الراسة والحياة، لكنهم خيبوا هذه التوقعات وأصبحوا نجوماً فى الفن.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة زينب صدقى، التى اشتهرت بين زملائها بالثقافة الواسعة حتى أنهم اطلقوا عليها لقب شكسبيرة الزمالك، ورغم ذلك كانت زينب صدقى تكره الدراسة والذهاب إلى المدرسة بشكل كبير.
وكانت زينب صدقى تدرس فى مدرسة "حسن المسرات" الابتدائية والتى كان مقرها شارع سوق السلاح، وكانت كل طالبات المدرسة والمدرسين يعرفون هذه الطفلة التى لا تدخل المدرسة إلا وهى تصرخ محمولة على أعناق الفراشين، حيث كانت ترفض الذهاب للمدرسة، فاتفقت والدتها مع اثنين من الفراشين يأتيان لحملها عنوة كل يوم من بيتها للمدرسة، وإذا غادرت زينب صدقى منزلها دون ضجيج أو صراخ كات تهرب من المدرسة وتختفى طوال اليوم مع زميلاتها اللاتى حرضتهن على الزوغان فى الحدائق المنتشرة بالقلعة.
أما الفنان محمود المليجى فقد كان زعيم عصابة المزوغين بالمدرسة، وكان يبحث عن أى مناسبة لتحريض زملائه على الزوغان والإضراب عن الدراسة بدعوى أهم يتظاهرون ضد قوات الاحتلال، وبعد الزوغان وبداية المظاهرة يتسلل المليجى من ببينهم إلى شارع عماد الدين ليشارك فى البروفات مع فرقة فاطمة رشدى التى انضم إليها فى صباه.