يشهد الموسم الرمضانى للعام الحالى، كثافة إعلانية ضخمة للعديد من الشركات والمنتجات، بالإضافة إلى إعلانات التبرع، التى تستحوذ على النصيب الأكبر من الموسم الرمضانى باستمرار، إلا أن هذه الإعلانات للعام الحالى احتوت على العديد من الأخطاء المهنية والإنسانية.
إعلان رسالة
وظهر الشيف حسن فى إعلان رسالة موجها رسالة إلى جمهوره من النساء بضرورة التبرع بالملابس القديمة وغير المستعملة لها ولزوجها أو أولادها، إلا أن الملابس المستعملة داخل الإعلان جديدة ولاتزال تحتفظ بعلامتها، ما اعتبر خطأ مهنيا فى إخراجه.
إعلان زين
يعد من أحد أنجح وأبرز الإعلانات الإنسانية الناجحة لهذا العام وقارب فى خلال أيام من بثه عبر موقع "يوتيوب" على 3 مليون ونصف مشاهدة، هو إعلان شركة الاتصالات المعروفة "زين" والذى يغنى فيه الفنان حسين الجمسى أغنية "سنغنى حبا لا حربا"، الإعلان يهدف إلى محاربة الإرهاب الذى بات يستشرى فى الوطن العربى وسقط على إثره العديد من الضحايا، إلا أن الإعلان وقع فى خطأ مهنى فادح حينما أقحم طفلا يجسد "الطفل إيلان" الذى مات غريقا قبالة السواحل الإيطالية حينما هرب هو وعائلة من الحرب فى سوريا، وهو نزاع سياسي، يختلف تماما عن فكرة ومضمون الإعلان.
إعلان شيبسى زيجو
فى أحد الإعلانات الترويجية له، يظهر أب ونجليه الطفلين يتفحصان شقة سكنية بغرض شرائها بصحبة سمسار يحاول إقناعهم بها مع تفاصيلها المزعجة والمختلطة الألوان، وفى نهاية الإعلان يقول أحد الطفلين "ماما هتشنيرك" وهو ما يتنافى مع المحتوى الواجب تداوله إعلانيا وإعلاميا خاصة إذ كان على لسان طفل.
دلال عبدالعزيز "معلش"
وظهرت الفنانة دلال عبد العزيز فى إحدى الحملات الإعلانية لمؤسسة مصر الخير للتبرع لمساعدة ودعم بعض الأسر المحتاجة، وظهرت دلال بجانب سيدة فقيرة وابنتها مستعرضين أمامها شكل المياه غير النظيفة وطريقة تعبئتها لهم، مؤكدين أن هذه هى المياه التى يشربونها فما كان من دلال إلا إظهار علامات الامتعاض والقرف وقالت "معلش بكرة ربنا يكرمكم" ما دل على خطأ مهنى فى كتابة نص الإعلان.
ومن جانبها قالت د. تارا القاضى أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الإعلانات الخيرية لهذا العام كانت أكثر استفزازا، حيث تستفز المشاعر والقلوب من أجل كسب التعاطف مع حالات إنسانية، لافتة إلى أن بعض مروجى الحملات الإعلانية باتوا يستغلون الحاجة الإنسانية والمرضية لجلب التبرعات.
وأوضحت القاضى أن هذا بدا جليا فى إعلان "الطفل زين" فقد تم إساءة استخدام الرسالة الإعلامية من ورائه، كذلك إعلان بهية الذى يستعرض 8 سيدات وكما أن مصنعو الإعلان يقولون أن الدور على سيدة منهم يعنى "تفويل" على أحد النساء فى المنزل، وهو عكس تماما المضمون من وراء الإعلان، كذلك إعلان مستشفى سرطان الأطفال، أسئ استخدام الرسالة والمضمون من تواجد أحد الأطفال فى إعلانهم والذى بدا "غير عاقل" أو "لعوب" وكأنه يسخر من الأطفال.
ولفتت د. تارا أن الإعلانات هذا العام ابتدعت عما وقعت فيه الإعلانات العام الماضى من أخطاء الإيحاءات الجنسية وإن كانت بعض الإعلانات لم تكن نزيهة المعنى والمحتوى هذا العام بنسبة 100%، إلا أنه أفضل من العام الماضى.
ومن التعليقات التى أبداها الجمهور على عدد من الإعلانات سخروا من إعلان موبينيل الذى ظنوه فى البداية أنه إعلان للكنافة وليس لشركة الاتصالات الشهيرة، كذلك بنك مصر "طلعت حرب" والذى يهدف إلى دحض اليأس والهروب من مصر من أجل لقمة العيش فبدلا من ذلك يقدم البنك قرضا يمكنك من بدء مشروعك، إلا أن أحد إعلاناته، يهين فيها المهاجرين واللاجئين الذى يهربون أيضا إلى البحر ويقطعونه هربا من الحروب والنزاعات السياسية والدينية.