واجهت الفنانة الكبيرة شويكار الكثير من الأحداث الحزينة فى حياتها ومنها مرض زوجها الأول ووفاته بعد عامين فقط من زواجهما ليتركها أرملة فى سن 18 عامًا ومعها طفلة رضيعة وهى ابنتها الوحيدة منة الله، ورغم ذلك كانت شويكار دائمًا مصدرًا للبهجة وتكره الأحزان بل كانت تعتبر نفسها محظوظة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 كتبت الفنانة الكبيرة شويكار مقالاً يشع بهجة لتمنح به الأمل لكل إنسان بأنه يمتلك فى حياته أشياء وأحداث لو نظر إليها سيجد نفسه محظوظاً، وكان عنوان المقال: "أنا محظوظة فهل أنت كذلك".
وذكرت شويكار فى هذا المقال واقعة مرت بها عندما كانت تمر ذات يوم بشارع فؤاد " شارع 26 يوليو حاليًا"، وأشارت إلى أنه لم يكن يخطر ببالها يوماً أن تشترى ورقة يانصيب، لكن طفلة من أطفال الشارع ألحت عليها وهى تعرض أوراق اليانصيب لتشترى منها وذكرت لها أنها تعول والدتها المريضة وأختها الصغيرة فاشفقت عليها شويكار وأعطتها ورقة فئة 25 قرشاً ومضت دون أن تأخذ منها ورقة اليانصيب، ولكن جرت الطفلة ورائها وأصرت أن تمنحها إحدى هذه الأوراق التى تبيعها حتى لا تشعر بأنها تتسول.
وأخذت شويكار الورقة من الطفلة ووضعتها فى حقيبتها ونسيتها، واستبدلت الحقيبة التى وضعت فيها الورقة.
وأكدت شويكار أنها بعد فترة قابلت الطفلة مرة أخرى فأسرعت الفتاة إليها وهى تقول: مبروك ياست هانم ألف مبروك أنا عاوزة الحلاوة"، فسألتها الفنانة الكبيرة: "مبروك على إيه ياشاطرة؟" ، فأخبرتها الفتاة أن الورقة التى أعطتها لها كسبت البريمو، وهنا فوجئت شويكار واصطحبت الطفلة معها إلى منزلها وظلت تبحث عن الورقة حتى وجدتها، واكتشفت بالفعل أنها فازت بمبلغ كبير.
واختتمت شويكار مقالها بأنها تعرف أنها محظوظة، وعلى كل قارئ أن يشعر بأنه محظوظ بما أعطاه الله له، وطرحت عدداً من الأسئلة عن مجموعة من النعم التى يتمتع بها الإنسان فى حياته، وقالت أنه إذا كان الإنسان يتمتع ببعض هذه النعم أو بها جميعاً فيحب أن ييشعر بانه محظوظ دائمًا.