الحقيقة أن فكرة الاستفتاءات أو إنشاء لجان تحكيم لاختيار الأفضل فى كل مجالات الإبداع أمر عظيم ومطلوب كل فترة للتشجيع والتحفيز والعمل على الارتفاع بمستوى الإبداع فى جميع المجالات، ولكن بشرط أن تخضع هذه الاستفتاءات أو لجان التحكيم للشروط الموضوعية المعمول بها فى كل الدول المتقدمة.
منذ أيام خرج علينا مهرجان أسوان لسينما المرأة باستفتاء عن اختيار أفضل 100 فيلم للمرأة في تاريخ السينما العربية بأشراف الناقد الكبير كمال رمزي ، وبمشاركة 70 ناقد ، حينما اطلعت علي اسمائهم وجدت ان 90 % منهم ليسوا بنقاد ولكن محررين صحفيين في مجلات وصحف عربية ، وهذه أول سقطة لهذا الاستفتاء الغريب الذي تجاهل أفلام كثيرة مهمة واحتوي علي أفلام أخري لا قيمة لها ، بل لم تحقق أي نجاح جماهيري او نقدي والأمثلة كثيرة .
افلام نادية الجندي تناولت قضايا وهموم المراة
لا اعرف كيف لناقد كبير في حجم الأستاذ كمال رمزي يوافق علي هذا العوار الموجود بهذا الاستفتاء الباطل ؟ ولماذا رفض الناقد الكبير طارق الشناوي المشاركة فيه ؟ ، بل أنه وصفه هو الآخر بالاستفتاء الخالي من المعايير الدقيقة وفكرة معيار تخصيص استفتاء عن أفلام المرأة في الأساس خاطئ ، وأنا شخصيا اتفق معه في هذا الرأي فاي فيلم عن الرجل هو عن المرأة واي فيلم عن المرأة هو عن الرجل .
النجمة الكبيرة نادية الجندي من أكثر نجمات جيلها تقديما لقضية المرأة ولها الكثير من الأفلام التي تناولت فيها هموم ومشاكل المرأة منها مثلا : ( الضائعة ، رغبة متوحشة ، بمبة كشر ، خمسة باب ، شهد الملكة ، الخادمة ، الرغبة ) وغيرها الكثير ، كما ان نجمة الجماهير كتب افلامها كبار الكتاب منهم مثلا نجيب محفوظ الذي اشاد بها في شهد الملكة فنادية الجندي هي الوحيدة من السيدات التي قدمت عالم حرافيش نجيب محفوظ في السينما كبطولة ، كما تعاملت من أكبر واهم المخرجين في السينما المصرية مثل عاطف سالم وعلي بدرخان وحسام الدين مصطفي وغيرهم .
فهل يعقل أن يتجاهل استفتاء عن أفلام المرأة نجمة كبيرة في حجم نادية الجندي قدمت ما يزيد عن 80 فيلما وأكثر ؟ ، تلك السيدة حصلت علي الكثير من الجوائز في مهرجانات دولية وعربية عن أفلامها وكرمتها كل المهرجانات ، وكرمتها منظمة الصحة العالمية عن أفلامها التي حاربت فيها تجارة المخدرات ، كل هذا التاريخ وكل هذا الابداع وتخلو قائمة الـ 100 فيلم من أفلام نادية الجندي ويوضع بداخله أفلام أخري فشلت جماهيريا ونقديا وتبرا منها صناعها !!
نادية الجندي دافعت عن المراة في افلامها
أي استفتاء هذا الذي يتجاهل الأفلام المهمة ويختار أفلام يغلب عليها شبهة المجاملات؟ ؟ ومتي شاهدوا قائمة الأفلام العربية التي تتجاوز الآلاف لكي يختاروا ويقيموا ويحددوا ؟ وما هي معايير الاختيار لتلك الأفلام ؟ وما هي معايير الترتيب حسب الأهمية؟ وما هي الأسس العلمية والموضوعية لاختيار الأفلام الـ 100 ؟ لم يجيب صناع الاستفتاء علي أي سؤال من تلك الأسئلة لأنه لا إجابة ، حيث ان العشوائية والمزاجية كانت هي المعيار في الاختيار ومن المؤكد ان هذا الاستفتاء باطل ولا يجب الاعتماد عليه كمرجع لكونه تجاهل أفلاما مهمة وقامات مهمة في سينما المرأة لو كانت هناك ما يسمي بسينما المرأة من الأساس .