كثيرًا من الأدوار الفنية كان مرشحًا لها أبطال ونجوم غير نجومها الذين قاموا بها بالفعل، وكثيرًا ما لعب الحظ والصدفة دورهما فى ذهاب كل دور إلى النجم الذى قام به بعد ترشح آخرين لهذا الدور.
ومن بين هذه الأدوار دور بطولة كانت ستقوم به الفنانة الكبيرة هند رستم، وكتبت عنه مجلة الموعد فى عدد نادر صدر عام 1978، حيث كانت مارلين مونرو الشرق مرشحة لبطولة فيلم "الجنة تحت قدميها" قبل أن تؤدى هذا الدور الفنانة فردوس عبدالحميد.
وكان المخرج حسين حسن الإمام هو منتج الفيلم، وكانت هند رستم هى المرشحة للبطولة وبالفعل وافقت على بطولة الفيلم لدرجة أنها لم تتحدث معه، وقالت له: "إن والدك المخرج الكبير حسن الإمام فضل اكتشافى فى السينما وفضل إعادتى لها بعد 7 سنوات اعتزال، لذلك فأنا أقدم هذا الفيلم كهدية له".
وكان حسن الإمام هو كاتب السيناريو ومخرج الفيلم، وعندما علم بما فعلته هند رستم قابلها وشكرها، ثم طلب منها أن تستلم منه مبلغ ألف جنيه، كذفعة لحساب الملابس التى سترتديها فى الفيلم، بعد أن قدمت دورها في البطولة كهدية، ولكن فوجئ المخرج الكبير بالفنانة الكبيرة تقول له: "الدور كان هدية لك وتمن الملابس هدية منى لحسين لأنه ينتج لأول مرة"، وأصرت هند رستم على موقفها وشكرها حسن الإمام.
ولكن رغم كل هذا شاءت الأقدار ألا تقوم هند رستم ببطولة الفيلم، فقبل تصويره بأيام أصيبت هند رستم بمرض الصفراء وتم تأجيل تصوير الفيلم لمدة أسبوع، ولكن ظلت هند تعانى من بعض الآلام فاستأذنها حسن الإمام للاستعانة بفردوس عبد الحميد للقيام بالدور بدلاً منها، ورحبت هند بذلك حتى لا يتعطل تصوير الفيلم وقتًا أطول، وقالت: "طبعًا ولكن لن أنسى أن لك عندى دور بطولة هدية سأقدمه لك بعد شفائى"