محمود رضا رائد الرقص الشعبى الذى خلت السينما من بعده من الفيلم الاستعراضى

محمود رضا محمود رضا
 
كتب باسم فؤاد

الوسط الفنى الآن يفتقد لنموذج مثل الفنان محمود رضا الذى تمر ذكرى وفاته، إذ كون أول فرقة رضا الفنون الشعبية بالاشتراك مع فريدة فهمى، وقدما أفلامًا كتبت تاريخًا للفيلم الاستعراضى المصرى، فنحن الآن تفتقد النجم الذى يجيد التمثيل والرقص والغناء بالإضافة إلى عدم وجود مؤلفين متخصصين فى كتابة الأفلام الاستعراضية، إذ يفضل معظم الكتاب الدراما والكوميديا.

يقول الفنان القدير محمود رضا عن بداية تكوينه الفرقة: كان أكبر نجاح لنا فى رأيى أن جمهورنا أصبح فيه عائلات كاملة وكانت الفرقة تستعين فى  حفلاتها الأولى بأسماء نجوم مطربين معروفين مثل كارم محمود وشهرزاد والثلاثى المرح، ثم انضم إليها بعد ذلك الملحن على إسماعيل، وتعرضت الفرقة لهزة مادية لكن تدخل الرئيس جمال عبد الناصر لتأميم الفرقة مما أتاح لها فرصة الاستمرار مرة أخرى.

وقد شهد عام 1961 ضمها للفرق الفنية للدولة، وأصبح لها مقر ثابت فى مسرح البالون كما أتيح للفرقة أن تقدم عروضها فى حضرة الرئيس احتفالاً بضيوف مصر من كبار زعماء العالم وقادته، وطافت العالم شرقه وغربه، لتقدم الرقص المصرى وتتحول من مجرد فرقة للرقص إلى أيقونة من أيقونات الفن المصرى الأصيل المعبر عن الروح والهوية المصرية.

قدمت الفرقة مجموعة من اللوحات الدرامية، فمن خلال ثلاثة أفلام "إجازة نصف السنة، غرام فى الكرنك، حرامى الورقة" نجد ثلاثة نماذج لما قدمته الفرقة فى هذا المجال، حيث جاء "غرام فى الكرنك" كأول فيلم مصرى استعراضى تلعب فيه اللوحات الراقصة والموسيقى دور البطولة، حيث كانت جزءاً من البنية العميقة للحكاية، وتراجع الحوار ليلعب دوراً ثانوياً، ففيه مجموعة من اللوحات الاستعراضية التاريخية والتى أصبحت جزءاً من وجدان المصريين مثل "رقصة العصاية، الكرامية، حلاوة شمسنا"، و"الأقصر بلدنا" التى كان كورنيش النيل فى الأقصر مسرحاً لها.

فى السنوات الأخيرة دخلت السينما فى طور جديد اعتمد على الكوميديا والأكشن، على حساب الأعمال الاستعراضية الموسيقية التى تراجعت بشكل كبير إلى حد اختفائها نهائيا، وأرجع أهل الصنعة اندثار هذا النوع من الأفلام لأسباب، منها:

 

قلة الكفاءات الفنية المتخصصة

يحتاج العمل الاستعراضى إلى فريق عمل متميز فى  العناصر الفنية المختلفة مثل الموسيقى والحركة الأدائية والصوت والرقص والديكور والإكسسوارات والأزياء، وهذا شىء نادر اكتماله حاليًا، لذلك فقدت الأفلام متعتها وبهجتها.

 

ارتفاع التكلفة الإنتاجية

يكلف الفيلم الاستعراضى ميزانيات ضخمة تمثل عبئًا كبيرًا على المخرجين حتى يخرج بالشكل اللائق، ربما يحتاج الأمر إلى تعاون أكثر من جهة لإنتاج عمل استعراضى على مستوى عالٍ، كما كانت الهيئة العامة للسينما تدعم الأفلام الاستعراضية فى الماضى .

 

عدم تحقيق الأفلام الاستعراضية لإيرادات

تجنب المنتجون الأعمال الاستعراضية الغنائية بدعوى عدم إقبال الجمهور عليها، إذ تحول ذلك النوع من الأفلام إلى ما يشبه المغامرة الفنية، ربما كانت التغيرات الاجتماعية سببا فى تغير ذوق المشاهد لذلك يفضل المنتجون "اللعب فى المضمون"، واستثمار نقودهم فى أفلام الكوميديا أو الأكشن، إلا أنه فى النهاية لم يجد المشاهد الأفلام الاستعراضية من الأساس ليقبل عليها أو يتجنبها.

 

مشكلات متعلقة بالتقنية

تحتاج الأفلام الموسيقية والاستعراضية تكنولوجيا عالية فى التصوير والمونتاج لمواكبة أحداث التقنيات العالمية، إذ واجهت تلك الأفلام أزمة عدم تزامن الصوت مع الصورة، ويستخدم مخرج العمل أكثر من كاميرا عند تصوير الأغانى والاستعراضات، ودور المونتير هنا مهم للغاية لتجنب هذه المشكلة.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر