كانت كوكب الشرق أم كلثوم تبدع في كل أحوالها ولكنها عندما تغنى على المسرح وترى تفاعل الجمهور وانسجامهم يزيد إبداعها وسلطنتها، وتعيد الكوبليه الغنائى كل مرة بطريقة مختلفة حتى أن البعض كان يعتقد أنها تبتكر وتغير في اللحن الأصلى.
وفى حوار أجرته كوكب الشرق مع مجلة كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1969، حيث شكل فكرى صالح أحد طلاب الكلية وقتها جمعية لمحبى أم كلثوم كانت تقيم العديد من الندوات التي يحضرها كبار رجال الفكر والأدب والموسيقى وتجرى العديد من اللقاءات والحوارات مع كوكب الشرق، تحدثت أم كلثوم عن مسألة خروجها عن اللحن أو طلبها من الملحن تغيير اللحن، وعن الفارق بين إحساسها عندما تغنى في الاستديو أو على المسرح.
وكتب فكرى صالح في مذكراته عن كوكب الشرق أنه سألها عن الفرق في إحساسها عندما كانت تغني في الاستديو لتسجيل أغنية جديدة وإحساسها عندما.
كانت تغني نفس الأغنية في حفلة أمام الجمهور؟وقال صالح إن كوكب الشرق أجابته إجابة سريعة، قائلة: زي الفرق بين واحد قاعد بيأكل لوحده وواحد قاعد بياكل مع ناس بيحبهم ويحبوه وساعتها يكون الأكل.
طعمه أحلى والنفس مفتوحة، فردود فعل الجمهور تعطيني طاقة وتشجيع وكل
ما أراهم سعداء أشعر بسعادة، ومتنساش اني بسمع نفسي زي أى واحد من الجمهور".
وأشار فكرى صالح إلى أنه قال لكوكب الشرق حينها أن زملاءه في الجامعة يفضلون سماعها في الحفلات وخصوصًا عندما تخرج عن اللحن أو ما يسمي
ارتجالات وآخرون يفضلون سماع الاسطوانات أو أغاني الأفلام بدون هتاف وتصفيق الجماهير.
فقالت كوكب الشرق: "أنا لا أحب حكاية الخروج عن اللحن"وأوضحت أم كلثوم: "أنا لا أغني أي لحن جديد قبل أن اقتنع به وأتقنه وأعيش فيه، وأعتبر اللحن زي شارع جديد أحفظه من أوله لآخره، وأعرف كل حتة فيه وكل بيت وكل طوبة، وكل زاوية وكل ركن، الناس اللي ماشيين أو ساكنين في الشارع ده هم جمهوري الذي أحبه احترمه".
وتابعت كوكب الشرق: "أبدأ أغني وكأني ماشية من أول الشارع ده والناس في الشارع والبلكونات مبسوطة وبعدين ألاحظ حواري وأزقة متفرعة من الشارع ألاقي نفسي حودت عليهم ،أحياناً بالقصد واحياناً بالصدفة أو الشغف ،أو ألاقي نفسي منجذبة ليهم، فأخرج من الشارع الرئيسي وادخلهم واتصور الناس اللي فيه منسجمين وأنا معاهم منسجمة كأني في عالم آخر والناس اللي في الشارع واقفين ورايا ومنسجمين كمان"
وأكدت أم كلثوم أنها لا تخرج عن اللحن الأصلى قائلة: "بالطبع عيني على الشارع الرئيسي (اللحن) طول الوقت وبعد لحظات قليلة أرجع له، ولا ينقص من اللحن الأصلي أي شيء. "