كان الفنان الكبير نور الشريف صاحب مواهب فنية كبيرة ومؤهلات تضعه في مصاف كبار نجوم العالم وتقوده للعالمية، فضلاً عن ثقافته الواسعة ولكن النجم الكبير لم يكن يضع عينه على العالمية بالرغم من اختياره لبطولة فيلم روسى نهاية الثمانينات حيث قام فيه بدور بيبرس القائد المملوكى.
وفى حوار للنجم الكبير عام 1988 تحدث عن هذا الفيلم الذى شارك فيه وعن إصراره على أداء شخصية بيبرس رغم أنه كان مرشحًا للقيام بدور القائد قطز، وجاء عنوان الحوار ليؤكد ثقة الفنان المبدع في نفسه وقدراته وأنه رغم اختياره لبطولة هذا الفيلم وما يمتلكه من مواهب لم يكن يطمح للعالمية ولم يكن يحلم بها ولا يسعى إليها.
وأكد الفنان الكبير أن اختياره لبطولة الفيلم الروسى تؤكد مكانة الفنان العربى وقدرته على منافسة النجوم العالميين.
وتحدث نور الشريف عن الصدفة التي أدت لاختياره لبطولة الفيلم عندما جاء المخرج الروسى الشهير منصورف لاختيار الأفلام المصرية المشاركة في مهرجان طشقند الدولى واتصل الوفد الروسى به لمشاهدة فيلم "زمن حاتم زهران" وبعده شاهدوا فيلمى "ضربة معلم وسكة سفر"، وبعدها اتصل به المخرج الروسى الكبير وأعطاه نسخة من سيناريو فيلم "بيبرس" الروسى ليقول رأيه في دور وشخصية قطز بالفيلم.
وأشار نور الشريف إلى أنه أعجبه دور بيبرس أكثر ولكن المخرج أكد أنه يراه في شخصية قطز ، ولكن الشريف أصر على شخصية بيبرس، فاقترح عليه المخرج الروسى أن يأتي إلى موسكو ليجرى اختبارات بالملابس والماكياج على أداء الشخصيتين ، وبالفعل سافر نور الشريف إلى روسيا ولمدة أسبوع أجرى البروفات على الشخصيتين ولكن أصر المخرج على أن يعطيه دور قطز، مؤكداً أنه لن يجد من يؤديها أفضل منه، مؤكدا أن بيبرس عيناه لا تظهران أي انفعال ولكن عينى نور تحمل الكثير من الانفعالات التي يمكنه تجسيدها، وفى المقابل أصر نور على موقفه.
وأمام إصرار نور الشريف اقترح المخرج الروسى أن يلعب نور الشريف شخصية بيبرس في النسخة المصرية من الفيلم وشخصية قطز في النسخة الروسية، ووافق نور على هذا الاقتراح الذى رأى فيه فرصة لإظهار قدراته الفنية الكبيرة بالرغم مما تحمله هذه التجربة من إجهاد، ولكن بعدما سافر المنتج المصرى حسين القلا لتوقيع اتفاق الإنتاج المشترك للفيلم، اتفقت جميع الأطراف على أن يؤدى نور الشريف شخصية بيبرس في النسختين المصرية والروسية.
وكان نور الشريف الممثل العربى الوحيد بين طاقم الممثلين الروس الذين كانوا يحيطونه بنظراتهم متسائلين عن السبب في اختياره بطلاً عليهم، ولكن كل هذه التساؤلات تلاشت بعدما حمل إليهم نور الشريف بعض الشرائط لعدد من أفلامه ورأوا أدائه فيها وما يمتلكه من موهبة، كذلك تحدث المخرج عن مكانة نور الكبيرة في العالم العربى وموهبته الواسعة.