كان مخرج الروائع حسن الإمام يحرص دائمًا على أن تكون مشاهده وأفلامه واقعية، حتى أنه كان يصور العديد منها فى الأماكن الحقيقة التى وقعت فيها الأحداث إذا كانت القصة التى يتناولها قصة حقيقية، وهذا ما حدث عندما كان يصور مشاهد فيلم بديعة مصابنى الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة نادية لطفى.
وحرص المخرج الكبير على تصوير مشاهد الفيلم فى أماكنها التى جرت فيها الأحداث الحقيقية، وكان ضمن هذه المشاهد مشهداً تزور فيه بديعة مصابنى لبنانية الأصل مدرسة راهبات تلقت فيها ابنتها بالتبنى "جوليت" تعليمها، وهى الابنة التى اشتهرت باسم "ليلى الشقرا"، وكان المشهد يتطلب وجود راهبة تستقبل بديعة مصابنى.
وبحث حسن الغمام عن ممثلة بمواصفات خاصة تقوم بدور الراهبة تتوفر فيها عناصر المظهر الهادئ الرصين الذى يوحى بالثقة ، وبحث فى الكومبارس عن فنانة بهذه المواصفات ولكنه لم يقتنع بأى منهن.
وأخيرًا تطوعت إحدى الراهبات بالمدرسة وتدعى الأخت تريزا للقيام بهذا الدور وتمثيل المشهد على سبيل الخدمة والتطوع، وبدون اجر.
والغريب أن الراهبة تريزا قاممت بأداء المشهد بإجادة تامة أذهلت حسن الغمام وكأنها فنانة متمرسة ، ولم يتطلب أى إعاد للمشهد ، وتم تصويره مرة واحدة ، وهو شيئ نادر الحدوث مع الفنانين المتمرسين على الكاميرا والتمثيل، والذين اعتادوا على الوقوف أمام الكاميرات، وشكر حسن الغمام وطاقم العمل الراهبة على خدمتها وتطوعها ومهارتها وصدقها فى المشهد.