بدأ الفنان الكبير مشواره الفنى بالخارج قبل أن يبدأ فى مصر، حيث شارك بالتمثيل فى عدد من المسرحيات والأفلام بباريس.
وتحدث الفنان الراحل الكبير عن بداية مشواره وما تعرض له خلاله فى مقال نشره بإحدى المجلات تحت عنوان " قصص من حياتى "عام 1954 حين عاد ليشارك فى أحد الأفلام المصرية.
وقال جميل راتب أن أسرته كانت تحلم وتخطط بأن يكون محامياً ، ولكنه كان متعلقاً منذ صغره بالفن ، لذلك فشل فى دراسة الحقوق بمصر واقترح على أسرته أن يسافر لدراسة الحقوق بفرنسا ، ولكنه كان يهدف إلى دراسة الفن.
وأوضح راتب أنه خدع أسرته فأوهمها بأنه يدرس الحقوق فى فرنسا بينما التحق بأحد المعاهد الفنية هناك ، وكل عام كان يخبرهم بنجاحه ، ولكن كان نجاحه فى التمثيل وليس فى الحقوق، حتى تخرج بعد 3 سنوات من المعهد وحصل على الجائزة الاولى عام 1949 ، كما فاز بجائزة خلال دراسته عندما شارك فى إحدى المسرحيات مع فرقة من الهواة، وحاز على ثقة كل من تعرف عليهم من الوسط الفنى الفرنسى، ثم عمل فى فرقة الكوميدى فرنسيز أشهر الفرق الفرنسية ، وحقق نجاحاً على المسرح ، ففكر فى الاشتغال بالسينما، وكان أول فيلم عمل به هو فيلم بعنوان :" ليلة فى جان بريمان" وتوقع أن يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، لكنه صدم حين عرف أن الرقابة منعت الفيلم بعد الليلة الأولى .
وعاد جميل راتب ليعمل فى المسرح بفرنسا مجدداً، وكانت موجة احتجاجات العمال واضرابهم تجتاح فرنسا حتى أصيبت الحياة بالشلل، وفى هذه الأثناء عمل فى مسرحية امريكية مترجمة عنوانها "العطلة عند العمال"، وكانت فكرتها تحارب الإضراب وتعتبره نوع من الأنانية يصيب العمال ووسيلة غير مشروعة لنيل الحقوق.
وكان جميل راتب يقوم فى المسرحية بدور عامل ينصح زملائه بعدم الإضراب ويوضح لهم عواقبه الوخيمة، مؤكداً أضراره على مصالح الوطن، ويخطب فيهم خطبة رنانة محاولاً إقناعهم، وفى أول ليلة وقف فيها على المسرح ليخطب فى زملائه كما يقتضى الدور سمع هتافات فى الصالة تدوى بسقوطه وسقوط المؤلف والرواية، ثم بدأ المتفرجون يحطمون مقاعد المسرح، وطاردوا أعضاء الفرقة وكادوا يفتكوا بهم .
وعلم جميل راتب وزملائه بعد ذلك أن الغالبية العظمى من المتفرجين كانوا من العمال المتعصبين لفكرة الإضراب، واتفقوا أن يتجمعوا ليفسدوا هذه المسرحية التى تحاول إقناع العمال بالعدول عن الإضراب، وكاد الفنان الكبير وزملائه أن يفقدوا حياتهم ثمنأ لحبهم للمسرح.