تمر اليوم 7 سنوات على رحيل شحرورة الفن الجميلة صباح التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 26 نوفمبر من عام 2014 بعد حياة عامرة بالحب والفن والإبداعات وخفة الظل جعلتها أيقونة من أيقونات الفن والطرب وكانت فيها رمزا من رموز الجمال الأناقة وحب الحياة.
ولدت صباح فى 10 نوفمبر 1927 فى وادى شحرور إحدى القرى اللبنانية واسمها جانيت جرجس فيغالى، واحترفت الفن منذ أربعينيات القرن الماضى، وانطلقت شهرتها منذ قدمتها المنتجة آسيا داغر فى فيلم "القلب له واحد" وأنتجت لها عددا من الأفلام.
عرفت الشحرورة صباح بخفة الظل والشقاوة وحب الحياة والانطلاق بين زملائها وبأنها كثيرا ما تدبر المقالب ولا تنسى ثأرها وترد الصاع صاعين، ووقع فى مقالبها العديد من زملائها الفنانين ولم يسلم من هذه المقالب عدد من الصحفيين أيضاً.
وذات مرة كتب أحد الصحفيين عن الشحرورة مقالاً لاذعاً ينتقدها فيها، فأرادت أن تنتقم منه لأنها رأت أن نقده غير صحيح، وما كان من الفنانة صباح إلا أن اتصلت بالصحفى فى اليوم التالى وعلى غير المتوقع شكرته على صراحته ونزاهته، وأشارت إلى أنها ستخصه بخبر حصرى عن حياتها الخاصة، وفرح الصحفى وفى اليوم التالى نشر الخبر الحصرى كانفراد لم يسبقه إليه أحد، وما كان من الشحرورة إلا أن نشرت تكذيباً للخبر فى كل الصحف والمجلات، وهو ما أوقع الصحفى فى موقف حرج، وكان هذا بمثابة شر انتقام للشحرورة.
وفى إحدى المرات كانت الشحرورة تصور فيلماً مع الفنان صلاح نظمى، وكان أحد المشاهد يقتضى أن تصفعه صباح على وجهه، وخلال البروفات كانت الشحرورة تصفعه بلطف ورفق، فظن نظمى أنها ستصفعه بهذه الطريقة أثناء التصوير، لكن حدث العكس فقد صفعته صباح بقوة لكنها أخطأت فى كلمات المشهد، فأعيد مرة ثانية، وتكرر الخطأ حتى وصل عدد الصفعات على وجه صلاح نظمى إلى 20 صفعة حتى صرخ صلاح نظمى فى المرة الأخيرة صرخة قوية، فضحكت الشحرورة قائلة "ما كان من الأول يا أخى".
كما كان الفنان حسن فايق أحد ضحايا مقالب الشحرورة، حيث سافر معها وفريق العمل لتصوير أحد الأفلام فى لبنان، ونزلوا أحد الفنادق، وكانت ابنة صاحب الفندق فائقة الجمال.
وأقنعت الشحرورة حسن فايق أن ابنة صاحب الفندق متيمة به وتحبه بشدة لكنها تخشى أن تفصح له عن حبها، فما كان من الفنان الكوميدى إلا أن ذهب للفتاة وهى تجلس على مكتبها، وبدأ يغازلها، ويبوح لها بإعجابه، فما كان من الفتاة إلا أن غضبت ونهرته، فشعر بالحرج، وهنا أدرك الفنان الكوميدى أنه وقع ضحية لمقلب من مقالب الشحرورة.
ورغم هذه الشقاوة لم تخش الشحرورة الاعتراف بأنها وقعت ضحية بعض المقالب فى حياتها ومنها عندما خدعها شاب فى بداية حياتها وأوهمها بأنه أمير فوقعت فى غرامه واكتشفت فى نهاية الأمر أنه سائق، قالت الشحرورة عن هذا المقلب "كانت لعبتى المفضلة وأنا فى سن الرابعة عشر هى ركوب الدرجات والطواف بها حول جبال لبنان، وذات يوم خرجت بدراجتى أمارس هوايتى المحببة، وفجأة اصطدمت الدراجة ووقعت أمام قصر أحد الأثرياء وجرحت ساقى".
وتابعت الفنانة الكبيرة صباح "أسرع إلى شاب وسيم يساعدنى على النهوض، ولما وقفت لاحظ أن ساقى أصيبت بجروح، فنادى على خدم القصر بلهجة قوية أرستقراطية، فأسرعوا إليه، وانحنى خادم منهم وهو يستمع لأوامر الشاب الوسيم وهو يطالبهم بإحضار وسائل الإسعاف، وظل الشاب الوسيم يضمد جراحى بنفسه وسألنى عن اسمى واسم أبى، وعرف أننا نصطاف فى هذه القرية".
واستكملت صباح حكايتها مع الشاب الوسيم قائلة "بعدما ودعنى الشاب واطمأن على وصلت إلى بيتنا وحكيت لأبى ما حدث، ولم أنم فى هذه الليلة، وأنا أفكر فى هذا الشاب الوسيم الأرستقراطى صاحب العود الفارع الذى أصبح فتى أحلامى".
وأوضحت أنها اقترحت على والدها أن يذهبا إلى القصر مرة ثانية لتوجيه الشكر لهذا الشاب على ما فعله معها، وبالفعل ذهبت الشحرورة مع والدها إلى القصر لتصدمهما مفاجئة أربكتهما بعدما عرفا أن هذا الشاب ليس ابن صاحب القصر وإنما سائقه، وتبددت أحلام الشحرورة فى الأمير الوسيم فتى الأحلام.