كانت نجمات الزمن الجميل يحملن العديد من الذكريات والمواقف التى حدثت لهن فترة الطفولة والصبا، ولا ينسين ذكريات الحب والعريس الأول وكثيراً ما كن يحيكين هذه المواقف في العديد من الحوارات واللقاءات.
وكان من بين هؤلاء النجمات الفنانة الكبيرة هدى سلطان التي حكت في إحدى الحوارات عن موقف لا تنساه مع ذكرى أول عريس تقدم لها .
وقالت الفنانة الكبيرة أن والدها تزوج من 3 نساء وأنجب عددًا كبيرًا من الأبناء يزيد على 20 ولدًا وبنتًا، وكان من أعيان طنطا يمتلك أراض زراعية ويتمتع بهيبة ومكانة كبيرة في بلدته.
وأوضحت هدى سلطان أن أباها كان مثل أبناء جيله يؤمن بأن رسالة الأب أن يعد ابنته لتكون ست بيت وزوجة جيدة تعرف الأصول وتجيد مهارات الطبخ والخبيز وشئون المنزل وتربية الأبناء، لذلك كان يحرص رغم وجود خدم في بيته الكبير على أن تجيد بناته كل هذه المهارات ويشاركن في سن صغيرة في شئون البيت، ولذلك كان كبار العائلات من الأقارب وأهل البلد يتمنون نسب والد الفنانة الكبيرة.
وأشارت هدى سلطان إلى أن نساء البلد كن يزرن بيتهن ويبدين رغبتهن في نسب الأسرة، وكان والدها يتمنى أن يطمأن على بناته قبل أن يموت.
وكشفت الفنانة الكبيرة أن إحدى نساء البلد أخبرت والدتها أنها ترغب في أن تكون هدى زوجة لابنها الذى حصل على شهادة دبلوم التجارة ويمتلك أراض زراعية ، فضلا عن كونه موظفاً في الحكومة، وعندما أخبرت الأم والدها أبدى رضاه عن العريس الذى شهد بأنه يؤدى فرائض الصلاة ويتمتع بأخلاق يشهد لها الجميع.
ولكن وقبل أن يزور العريس الأسرة تردد الأب وكاد يرفضه خاصة وأنه طلب أن يرى العروس قبل الزفاف ، ولكن أقنعه رجال العائلة بأنه لا شيئ في ذلك وانه يمكن أن يراها في جمع من الأسرتين، وان ترتدى العروس ملابس تغطى كل جسدها ماعد وجهها.
وأشارت هدى سلطان إلى أنها كانت تستمع إلى كل هذه الأحاديث خلسة دون أن تبدى أنها تعرف شيئا عن موضوع العريس، وأنه يوم الزيارة المحددة طلبت منها والدتها أن ترتدى الجلباب الأسود الفضفاض الذى كانت ترتديه حين تذهب الاسرة لزيارة أولياء الله الصالحين، فتسائلت الصغيرة في مكر قائلة: هو إحنا هنسافر؟، فأجابت الأم في صرامة: إلبسى من غير ما تسألى؟
وجاء العريس وأسرته وجلس نساء ورجال العائلة، ونادى الأب على ابنته حتى تدخل وتجلس معهم، وبالفعل دخلت هدى سلطان وجلست في خجل، ودار الحوار بين الموجودين، فبادرت إحدى السيدات لتقول للعريس: "عايزين نفرح بيك ونشوف لك دستة عيال"، فرد العريس قائلاً: "دستة ياساتر، كفاية ولد واحد"، فعقبت أمه قائلة: "طيب خليهم ولد وبنت"، فرد العريس: "لا أنا مش عاوز بنات".
فقال والد هدى سلطان: "وليه مالهم البنات"، فقال العريس الذى وصفته هدى سلطان "بالمدب" قائلاً: "خلفتهم عار"، فظهرت علامات الغضب على وجه الأب، خاصة أن له 10 بنات، وصاح في العريس غاضبا: "ده كلام تقوله ياراجل"، وكادت تحدث أزمة لولا تدخل أم العريس في محاولة لتخفيف وقع كلام ابنها.
وعاد الحديث من جديد ليقول العريس: "كفاية ولد واحد علشان أمه تعرف تربيه"، وهنا تدخلت إحدى السيدات التي كان لها ابن وحيد وتوفى، لتقول: "يابنى ليه ولد واحد افرض حصل له حاجة ولا ربنا افتكره"، فرد العريس المدب قائلاً: "ويموت ليه طالما هنهتم بيه وبصحته"، فردت إحدى السيدات: "يابنى محدش عارف لا قدر الله يخرج وتصدمه عربية ولا يقرب من وابور الجاز"، فرد العريس: "يعنى هيموت من إهمال أمه؟"، وهنا انفعلت أم هدى سلطان على العريس ولم تستطع أن تتمالك نفسها وقالت في غضب: "بنتى مش مهملة، بنتى أحسن ست بيت"، وصرخ الأب في العريس بعد أن انتفض واقفا: "ايه الكلام الفارغ ده، عليا الطلاق الجوازة دى ماهى تامة، لما تعرف تخاطب الناس ابقى روح اخطب"
فانسحب العريس وأمه بسرعة بعد انفعال الأب الذى رج صوته أركان البيت، ولم تكتمل الجواز بعد كلام العريس "المدب".