كثيرًا ما يقع نجوم الفن فى بعض المواقف والأزمات أثناء أداء عملهم، وتظل هذه المواقف عالقة بأذهانهم يتذكرونها دائمًا.
ومن بين هذه المواقف ما حدث مع الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا عندما سافرت مع فرقة ساعة لقلبك للمشاركة فى إحدى الحفلات بمحافة بورسعيد فى نهاية الخمسينيات.
وقالت كاريوكا فى حوار نادر إنها عندما وصلت الفندق الذى ستقيم فيه خلال الرحلة الفنية مع المشاركين فى الحفل، طلبت من مدير الفرقة أن يرسل أحد العمال إلى غرفتها حتى يأخذ بدل الرقص الخاصة بها إلى المكوجى حتى تستطيع استخدام إحداها فى الحفل الذى ستشارك فيه باليوم التالى، وبالفعل أرسل لها مدير الفرقة صبيًا صغيرًا يعمل مع متعهد الاكسسوار بالفرقة.
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أن هذا الصبى كان يعانى من بعض التهتهة وثقل اللسان فأرادت أن تخيفه حتى يهتم بالبدل ولا يهمل فيها، لذلك كشرت عن وجهها وأمسكت بأذنه وقالت له فى حزم: "البدل دى تروح للمكوجى ولو حصل فيها حاجة هقطع ودانك"، فشحب وجه الصبى وظهر عليه الخوف وأخذ يهز رأسه ، وهو يقول "حاااضر حاااضر" .
وبالفعل أخذ الصبى بدل الرقص الخاصة بكاريوكا وهرول ليبحث عن مكوجى يقوم بالمهمة، وفى صباح اليوم التالى فوجئت كاريوكا بأحد رجال البوليس يطلبها للحضور إلى القسم، فذهبت معه وهى لاىتعرف ما حدث ، وحين دخلت قسم البوليس فوجئت ببدل الرقص الخاصة بها وقد وضعت بعناية فوق أحد المقاعد ويجلس الصبى بجوارها وقد بدت عليه علامات الخوف.
وسألت كاريوكا الضابط عن السبب الذى جاء بالبدل الخاصة بها والصبى للقسم ، فأخبرها بأن الصبى جاء ببدل الرقص إلى القسم بالأمس وهو يرتجف من الخوف وعرف منه الضابط أن هذه البدل تخصها وأنه تاه فى الطريق لأنه لا يعرف أى مكوجى ببورسعيد ، ولذلك لجأ للقسم حتى يستطيع العودة للفندق، ولكنه خاف من تهديد كاريوكا بأن تقطع أذنه وطلب من الضابط أن يرسل أحد العساكر بالبدل ليكويها قبل أن تأتى الفنانة الكبيرة لاستلامها حتى لا تنفذ تهديدها، فأشفق الضابط على حالة الصبى ونفذ له طلبه، ول الصبى يلازم بدل الرقص ويحرص عليها حتى تأتى كاريوكا لاستلامها.
وعندما عرفت الفنانة الكبيرة الحكاية ضحكت وشكرت الضابط ، وابتسم الصبى حين وجدها تضحك وحمل بدل الرقص وسار ورائها حتى الفندق.