كثيراً ما يقع نجوم الفن ضحية لبعض المقالب التى تفسد عليهم أعمالهم أو بعض المناسبات التى يحتفلون فيها، وتبقى هذه المواقف عالقة فى أذهانهم إلى الأبد.
ومن بين الفنانين الذين تعرضوا للعديد من المقالب الفنان الكوميدى الكبير حسن فايق الذى حكى عن العديد منها فى بعض حواراته النادرة.
وكان من بين هذه المقالب ما تعرض له الفنان الكبير من جنود الحلفاء عام 1941 ، وكان هذا يتزامن مع الاحتفالات برأس السنة ، حيث كان حسن فايق يسير متجهاً إلى عمله بمسرح الريحانى، ووقتها كانت الشوارع تمتلئ بجنود الحلفاء ومنهم الانجليز والاستراليين وغيرهم، وكانوا جميعا فى حالة سكر شديدة.
وكان حسن فايق يرتدى بدلة جديدة استلمها لتوه من الترزى وكان مزهواً وفرحاً بها، ولكن فى الطريق التف حوله جنود الحلفاء وأخذوا يغنون ويرقصون وهم يحملون فى أيديهم زجاجات البيرة، واضطر الفنان الكبير أن يجاريهم ويغنى معهم ، فأخذ الجنود يفتحون زجاجات البيرة ويداعبونه ويسكبون منها عليه، ويدعونه أن يشرب منها حتى ابتلت البدلة تماماً بالبيرة، وبعد عناء استطاع أن يفلت منهم ويذهب إلى المسرح، وبمجرد أن دخله تأفف زملائه من رائحة الخمر التى فاحت من ملابسه، وقال له الريحانى :" ايه ده يا أبوعلى أنت بقيت خمارة متحركة"
وكان الفنان الكبير حسن فايق فى الغالب يهرب من الحفلات الصاخبة خاصة فى رأس السنة ويميل للهدوء، وكان أصدقاؤه يدعونه دائماً للسهر معهم وكان يعتذر فى أغلب الأوقات حتى جاء أحد الأعياد، وفوجئ بسيارة فاخرة يطلب سائقها مقابلته، وأعطاه هذا السائق خطاباً تفوح منه رائحة العطر، ففتح حسن الخطاب ووجده من معجبة تدعوه لمابلتها والاحتفال معها فى أحد الملاهى بشارع الهرم، وأشارت إليه بأن يرتدى ملابس السهرة ولا يغفل دعوتها وإلا ستقدم على الانتحار من شدة حبها له، ففرح الفنان الكبير فرحاً كبيراً، وأعطى للسائق بقشيشاً محترم وأوصاه بأن يبلغ تحياته الحارة لصاحبة الخطاب.
وفى الموعد المحدد ارتدى حسن فايق أفخم ملابسه وذهب لمقابلة صاحبة الخطاب فى الملهى، ليفاجأ بزملائه الذين اعتذر لهم عن السهر معهم ينتظرونه، ويضحكون بمجرد وصوله ، ففهم الفنان الكبير انه وقع ضحية مقلب أصدقائه الذين أمعنوا فى عقابه وأجبروه على دفع تكاليف السهرة.