تمر اليوم 98 عاما على ميلاد الفنان الكبير حمدى غيث أحد عمالقة الفن الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 7 يناير من عام 1924 لأسرة من أعيان الشرقية ليكون أحد المواهب الفنية العملاقة، التى تركت بصمتها فى عالم التمثيل والإخراج ويتعلم منه العديد من نجوم الفن، وهو الشقيق الأكبر لفارس المسرح الفنان الكبير عبدالله غيث.
كان حمدى غيث مخرجا وممثلا وأستاذا بمعهد الفنون المسرحية علم أجيال، فهو ريتشارد قلب الأسد فى فيلم الناصر صلاح الدين، وأبو سفيان ابن حرب فى فيلم "الرسالة"، المعلم حسونة فى "التوت والنبوت"، والبدرى أبو بدار فى مسلسل "ذئاب الجبل"، والعز بن عبد السلام فى مسلسل "الفرسان"، وغيرها عشرات الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، ففضلا عن هذه الأعمال قدم حمدى غيث روائع الأعمال المسرحية التى أصبحت علامات فى تاريخ المسرح.
كان حمدى غيث الأول على دفعته بمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مشواره الفنى عام 1954 مع أول الأفلام التي شارك فيها وهو فيلم صراع فى الوادى وتوالت بعدها أدواره، وتألق على المسرح مخرجاً وممثلا، وقدم عددا كبيرا من المسرحيات بدأها بمسرحية كسبنا البريمو، ثم مسرحية تحت الرماد، وبعدها سقوط فرعون، وتوالت أعماله المسرحية وقدم عدد من مسرحيات الأدب العالمى ومنها، عطيل وماكبث، ووصل عدد الأفلام التى شارك فيها إلى 19 فيلما سينمائياً، منها الرسالة، بنت الليل، الحكم أخر الجلسة، إسماعيلية رايح جاى، الناصر صلاح الدين، التوت والنبوت، حارة برجوان، أرض الخوف ، وشارك فى عدد من روائع دراما المسلسلات التلفزيونية ومنها الشهد والدموع، الفرسان، السيرة الهلالية، ذئاب الجبل، بوابة الحلوانى ، وعمل مخرجًا مسرحيًا، وأستاذا بمعهد الفنون المسرحية، وتولى منصب نقيب الممثلين لأكثر من دورة.
وفى حوار مع ميادة ومى حمدى غيث ابنتا الفنان الراحل لليوم السابع تحدثتا عن الكثير من المواقف التى تعرض لها والدهما خلال مسيرته الفنية.
وتحدثت ميادة غيث عن موقف لوالدها فى عهد عبدالناصر، عندما اتهمه بعض الحاقدين بالشيوعية، وتم فصله من المسرح القومى، ووقتها كانت الإذاعة تعرض مسلسلًا أدى فيه والدها شخصية الصحابى الجليل "أبو ذر الغفارى"، وسمعه عبدالناصر، وأعجب به بشدة، وأشار إلى أنه لا يمكن أن يكون الممثل الذى يؤدى شخصية هذا الصحابى بهذا الإتقان شيوعيًا أو ملحدًا، فأصدر قرارًا فوريًا بعودة حمدى غيث لعمله بالأجر الذى يحدده، وفى المكان الذى يريده.
كما كشفت الابنة عن إحدى الصدمات الكبرى التى تعرض لها ريتشارد قلب الأسد فى بداية حياته عندما ارتبط بعلاقة حب مع إحدى زميلاته فى معهد التمثيل، وتزوجها وسافرا معًا إلى البعثة بفرنسا، لكنها توفيت بعد أن أنجبت ابنتهما ميادة وتركتها وهى فى عمر عام ونصف العام، وحزن حمدى غيث حزنا شديدا بوفاة زوجته وأم ابنته ، وبعدها تزوج مرة أخرى وأنجب ابنته الثانية مى.
فيما أكدت مى حمدى غيث أن دور والدها فى فيلم الرسالة تعرض للتشويه، بسبب خلاف حدث بينه وبين المخرج مصطفى العقاد، فاستعان العقاد بـ"دوبلاج" وفنان آخر لأداء الصوت، وظهر صوت الشخصية غير صوت حمدى غيث، مؤكدة أن هذا التغيير أثر بشكل كبير على الدور، لأن أحد مقومات حمدى غيث الفنية المتفردة صوته.
أما أصعب الصدمات فى حياة الفنان حمدى غيث فكانت فى 13 مارس 1993 عندما توفى شقيقه الفنان الكبير عبدالله غيث الذى اعتبره ابنه وبعد وفاته تغيرت وتأثرت شخصية شقيقه حمدى بشكل كبير، وأصبح فى حالة حزن دائم، واستكمل الشقيق الأكبر دور شقيقه فى مسلسل المال والبنون بعد إلحاح من المخرج، لكنه ظل حزينا على فراق شقيقه حتى لحق به فى 7 مارس عام 2006.