كانت السندريلا سعاد حسنى معجزة فنية متعددة المواهب لم ولن تتكرر، استطاعت أن تجسد كل المشاعر المتناقضة، وأن ترقص وتغنى وتمثل، قادرة على أن تشعرك بالبهجة والفرح وفى نفس الوقت تستطيع باقتدار أن تعبر عن مشاعر الحسرة والحزن والعذاب والقهر، وكان الغناء ضمن العديد من مواهب السندريلا الجميلة.
وفى مقال نادر كتبت السندريلا سعاد حسنى عن موهبتها الغنائية وكيف بدأت تحت عنوان: "بالونة علمتنى الغناء"
وقالت سعاد حسنى إن تعلقها بالغناء منذ طفولتها المبكرة لم يكن وليد الصدفة ولكن نتيجة لنشأتها فى بيئة موسيقية وفنية، حيث فتحت عيونها فى الطفولة لتجد والدها يجلس وحوله إخوتها يدربهم على العزف على الآلات الموسيقية، وعندما وصلت سعاد لسن السادسة كانت تحفظ معهم أغانى أم كلثوم، وكان أولها أغنية " غلبت أصالح فى روحى"، التى كانت شقيقتها المطربة نجاة تتدرب على حفظها لتغنيها فى إحدى الحفلات، فكانت سعاد تقلدها ولكن بطريقتها ولهجتها المكسرة.
وأوضحت السندريلا أن عشقها لأم كلثوم فى هذه السن الصغيرة جعلها تضحى ببالونة كبيرة كانت تعتز بها لتحصل على صورة كوكب الشرق التى كانت تحملها صديقتها، وهى الصورة التى بسببها نشبت سعاد أظافرها فى وجه شقيقتها نجاة حتى سالت منه الدماء لأنها خطفت منها الصورة فتمزقت ، ويومها تلقت السندريلا أول علقة فى حياتها من والدها.
وأشارت السندريلا إلى أن والدها كان يخصص لنفسه غرفة خاصة ليمارس فيها عمله كخطاط معروف، وكان يشدد على ضرورة عدم إحداث أى صوت طوال فترة عمله، ولكن ذات يوم ضربت سعاد بهذه التعليمات عرض الحائط، وانطلقت لتغنى أغنية "غلبت أصالح"، وما إن انتهت من الأغنية حتى فوجئت بوالدها يقف أمامها، فأصابها الذعر وتوقعت أن تتلقى منه علقة ساخنة ولكنه ربت على كتفها، وطلب منها أن تغنى مرة أخرى، ولكنها رفضت ، فوعدها الأب بدستة بالونة إذا غنت، وهنا تهللت السندريلا وغنت أغنية "هلت ليالى القمر".
وأكدت سعاد حسنى أن والدها انبهر بصوتها واصطحبها إلى بابا شارو فى الإذاعة ووقفت أمام الميكرفون لتغنى " أنا سعاد أخت القمر، بين العباد حسنى اشتهر" فأبدى بابا شارو إعجابه الشديد بها وقال لوالدها:" ابنتك ينتظرها مستقبل كبير".
وأضافت السندريلا أن والدها طلب منها بعد أيام أن يصطحبها مرة أخرى إلى بابا شارو، ولكنها رفضت لأن بابا شارو لم يمنحها بالونة فى المرة السابقة، ولذلك فلن تغنى عنده، فاشترى لها والدها مجموعة بالونات حتى يغريها بالذهاب معه.
وأكدت سعاد حسنى أنها حتى بعد أن كبرت وأصبحت ممثلة معروفة كانت تشعر بحنين كبير للبالونات كلما غنت.