رحلة سهير البابلى من فارسكور إلى عرش المسرح ونصيحة للشعراوى أعادتها للفن

سهير البابلى سهير البابلى
 
كتبت زينب عبداللاه
تتزامن ذكرى ميلادها مع عيد الحب، صدفة فى محلها فهى أيقونة للبهجة والمرح والحب، سكيننة، وبكيزة هانم، وأبلة عفت ، ومئات الشخصيات التى جسدتها الفنانة الراحلة ملكة البهجة والسعادة سهير البابلى التى تمر ذكرى ميلادها اليوم الموافق 14 فبراير حيث ولدت فى مثل هذ اليوم من عام 1937 لتكون أحد أسباب السعادة فى الدنيا للملايين الذين أضحكتهم ورسمت البسمة على وجوههم فتربعت فى القلوب ورسخت فى الوجدان.
 
بمجرد أن يذكر اسمها تستدعى كل مخزون البهجة والضحك والسعادة، تقفز أمام عينيك ابتسامتها التى تدخل القلوب بلا أى حواجز، ترى فيها صورة الأم وبنت البلد والهانم والمدرسة، تشعر أنك تعرفها وتحدثت معها وعاشرتها وشاركتك  جزءًا كبيرًا من حياتك وذكرياتك.
 
سهير البابلى التى ابتعدت لسنوات عن الأضواء بعد أن قدمت آخر أعمالها مسلسل قلب حبيبة عام 2005، إلا أنها لم تغب عن ذهن ووجدان الملايين وكأنها تعيش فى كل بيت، يستخدم الكبار والصغار مصطلحاتها وإيفيهاتها ويستمتعون بأعمالها، وظل تطل علينا بين حين وأخر بصورة أو رسالة أو ظهور لها بين الجمهور، حتى رحيلها.
 
 يرى الجمهور  فى روحها وابتسامتها وقربها أمًا تحمل قلب حبيبة الذى يسع الجميع، وقدرة وصبر أبلة عفت على استيعاب الاختلافات وتقويم المشاغبين، وخفة ظل وشعبية سكيننة فى "ريا وسكينة"، وبرجوازية بكيزة هانم التى لا يملك من يتعامل معها إلا أن يحبها ويعشق خفة ظلها ومواقفها.
 
عطاء فنى ضخم وثرى لسهير حلمى إبراهيم البابلى ابنة فراسكور بمحافظة دمياط، الطفلة التى ظهرت مواهبها الفنية مبكرًا، ورغم معارضة أسرتها التحقت بمعهدى الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى بعد حصولها على الثانوية العامة.
 
بدأت سهير البابلى حياتها الفنية عام 1957 بعدد من الأعمال المسرحية ومنها، شمشون وجليلة، سليمان الحلبى، واستمر هذا الارتباط والعشق للمسرح حتى أصبحت ملكة بلا منافس.
 
كانت المحطة الفارقة فى مشوار نجومية سهير البابلى عام 1973 بمسرحية "مدرسة المشاغبين" أحد أهم المسرحيات التى غيرت موازين الكوميديا وفتحت الطريق أمام نجوم المسرح الجدد من أبطال المسرحية.
 
ومع بداياتها المسرحية شقت سهير البابلى طريقها فى السينما، وشاركت فى عدد كبير من الأفلام، منها "لن أعود" و"المرأة المجهولة" و"ساحر النساء" و"حياة امرأة" و"يوم من عمرى" و"أنا ومراتى" و"الحلوة عزيزة" و"نهر الحب" و"جناب السفير"، وغيرها، وفى عام 1975 شاركت فى فيلم "أميرة حبى أنا" مع سعاد حسنى وحسين فهمى، وقدمت دور "أمانى" الزوجة المتسلطة الشريرة، وأثبتت البابلى قدرتها على أداء أدوار مختلفة.
 
 انطلقت الفنانة الكبيرة وقدمت عددًا من أهم الأعمال المسرحية التى حققت نجاحات مذهلة ومنها: نرجس، على الرصيف، نص أنا ونص أنت، الدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية، ووصلت إلى قمة التألق فى مسرحية «ريا وسكينة» التى شاركتها البطولة فيها النجمة شادية عام 1983 وحققت نجاحًا منقطع النظير واستمر عرضها لفترة طويلة.
 
وبالتزامن مع التألق المسرحى للنجمة الكبيرة تألقت فى عدد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية المحفورة فى الأذهان، ومنها: "ليلة عسل، استقالة عالمة ذرة، أخطر رجل فى العالم، الشاهد الوحيد، توالت الأحداث عاصفة، وعم حمزة".
 
وكانت النقلة الحقيقية لها على مستوى التليفزيون فى مسلسل «بكيزة وزغلول»، والذى شاركت فى بطولته مع النجمة إسعاد يونس، وحقق نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير جعل صناع العمل يحولونه إلى فيلم سينمائى.
 
وفى قمة نجاحها عام 1997  وأثناء عرض مسرحية "عطية الإرهابية" قررت النجمة سهير البابلى اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وفاجأت الجميع بهذا القرار.
 
وفى تصريحات سابقة، قالت البابلى عن قرار الاعتزال إنها كانت ترى ابنتها الوحيدة نيفين الناقورى التى تشبهها كثيرًا وقد ارتدت الحجاب وتحرص على دراسة وحفظ القرآن وتدريسه، فقررت ارتداء الحجاب والاعتزال عام 1997.
 
وكانت سهير البابلى تلتقى بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود وتسأل كثيرًا عن أمور الدين.
 
وكان الشيخ الشعراوى يناديها باسم "سكيننة"، وأوضحت النجمة أن الشيخ قابلها فى الحج فقال لها: "وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى».
 
وبعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات قررت سهير البابلى العودة للتمثيل بشروط، فقدمت مسلسل "قلب حبيبة" عام 2005 مرتدية الحجاب.
 
وبعدها دخلت البابلى تجربة فنية أخرى فى مسلسل «قانون سوسكا» ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج.
 
وحتى قبل رحيلها كانت سهير البابلى تتلقى عروضًا بتقديم برامج اجتماعية إذاعية وتليفزيونية ولم ترفض الفنانة العودة للتمثيل ولكنها كانت تشترط أن يكون العمل هادفًا يخلو من الإسفاف.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر