كان الملايين من المصريين يلتفون حول الإذاعة المصرية بالراديو، يستمعون لأجمل الملاحم التى تصدح من الراديو "يا ليل ياعين" و"سعد اليتيم"، يستمتعون بأروع الأناشيد والمديح، التى جمعهما من التراث الثقافى المصرى من كل أنحاء الوطن، إنه المداح زكريا الحجاوى.
وُلد الحجاوى فى مثل هذا اليوم، 4 يونيو عام 1915، بمحافظة الدقهلية، التحق بالمدرسة البحرية بالسويس، عمل فى بداية حياته موظفا بمستشفى الحوامدية، ترك الوظيفة بعد اتهامه بتبديد عهدة، اتجه إلى العمل صحفيا فى جريدة «المصرى» التى ظلت تصدر إلى 1954، ونشر فيها قصصه الأولى.
رأس جريدة "الجمهورية" فى أول أعدادها، حينما صدرت عقب ثورة يوليو عام 1952 قرر عبد الناصر إصدار جريدة للثورة، وكلف أنور السادات بتأسيسها وإصدارها، فاستعان بالحجاوى ليكوِّن فريق التحرير، واختار لها اسم الجمهورية وبعد الأعداد الأولى تركها الحجاوى.
اكتشف عدد كبير من الفنانين الشعبيين، اكتسب عدد كبير منهم شهرة واسعة، وباتوا أسماء لامعة، ومنهم خضرة محمد خضر التى ذاع صيتها فى الستينيات والسبعينيات، وبات صوتها قاطرة للمسلسلات الإذاعية، وكذلك اكتشف محمد طه المطرب الشعبى الشهير، والفنان أبو دراع، وفاطمة سرحان وشوقى القناوى ومتقال قناوى.
قدم العديد من الأعمال الإذاعية مثل "ملحمة أيوب المصرى" و"ملاعيب شيحة" و"سعد اليتيم" و"أدهم الشرقاوى" و"أحبك يا حسن" وله دراسات علمية نشرت فى مجلة "الرسالة الجديدة" عن الفن الشعبى المصرى وتُعد من أولى المحاولات العلمية فى الثقافة الشعبية.
وجمع "يا ليل يا عين" من "ياقوت الحلاق" بالإسكندرية، وصاغ منه مسرحية قدمت عام 1957 وهو أول أوبريت شعبى يصعد على خشبة المسرح، وبهر الأوبريت الجماهير فى مصر وسوريا عند عرضه لأول مرة، وقدم فى هذا الأوبريت الفنانة نعيمة عاكف، والفنان محمود رضا.
أسس الحجاوى مسرح المقطم للفن الشعبى وقدم للتلفزيون مسلسلات سيد درويش وأدهم الشرقاوى وللسينما سيناريو فيلم "أحبك يا حسن".
قضى الحجاوى آخر سنوات حياته فى قطر التى سافر إليها سنة 1971 للعمل كمستشار لوزارة الإعلام القطرية، وهناك أيضاً أسس مركزاً لتجميع الفنون الشعبية، وتوفى بقطر سنة 1975.
بعد وفاة الحجاوى كرمته الدولة ومنحت اسمه شهادة تقدير من أكاديمية الفنون، كما غيرت اسم مسرح السامر إلى "مسرح زكريا الحجاوى" ومنحته وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.