يمر اليوم 59 عامًا على رحيل الفنان الكبير عادل خيرى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 12 مارس من عام 1963 بعد حياة قصيرة، حيث رحل عن عالمنا شابًا لم يتجاوز عمره 33 عامًا، ورغم ذلك ترك بصمة مميزة فى عالم الفن، حيث كان يتمتع بمواهب كبيرة لم يمهله القدر ليفصح عنها جميعًا.
عادل خيرى الشاب المبدع الذى حقق نجاحًا كبيرًا فى المسرح واستطاع أن يخلف أستاذه نجيب الريحانى وأن يحمل العديد من مواهب والده المبدع الكبير بديع خيرى، ولا تزال إيفيهاته تتردد بين الأجيال رغم أن عمره الفنى لم يتجاوز 7 سنوات مثل "انتى اشتغلى إيه، سواق يا فندم سواق، اتفسحى يازكزوكة"، حيث أبدع فى مسرحيات الريحانى ومنها "إلا خمسة، ياما كان فى نفسى، الشايب لما يدلع، 30 يوم فى السجن وغيرها"، فضلا عن مواهب أخرى لم يمهله القدر كى يستغلها.
وفى حوار مع ابنته مخرجة الرسوم المتحركة والكاريكاتير الفنانة عطية عادل خيرى تحدثت عن حياة والدها ومواهبه المتعددة التى لم يمهله القدر ليفصح عنها جميعاً، وكشفت الكثير من المعلومات التى لا يعرفها الكثيرون عن والدها الراحل المبدع.
وقالت عطية عادل خيرى "والدى كان ترتيبه الثانى بين أخوته الأربعة ولد فى 11 نوفمبر عام 1930، وكان موهوبا منذ صغره، فكان صوته جميلا ويغنى ويكتب زجلا وقصصا ويمثل، وهناك تسجيلات بصوته وهو يرتل القرآن، كان عنده مواهب كتير لكن مكانش عنده وقت وعمر".
وأشارت إلى أن الفنان عادل خيرى كان يحلم بأن يكون مخرجا وليس ممثلا، ووعده نجيب الريحانى صديق والده بديع خيرى الذى اعتبره ابنه بأن يساعده على السفر إلى إيطاليا لدراسة الإخراج بعد الانتهاء من دراسته: "نجيب الريحانى كان متبنى أبويا فنيا وجدى كان مصمم مايشتغلش فى الفن إلا لما يخلص تعليمه".
وتابعت: "التحق والدى بكلية الحقوق وخلال دراسته عرفه نجيب الريحانى على جمعية الشبان المسيحيين، وقام والدى بالتمثيل معهم كهاو، كما مثل فى مسرح الجامعة"
شارك عادل خيرى بالتمثيل فى بعض الأدوار البسيطة لكنه كان يحلم بعد الانتهاء من دراسته أن يسافر لدراسة الإخراج كما وعده الريحانى، لكن توفى الريحانى قبل أن يكتمل الحلم.
وكان نجوم الفرقة مثل سراج منير وحسن فايق وغيرهم يتناوبون على أداء الأدوار التى كان يؤديها الريحانى، ولم يكن بديع خيرى مقتنعا بأن ابنه عادل يمكن أن يقوم بهذه الأدوار، وكان وقتها الابن يقوم بأدوار بسيطة ويساعد فى إدارة المسرح، لكن استقبل الجمهور عادل خيرى بحفاوة وكان يحقق نجاحا فى أدواره فأعطوه فرصة ليأخد يوما لأداء دور الريحانى مع أبطال الفرقة وحقق نجاحا كبيرا، فأصبح بطل الفرقة بشهادة الجمهور وليس بترشيح والده بديع خيرى.
أصيب عادل خيرى بمرض السكر فى سن مبكرة ومع اهتمامه بالفن والتمثيل كان يهمل فى صحته، وهو ما تسبب له فى أزمات صحية كثيرة، وكان المسرح حياته، كما أنه عمل بالسينما، وعندما بدأ التليفزيون فى الستينيات شارك فى بعض الأعمال وكان يؤدى شخصية جحا فى برامج الأطفال.
وتابعت عطية عادل خيرى "أبويا ما شتغلش فترة طويلة كل اللى اشتغلهم 7 سنين لكن كان عنده أحلام كبيرة، وكان نفسه يطور لكن مكانش عنده وقت وعمر، كما أنه سجل القرآن مرتلا بصوته على شرايط ربع بوصة".