يمر اليوم 120 عامًا على ميلاد موسيقار الأجيال الفنان الكبير محمد عبد الوهاب عملاق الموسيقى والطرب الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 13 مارس عام 1902، ليكون أحد عمالقة الموسيقى فى مصر والعالم وأحد المجددين الذين استطاعوا مواكبة التغيرات الفنية التى حدثت فى عدة أجيال وأن يلحن ويكتشف ويساهم فى نجومية وتألق العديد من الأجيال الفنية، ويبدع فى تلحين كل ألوان الغناء وأن يخلد اسمه فى سجلات المبدعين.
وفى حياة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب العديد من المعلومات التى لا يعرفها الكثيرون، كشف بعضها فى مذكراته وحواراته.
فموسيقار الأيل ينتمى لأسرة معظمها من المشايخ وكانت تعارض عمله بالفن، وعاقبه شقيقه الأكبر الشيخ حسن كثيرًا حين عمل فى صباه مع فرقة فوزى الجزايرلى حيث كان يغنى بين فصول المسرحيات وربطه شقيقه وجرجره فى الشوارع حتى سالت الدماء من جسده.
وقال موسيقار الأجيال فى حواراته إنه رغم الحصار الذى فرضه عليه شقيقه كان يتوق دائمًا لحياة الفن وللعمل به، وانتهز فرصة حل فيها سيرك فى حى الشعرانى الذى يسكن فيه، وذهب لصاحب السيرك يعرض عليه أن يعمل معهم ويقدم فقرات غنائية، فوافق الرجل.
وتابع عبدالوهاب: "هربت من البيت وانتقلت مع السيرك إلى دمنهور وغنيت أمام الجمهور، لكن كان الإقبال على السيرك ضعيفاً، فحصلت على أجر ضئيل عبارة عن بضعة قروش، وعندما أقبل الليل سألت صاحب السيرك عن المكان الذى سأنام فيه، فقال لى: إنت عضمك طرى ومش هتستحمل النوم فى الخلا.
وأوضح موسيقار الأجيال أن صاحب السيرك قال له : "نام هنا مع البغلة"، مشيرا إلى الحظيرة التى ينام فيها حيوانات السيرك، مؤكدا أنه حاول إقناع صاحب السيرك بتوفير مكان آخر غير هذا الإسطبل كريه الرائحة لكن لم يكن هناك أى أماكن أخرى متاحة.
ومر موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بالعديد من الإحباطات والمعاناة حتى حقق شهرة واسعة وكان يتميز بالذكاء الشديد وعلاقاته مع مختلف الفئات وثقافته الواسعة، وهو ما ساعده دائماً على التجديد والتواصل مع كل الأجيال.
وهناك العديد من الشائعات التى أطلقها البعض موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والتى يتنافى الكثير منها مع الحقيقة ولا يعدو كونه شائعة، ومنها أنه بخيل وموسوس و أكول.
وفى حوارمع موسيقارالأجيال نهاية الخمسينات تحدث عن الاتهامات والشائعات التى تطلق عليها، وفندها ونفاها عن نفسه.
وقال محمد عبدالوهاب عن اتهامه بأنه أكول أن هذا الاتهام فيها مغالطة كبيرة ، مؤكداً أنه ذواق وليس أكولاً لأنه ينتقى الأكل الذى تشتهيه نفسه والذى يرضيه، ولا يأكل كل ما يقدم له من طعام ، مؤكداً أنه يأكل مايريده من طعام طالما اختاره بنفسه وعلى كيفه ومزاجه.
أما عن اتهامه بالبخل فقال موسيقار الأجيال أن هذه شائعة سخيفة روجها عنه بعض الناس ، وفسرها بأنه لا يحب مجالسة الأرتيستات فى الكباريهات والإغداق عليهن فى الشرب كما يفعل غيره ممن يدعون أن هذا يعتبر نوعاً من الكرم.
فيما لم ينكر الموسيقار محمد عبدالوهاب عن نفسه صفة الوسوسة، مؤكدا أنها ترتبط بصفة البحث عن الأفضل والأحسن، وأن هذا فى نظره يجعله يدقق أين يضع قدمه قبل أن يخطو، لذلك يسعده أن يكون موسوسًا.
وقال عبدالوهاب خلال حواره أن الفنان الصادق شاذ فى فنه وطبيعى فى حياته، أما الفنان المتصنع غير الصادق، فهو طبيعى فى فنه وشاذ فى حياته.