كثير ما يصادف الإنسان مواقف طريفة ومقالب فكاهية لا ينساها طوال حياته، ومن هذه المقالب ما حدث مع المطرب الكبير كارم محمود، والذى حكى عنه فى حوار نادر أجراه فى شبابه.
وقال الفنان الكبير إنه فى بداية حياته الفنية كان أستاذًا ذا صيت كبير فى عالم الطرب، وكان من المدرسة القديمة، لذلك كان يعتبر كارم محمود وأصدقائه أطفال فى عالم الفن، ولم يكن بينه وبينهم أى انسجام.
وأوضح كارم محمود أن هذا الأستاذ كان مزواجًا وهوائيًا يعشق النساء ومتعدد العلاقات، ووجد هو وأصدقاؤه أن فى ذلك فرصة لتدبير مقلب للانتقام من هذا الأستاذ.
وأشار الفنان الكبير إلى أن عقله ورفاقه هداهم لفكرة مقلب يدبرونه لهذا الأستاذ، حيث قلد كارم محمود صوت فتاة واتصل بهذا الأستاذ وأوهمه بأنه يقع فى غرامه ويتمنى أن يراه، وصدق الأستاذ وأعطى للفتاة المزيفة موعداً للقاء عند تمثال النهضة، وذهب كارم وأصدقائه واتفقوا مع فرقة حسب الله لعمل زفة لعريس فى نفس الموعد والمكان، ولحنوا نشيدًا خاصًا لهذه المناسبة حتى يزفوا الأستاذ.
وبالفعل ذهبوا جميعًا فى الموعد المحدد وبدأوا فى الغناء وتجمع حولهم الناس باحثين عن العريس، الذى وقف وقد ارتدى ملابس فاخرة استعدادًا للقاء الفتاة ففوجئ بهذه الزفة، وفهم المقلب وثار غضبه وحاول إبعاد كارم محمود وأصدقائه بالعصا التى يحملها، حتى أصاب أحدهم فى رأسه وسالت الدماء منه بغزارة.
وفجأة انقلب الموقف الضاحك وتجمع جنود البوليس لفض هذه المعركة والزحام، وأصر الأستاذ على أن يذهبوا لقسم البوليس متهماً ككارم محمود وأصدقائه بأنهم اعتدوا عليه واختطفوا عروسه.
وفى قسم البوليس استمع الضابط لأقوال الأستاذ وشعر أن هناك أمرًا مدبرًا وسرًا وأن هذه الزفة وليدة تفكير وتدبير سابق.
وخرج الضابط وتحدث مع كارم محمود وأصدقائه وفهم القصة وضحك من هذا المقلب، ثمم عاد للأستاذ وقال له أنه سيحيل الأمر للنيابة لأن أحد الشباب مصاب بجرح كبير فى رأسه، وهنا خاف الأستاذ وطلب الصلح وإنهاء الموقف، وبالفعل انتهى المقلب بالصلح، وظل الفنان الكبير كارم محمود لا ينساه طوال حياته.