شاهد واستمع واستمتع الكثيرون بأغنية لا تكذبى التى غنتها الفنانة الكبيرة نجاة ضمن أحداث فيلم الشموع السوداء، حيث حققت الأغنية والفيلم نجاحاً كبيراً، وكانت من اجمل أغنيات المطربة الكبيرة التى لحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
وقد لا يعرف الكثيرون ممن استمتعوا بهذه الأغنية التى لا تستغرق 10 دقائق كواليس تسجيلها والمتاعب التى أصابت صناع هذه الأغنية أثناء إعدادها كى يستمتع بها الجمهور.
فبعد أن قرأ موسيقار الأجيال كلمات قصيدة لا تكذبى التى كتبها الشاعر الكبير كامل الشناوى أكد أنها ستحدث انقلاباً فى عالم الأغنية ولحنها سيكون تحولاً فى فى تلحين الأغانى العربية.
وكانت نجاة وعبدالوهاب يلتقيان قبل تسجيل الأغنية بشهرين كاملين للتدريب عليها وحفظ اللحن ، بعدهما وبعد مجهود شاق رضى عبدالوهاب عن اللحن والحفظ وبدأت تدريبات الفرقة الموسيقية على اللحن واستغرق ذلك شهراً أخر.
وأرادت نجاة أن تغنى هذه الأغنية فى إحدى حفلاتها لتفاجئ الجمهور بها، ولكن عبدالوهاب رفض ذلك رفضاً تاماً لأنه أراد أن يتم تقديم هذه الأغنية فى إطارها الفنى ضمن أحداث فيلم الشموع السوداء الذى أخرجه وأنتجه عز الدين ذو الفقار بعد احتجابه 15 شهراً بسبب مرضه، وكادت تحدث أزمة لولا تدخل بعض الأصدقاء وتنازل نجاة عن رغبتها فى غناء الأغنية بحفلتها.
وتحدد يوم لتسجيل الأغنية وكان موافقاً لثالث أيام عيد الفطر، وذهب عز الدين ذو الفقار إلى الاستديو فى التاسعة صباحاً وأصدر أوامره بعدم دخول أى زائر إلى الاستديو مهما كانت الأسباب ، وبعد ساعتين وصل عبدالوهاب ومعه سائقه يحمل لفافة بها 10 قمصان ، حيث كان موسيقار الأجيال يحب أن يستبدل قميصه دائماً أثناء التسجيل لتجديد نشاطه وللتخلص من العرق.
وعند الظهر وصلت نجاة بعد أن استعدت للتسجيل بنوم طويل طوال ثلاثة أيام، وجلست إلى جوار عبدالوهاب دون أن تتكلم سوى بعيونها أو بالإشارة حتى لا ترهق أحبالها الصوتية قبل التسجيل.
وبدأ التسجيل بعد أن اتفق عز الدين ذو الفقار مع عبدالوهاب على تقسيم القصيدة إلى 8 مقاطع يسجل كل منها على حد.
واستغرق تسجيل المقطع الأول ثلاث ساعات وت تسجيله 28 مرة، بينما استغرق المقطع الثانى ساعتين وتم تسجيله 17 مرة ، والثالث ساعتين وسجل 19 مرة.
وبعد ثمانى ساعات من العزف المتواصل سقط أحد أفراد الفرقة الموسيقية مغمى عليه، وأسرع الموسيقار على اسماعيل لإفاقته بزجاجة نوشادر، وطلب اثنان من العازفين راحة لمدة ربع ساعة ورفض على اسماعيل فثار العازفان لولا تدخل عز الدين ذو الفقار وإقناعه لعلى اسماعيل بمنح الفرقة فترة راحة .
وفى العاشرة مساء انتهى تسجيل القصيدة بعد أن أتى عبدالوهاب على القمصان العشرة التى أحضرها سائقه.
واعترافاً من ذو الفقار بالمجهود الضخم الذى بذله العازفون قرر أن يصرف لكل منهم ثلاثة أضعاف أجره المتفق عليه، واعترض مدير الإنتاج ولكن ذو الفقار قال له :" ملكش دعوة أنا عايز أخسر فى الفيلم"
وتكلف انتاج أغنية لا تكذبى وقتها 5 ألاف جنيها، وكانت مبلغاً كبيراً فى هذا الوقت.