"طول عمرى مابحبش الفلوس، ومش مقتنع إنى علشان اعمل بلياتشو قدام الناس وأحفظ كلمتين أخد كل الفلوس دى، متهيألى إنها فلوس حرام لما بشوف حوليا اللى تعبان واللى شقيان واللى عبقرى".. هذا التصريح الذى قاله الفنان العالمى عمر الشريف فى لقاء تليفزيونى معبرًا عن رأيه فى الأموال التى يحصل عليها، مستهينًا بما يفعله مقابل ما يبذله آخرون لا يحصلون على مثل ما يحصل عليه، والذى أثار الجدل والدهشة، بقدر ما أكد عن مدى تواضع الفنان الكبير وصدقه وتصالحه مع نفسه وجرأته فى التعبير عن آرائه وما يقتنع به.
ولم تكن هذه الصفات ملازمة للفنان العالمى الذى تحل ذكرى ميلاده اليوم فى مرحلة الكبر فقط، بل كانت ملازمة له طوال حياته وفى طفولته وشبابه، حيث كان له العديد من التصريحات والاعترافات حتى ببعض الأفعال التى قد لا يجرؤ غيره على الاعتراف بها، حيث تميز الفنان العالمى عمر الشريف طوال حياته بالجرأة والصراحة والتصالح مع النفس، ولم يكن يخش الاعتراف بأخطائه مهما كانت، حتى أنه كان يعترف بهذه الأخطاء أمام وسائل الإعلام .
ومن بين الأخطاء التى اعترف بها النجم العالمى وندم عليه ما اعترف به فى حوار نادر أجراه عام 1956 واعترف خلاله علانية بأنه سبق وسرق شقيقته.
وقال عمر الشريف: "أنا ممن يكرهون حمل نقود كثيرة معهم، وأفضل أن أخرج دائماً ومعى مبالغ قليلة وهو ما يوقعنى أحياناً فى بعض المآزق والمواقف المحرجة"
واستشهد النجم العالمى بموقف عندما كان طالبا بكلية فيكتوريا وكان وقتها عضوا فى نادى المعادى الرياضى، وله شلة يقترب عددها من 20 صديقا وصديقة يجتمعون كلما أتيحت لهم الفرصة للترفيه.
وأضاف النجم العالمى: "أردت أن ألفت انتباه بنات الشلة وأعمل جدع وأظهر بمظهر الفنجرى وأن أنافس صديقى أحمد رمزى الذى كان ضمن الشلة، فدعوتهم للسهر والعشاء فى رووف سميراميس".
وبالفعل ذهب الفنان الكبير وشلته إلى سميراميس وطلبوا شمبانيا وعشاء، ووضع يده فى جيبه ليجد مامعه لا يكفى لشراء علبة سجائر، ولم يعرف كيف يتصرف وقال: "همست فى أذن صديقى أحمد رمزى وسألته معاك فلوس، فأجاب "ولا مليم".
وتحجج عمر الشريف بأنه سيذهب لإجراء مكالمة وخرج يجرى نحو بيته ولم يجرؤ أن يوقظ والده ليطلب نقودا وهو بهذه الحالة، وتذكر أن شقيقته تحتفظ بحصالة نقود ، فتسلل وأخذ الحصالة وعاد لأصدقائه الذين كانوا يبحثون عنه، وأخرج ما فى الحصالة من قروش وشلنات وتعريفات ودفع الحساب وكان 28 جنيها وبضعة قروش، ثم عاد للمنزل.
وفى الصباح اكتشفت أخته السرقة وعرفت أنه السارق بعدما دخلت حجرته ووجدت باقى القروش، فأخبرت والدته، التى أنهت الموقف بأن أعطت أخته نقودها بينما حرمته من المصروف شهرين متتاليين، واختتم النجم العالمى قائلا :"من يومها توبت عن الفنجرة الكدابة"
ومن بين الأخطاء التى اعترف بها النجم العالمى وندم عليه ما اعترف به فى آخر عام 1958 كشف خلاله أنه تسبب ذات يوم وهو صبى فى إشعال حريق بالمطبخ وأراد أن يتهرب من هذه الجريمة فألقاها على خادم يكرهه، مما تسبب فى طرد الخادم.
وقال النجم العالمى: "كنت فى صباى أمارس أنواعاً عديدة من الرياضة وكنت أعود إلى البيت جائعا من أثر المجهود الكبير الذى أبذله وأتجه مباشرة للثلاجة"
وتابع: «عدت ذات مرة فلم أجد شيئا آكله فى الثلاجة وهدانى تفكيرى إلى أن أعد طعاما بنفسى، وحاولت أن أشعل البوتاجاز، ولكنى فشلت، ولمحت «وابور الغاز» فأحضرته وصببت فوقه كمية من «السبرتو» وأشعلت عود ثقاب ولكنى فوجئت بوابور الغاز يشتعل كله والنار تمتد إلى السبرتو الذى تساقط فوق المنضدة".
وأوضح عمر الشريف قائلا: «أرعبتنى النار فهربت من سلم الخدم وتركتها مشتعلة وعدت من باب الشقة العمومى ودخلت لأجد أمى فى الصالون، ووقفت قليلا وقلت لأمى أنى أشم رائحة شىء يحترق وذهبت معها للمطبخ وكانت النار أمسكت بالمنضدة وسارعنا وأطفأناها"
وتابع:«بعد فترة جمعت أمى الخدم جميعا وأصرت أن تعرف الفاعل، وكنت أحقد على خادم كان يضايقنى دائما ويهمل طلباتى فاقتربت من أمى وهمست فى أذنها بأنه هو الفاعل واقتنعت أمى وطردته رغم إنكاره للجريمة وتأكيده على براءته".
وفى نهاية حديثه أبدى عمر الشريف ندمه على هذه الجريمة وعلى الشهادة الزور التى تطوع بها وظلم خادمه وقال: «كل الذى أرجوه أن يقرأ هذا الخادم اعترافى ويسامحنى لأننى ظلمته بلا سبب ولا جريمة"