لا تزال حوادث التحرش والتعرض للفتيات والنساء فى الشوارع والطرقات والأماكن المفتوحة والمغلقة، محل استياء وتؤثر بالسلب على إحساس النساء بالأمن والأمان، لكن الأخطر أن أمل الفتيات والنساء فى مصر كان أن يقل هذا الأمر أو يتوقف فى رمضان، لكن ما حدث هو تحول صور التحرش لأنواع مختلفة وصور أخرى أثارت ضيقهن.
العديد من الفتيات سردن عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وقائع تعرضهن لصور مختلفة من التحرش؛ حتى الإيذاء والضرب والصفع، العديد من المواقف المخزية والمحزنة تعرضت لها الفتيات فى شهر المحبة والاستغفار وكأن عليهن مواجهة شبح التحرش حتى فى الشهر الفضيل.
إحدى الفتيات قالت: "ولد واقف عند سور نادى ومش مخلى واحدة تعدى إلا لما يقرب من ودنها ويقول كلام مقرف جدا عديت من قدامه أنا ومرات أخويا وقال أنا نفسى ادخل... فى.... ألفاظ فظيعة جدا وقتها مشينا عشان مرات أخويا خافت وكنا بنوقف تاكسى، بعدها فضلت ندمانة ولحد دلوقتى إنى مضربتوش".
أصبح علو الصوت بالاستغفار وجملة "اللهم إنى صائم" لمعاقبة الفتيات مثلما حدث مع إحداهن التى قالت: "واحد لقانى بشرب سجارة قبل المغرب فى عربيتى وكنت واقفة فى إشارة وقف جنب العربية وقال كلام سيئ قلت له احترم نفسك وشتمته مشى"، وتذكر مريم موقفا آخر حينما حملق بها وصديقتها أحد الشباب ثم بدأ يرفع من صوته مرددا الاستغفار.
وقالت أخرى: "فى واحد قالى إحنا نصوم إزاى دلوقتى يا رب والتفت، فقلت له تحب أعلمك تصوم إزاى يا.. عمل نفسه بيهش دبان وبيبص بمكان تانى وصاحبه قاله اعمل نفسك مسمعتش حاجة".
مبادرة "خريطة التحرش" كانت قد نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" ما يؤكد أن جملة "اللهم إنى صائم" أصبحت دلالة للتعرض للفتيات، وعدد من الفتيات علقن بقصصهن أيضا قالت إحداهن "أنا روحت يوم واحد الكلية سمعت الجملة دى كتير، من كل الولاد تقريبا يقولوا ارحمونا إحنا صايمين، طب وإحنا مالنا؟ طب مانتو كمان لابسين لبس براحتكوا!" وقالت أخرى "فى نوع جديد من أنواع التحرش بينتشر فى رمضان اسمه "اللهم إنى صايم" وبتتبعه نظرات فى منتهى الـ"حمدى الوزير" خالص يعنى.
التحرش الجسدى هو أبرز ما تتعرض له الفتيات فى المواصلات العامة ما جعلهن يفقدن الشعور بالأمان من استقلالها بمفردهن، الموقف الذى تعرضت له إحدى الفتيات، قالت "حصلى تحرش أكتر من مرة فى رمضان، وياريته كلام بس مرة ف اتوبيس مكيف، ومرة فى ميكروباص فى النهار، مرة الطريق كان طويل وغفلت، ومرة كنت لابسة بنطلون جينز تقيل وماحستش غير لما اتحركت، وف المرتين نفسيتى كانت فى الأرض، وماقدرتش أقول لحد".
أشارت إحصائية للمجلس القومى للمرأة أن 75 ألف سيدة فقط أبلغن الشرطة العام الماضى بتعرضهن للعنف، فيما سعت 7 آلاف منهم فقط لنيل الخدمة الاجتماعية والصحية ونحو 7 ملايين و888 ألف سيدة يعانين من العنف بجميع أشكاله سنويا سواء على يد الزوج أو الخطيب أو فى الأماكن العامة والشارع.
وجاءت مصر فى المرتبة الثانية فى نسبة التحرش الجنسى على مستوى العالم، حيث جاءت مصر بنسبة 64% من سيدات مصر يتعرضن للتحرش والاعتداء الجنسى بنسب متفاوتة، وذلك وفقًا لتقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية، والتى أكدت أن مصر فى المركز الثانى من التحرش الجنسى بعد أفغانستان.