استطاعت النجمة أصالة، أن تحفر لنفسها مكانًا ضمن نجوم إعلانات شهر رمضان منذ أغنية «تخيل» التي قدمتها العام الماضي لصالح إحدى شركات الاتصالات.
هذه الأغنية التي استحقت بها أصالة هذا المكان عن جدارة، بل أنها أضافت أيضًا لمكانتها ومشوارها الفني الملئ بالنجاحات واللآلئ التي يزخرفها صوتها وإحساسها وقدراتها التي ليس لها مثيل، وقوة أغنية تخيل التي قدمتها أصالة العام الماضي لم تأتي فقط من صوت أصالة وإحساسها، لكن من كم الطاقة الإيجابية التي تمتلئ بها أركان الأغنية من كلمات ولحن وتوزيع أيضا، وبالطبع فشعور أصالة بالأغنية وتقمصها لمعانيها من خلال صوتها أضفى الروح إلى الأغنية التي أصبحت البطل الأول في إعلانات رمضان الماضي، كما وجدت طريقها للسيارات والإذاعات والميكروباصات والمحال التجارية وعلى الهواتف المحمولة وفي رنات الموبايل وغيرها من الأماكن التي تعلن بقوة عن نجاح أية أغنية.
ويبدو أن هذا العام، قرر القائمون على إعلان الشركة ذاتها استغلال نجاح أصالة، وبدون تركيز منهم، فكروا في أن يضيفوا للنجاح نجاحا أكبر باستغلال النجم محمد حماقي وتقديم دويتو يجمع بينه وبين أصالة، انتظارا منهم لتحقيق إعلانهم "بوووم" وقنبلة من النجاح الذي سيقضي على كل المنافسين، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلم يحقق الإعلان المرجو منه، ولم تصل ردود الأفعال لأدني درجات سقف طموحات صناعه.
ما أغفله القائمون على هذا الإعلان ومنهم أصالة نفسها، أن الجمهور لن يعتمد على نجاحهم في أغنية العام الماضي، بالطبع سيفرح كثيرا بتضافر نجومية فنانين من نجومه المفضلين، لكن إذا كانت النتيجة تستدعي كل هذه السعادة، إلا أن ما استمع إليه الجمهور كان صوتان غير متوافقين تماما، فأصالة صاحبة الصوت القوي الجهوري ذات الطبقة العالية أو السوبرانو، لا تحتاج لصوت حماقي الذي لا تتناسب طبقة صوته المستريحة مع طبقة صوت أصالة المستريحة، وبالتالي اضطرت أصالة للغناء من طبقة أعلى من طبقتها الأصلية لتناسب طبقة حماقي الذي اضطر هو الآخر للغناء من طبقة باز أو منخفضة، وبالتالي احتاج الجمهور لكثير من الوقت والتكرار ليكتشفوا فقط أن من تغني في أول الإعلان هي أصالة، ولأنها غنت من طبقة منخفضة في السينيو الخاص بالأغنية، فقد ظهرت أفضل كثيرا من غنائها للإنترو، ومن هنا شعر الجمهور هو الآخر بعدم الراحة، وأن هناك شئ خاطئ وغير مفهوم في الأمر، أيضا فالبطل الأوحد في هذا الإعلان هو الشاعر أمير طعيمة الذي كتب كلمات تدعو للتفاؤل بحرفية شديدة، بينما قل مستوى إيهاب عبد الواحد، الذي وضع لحن هذه الأغنية، خاصة إذا ما قارنا لحن هذا العام بلحن أغنية تخيل التي وضع إيهاب أيضا ألحانها لكن في رمضان الماضي.