السينما هى صوت المجتمع الذى ينطق دائما بآهاته وأوجاعه قبل أن يرسم البهجة على الوجوه، ولذلك فإن قمع أو منع عرض بعض الأفلام، لتوجهاتها السياسية أو حتى ترهيب صناع السينما كى يبتعدوا عن خلق عمل سينمائى ينتقد الحاكم أو خسارة فادحة كنكسة 1967، لهو جريمة شنعاء ضد حقوق الإنسان فى التوثيق الفكرى والدرامى لحدث جليل، غير مسار أمة بأسرها، فلقد فطرت النكسة قلوب المصريين وأثرت بحياتهم تأثيرا قويا، وجب معه ميلاد عمل فنى يناقش أسباب هذا الفشل ويطرح رؤية لما بعده، على عكس ما حدث، استمرت السينما لسنوات خالية من أى مناقشة مباشرة وواضحة تطرح قضية النكسة، حتى وفاة الرئيس الراحل عبد الناصر، وسواء كان ابتعاد صناع السينما عن تلك القضية لمحبتهم لعبد الناصر أوخوفا منه فما حدث يحسب عليهم، ولذا تستعرض"عين" مسيرة الصمت والمنع منذ النكسة وحتى نصر أكتوبر الموافق العاشر من رمضان ونعرض لأهم أفلام تلك المرحلة ..
فيلم ميرامار:
تم منعه من العرض فى البداية حتى تشكلت لجنة رقابية ووافقت على عرضه سنة 1969، وخرج محتوى الفيلم كما جاء فى الرواية، وهو ما مر به المجتمع المصرى بعد ثورة يوليو، كما سخر من قيادة الضباط وما جنوه على مصر جراء تهورهم، ونقل أيضًا نماذج لأصحاب ما يسمى بمراكز القوة الذين استخدموا مناصبهم بشكل غير مشروع، بالإضافة إلى نماذج الذين فقدوا سلطتهم بعد ثورة يوليو.
ومثلت "زهرة" الفتاة القروية- نموذج للشعب المصرى الذى يتم خداعه بشعارات جوفاء، ويسقط فريسة فى براثن أصحاب السلطة والوصوليين.
فيلم ميرامار
فيلم المتمردون:
الذى كان مقدرًا له أن يعرض عام 1966، لكن الرقابة منعته من العرض لتنبؤه بالهزيمة قبل وقوعها، والفيلم لم يُعرض حتى تم تغيير أحداثه على أساس أنها قامت وانتهت قبل الثورة، وتم عرضه سنة 1968.
فيلم المتمردون
فيلم شىء من الخوف:
الفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب ثروت أباظة، تم منعه فى البداية ثم تم السماح بعرضه عام 1969، وهو الفيلم الذى تحدث عن الديكتاتورية وعواقبها، وضرورة الثورة على الطاغوت، وهو الأمر الذى اعتبرته الرقابة إسقاطات، ولم تسمح به فى بادئ الأمر.
أول الأعمال السينمائية التى تعرض السينما المصرية لأمر النكسة من خلالها بشكل مباشر، ولم تحاول مناقشة الأمر وبدأت به مهاجمة الأسباب السياسية والفساد الذى أدى إليها:
فيلم شىء من الخوف
فيلم أغنية على الممر:
والذى أُنتج عام 1972، وهو الفيلم المصرى الأول الذى تعرض لأمر النكسة. والفيلم مأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم لـعلى سالم، ويحكى مأساة خمسة جنود يوم السابع من يونيه، وهو اليوم الذى اعترف فيه الرئيس "جمال عبد الناصر" بالهزيمة أمام الشعب، وأعلن تنحيه عن منصب الرئاسة، حيث بقى الجنود الخمسة فى ممر مهم بسيناء منعزلين عن العالم، بسبب انقطاع شبكات الإرسال، ورفضوا أوامر الانسحاب التى جاءتهم من العدو أولا ومن القيادة ثانيًا.
فيلم أغنية على الممر
ثلاثية يوسف شاهين والنكسة:
فيلم الاختيار
هو أول أفلام ثلاثية يوسف شاهين عن النكسة، عرض عام 1970، وعبر شاهين فيه عن حال المجتمع المصرى بعد النكسة، وخصوصًا حال الأدباء والمثقفين الذين عانوا من الازدواجية بين ما يكتبونه وما يتفوهون به حقيقة، فصور البطل على أنه كاتب يحتقر أخاه ويقلل من شأن حياته كبحار منغمس فى حياة الترف، وبالرغم من ذلك يجعله بطلاً لكل رواياته، ويتمنى فى نفسه أن يعيش حياته، لينتهى به الأمر فى سيارة مستشفى الأمراض العقلية.
مشاهد من فيلم الاختيار
فيلم العصفور:
هو الفيلم الثانى فى الثلاثية، أنتج عام 1972، ومُنع من العرض فى بداية الأمر، وهو الفيلم الذى تحدث بشكل مباشر عن فساد الحكومة والأنظمة التى أدت إلى النكسة، والديكتاتورية التى التزمتها الحكومة بمبدأ "لا صوت يعلو فوق الصوت المعركة" وهو الأمر الذى ساعد الفساد فى الانتشار، وبالتالى تسبب فى الهزيمة.
فيلم العصفور
وفعلًا وقعت الهزيمة فى نهاية الفيلم، وخرج "عبد الناصر" بخطاب التنحى الشهير الذى ترك الجميع فى حالة من الذهول غير مصدقين أن تلك هى نهاية الحرب فعلًا لتصرخ "بهية" "لا أبدًا أبدًا.. هنحارب.. هنحارب.. أنا بهية بقول لأ"، ثم تنطلق راكضة فى الشوارع ويركض معها الآلاف باكين وصارخين "تحيا مصر" دون الهتاف باسم قائد أو جندى.
العصفور
فيلم عودة الابن الضال:
وهو الفيلم الثالث والأخير ضمن سلسلة أفلام شاهين المعبرة عن النكسة، عرض عام 1976، وتحدث عن الجيل القديم المقهور من الجيل الأقدم، وذلك تمثل فى "طلبة" الذى عبر عن الضباط الأحرار والحكومة وقتها، ووالدته التى حولته لوحش، والتى عبرت عن الفساد فى زمن الملكية، ثم دفعت أفعالهما بـ"على" إلى الهرب والجرى وراء أحلامه التى اتضح أنها سراب، ليعود إلى قريته كالجنود المهزومين الذين عادوا من الصحراء.
فيلم عودة الابن الضال
ثم يحاول "طلبة" ممارسة سلطاته وقهر الجيل الجديد الذى تمثل فى "إبراهيم" ابنه الوحيد إلا أنه يفشل، وينتهى الفيلم بقتل كل الأجيال القديمة بعضها البعض، ويهرب "إبراهيم" ليحقق أحلامه ولا ينظر خلفه مرة أخرى.
بعد نصر أكتوبر، ظهرت العديد من الأفلام التى انتقدت عصر "عبد الناصر"، مثل:
فيلم الكرنك:
وهو قصة "نجيب محفوظ"، وناقش الاعتقال والتعذيب فى سجون "عبد الناصر".
نور الشريف وسعاد حسنى
فيلم إحنا بتوع الأتوبيس:
وهو من نوعية أفلام الكوميديا السوداء، والذى أُخذت أحداثه من قصة حقيقية نشرت بكتاب "حوار خلف الأسوار".
فيلم احنا بتوع الأتوبيس