قدم من قبل عدد كبير من الممثلين دور نابليون بونابرت بأشكال مختلفة وأداءات متعددة إلا أن الفنان أيمن الشيوي قدم الشخصية في مسلسل " سره الباتع " اعتقد أنها الأقرب للشخصية الحقيقية التي قرأنا عنها في كتب التاريخ بما كان يتمتع من حنكة حربية وخبرة في التعامل مع البشر .
أبدع الشيوي في أداء الدور دون مبالغات وأستخدم نظرات عينيه في التعبير عن مكنونات داخله ، وهذا الفعل لا يقدر عليه غير ممثل محترف يهتم بالمشاعر والاحاسيس الداخلية للشخصية.
شخصية نابليون بونابرت من اكثر الشخصيات صعوبة في الأداء، حيث انه يظهر عكس ما يبطن ، فقد دعا الشعب المصري إلي الاستكانة والتعاون وزاعم أنه اعتنق الإسلام وأصبح صديقًا وحاميًا للإسلام، وطبقا للدعاية الحربية أدعى أنه «صديقٌ للسلطان العثماني» وادعى أيضًا أنه قدم إلى مصر «للاقتصاص من المماليك»لاغير، باعتبارهم أعداء السلطان، وأعداء الشعب المصري، ولذلك فتجسيد شخصية بها الكثير من الصعوبة، وهكذا نجح الشيوي في أدائه حتي الآن وفي إظهار ذلك الأمر ببراعة الممثل المحترف وأستاذ التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، وإضافة إلي ذلك ساعدته ملامحه الأقرب للفرنسيين في الاقتناع به في تجسيد الشخصية فملامحه قريبة من الصور الموجودة لنابليون بونابرت الأصلية .
يُعدُّ نابليون بونابرت أحد أبرز القادة العسكريين في التاريخ، وتُدرّس حملاته العسكرية في العديد من المدارس الحربية حول العالم، ورغم أن الآراء منقسمة حوله، حيث يراه معارضوه طاغيةً جبارًا أعاد الحكومة لإمبراطورية ووزع المناصب والألقاب على أسرته ودخل مغامرات عسكرية دمَّرت الجيش، فإن محبيه يرونه رجلَ دولة وراعيًا للحضارة، إذ يُنسب إليه القانون المدني الفرنسي، المعروف باسم قانون نابليون، الذي وضع الأسس الإدارية والقضائية لمعظم دول أوروبا الغربية، والدول التي خضعت للاحتلال الفرنسي في العصور اللاحقة، بحيثُ كان هذا القانون أكثر القوانين تأثيرًا في أوروبا والعالم مُنذُ سُقُوط الإمبراطورية الرومانية، وفي هذ يقول المُؤرخ البريطاني أندرو روبرتس: «إنَّ الأفكار التي تُشكِّلُ جزءًا أساسيًّا من عالمنا (الغربي) المعاصر — كتولية الوظائف بناءً على الجدارة، والمُساواة أمام القانون، واحترام حق الملكيَّة، والتسامح مع الأديان والمذاهب، وعلمنة النظام التعليمي، وابتكار النظم المالية السليمة، وغيرها — كلها دوَّنت وابتدعت وأيَّدت ونشرت على يد نابليون. يُضاف إليها ما ابتكره من نظم الإدارة المحلية العقلانيَّة والفعَّالة، وقضاؤه على اللصوصيَّة الريفيَّة، وتشجيعه العلوم والفنون، وإفناؤه للإقطاعيَّة، وتدوينه أهم القوانين منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية»