شرور المال وتأثيره السلبي في مسرحية " الجنيه المصري " للريحاني واستفان روستي

 
كتب : جمال عبد الناصر

 

قدمت فرقة الريحاني عام 1931 مسرحية "الجنيه المصري" التي اقتبسها نجيب الريحاني وبديع خيري عن مسرحية كوميدية ساخرة بعنوان "توباز" للكاتب الفرنسي مارسيل بانيول،‏ وسرعان ما ظهرت على المسارح الفرنسية وترجمت بنجاح كبير في دول عديدة‏.

مسرحية "الجنيه المصري" تُظهر شرور المال وتأثيره السلبي على سلوك الأفراد، وكيف يلعب دورًا خطيرًا ومؤثرًا في إفساد الضمائر وانتهاك الأخلاق، وتُعد تلك المسرحية علامة بارزة في مسيرة الريحاني لأنها تؤرخ بداية مرحلة جديدة شهدت أعمالاً أنضج شكلاً ومضمونًا من غيرها. وتعتبر أيضًا مقدمة للمسرحيات الانتقادية الاجتماعية التي قدمتها فرقة الريحاني في العصر الذهبي (1935–1949).

مسرحية " الجنيه المصري " شارك في بطولتها مع نجيب الريحاني كل من استيفان روستي ، محمد كمال المصري ، عبد الفتاح القصري .

الفنان الكبير الراحل نجيب الريحاني عُرف في المسرح بشخصية (كشكش بيه)، وولد في حي باب الشعرية لأب من أصل موصلي عراقي كلداني مسيحي يعمل بتجارة الخيل فاستقر به الحال في القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية أنجب منها (نجيب). نشأ نجيب في القاهرة وعاش في حي باب الشعرية فعاشر الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة. يقول عنه (يحيى حقي) في كتاب له عن الريحاني "أنه كان من الأجانب الذين أكرمت مصر وفادتهم". هو واحد من أشهر ممثلي المسرح في القرن العشرين بدأ حياته موظفًا في أحد البنوك الزراعية ثم إنتقل بين عدة وظائف قبل أن يصادق (بديع خيري) الذي كتب له المسرحيات وصار شريكًا له في حياته الفنية قدم شخصية (كشكش بيه) على المسرح وجذب الأنظار نحوه ثم نقلها إلى السينما، شارك في كتابة مسرحياته مع بديع خيري وأيضًا أفلامه والتي كانت عبارة عن مسرحيات حولت إلى السينما، صور بعض هذة الأفلام في باريس رغم أن أحداثها تدور في مصر، تزوج من الفنانة (بديعة مصابني) التي كانت تملك كازينو بديعة بميدان الأوبرا. كان يجيد الحديث باللغة الفرنسية، من أشهر مسرحياته: (30يوم في السجن) و(الدلوعة) و(الدنيا على كف عفريت) و(إلا خمسة)، نافس بمسرحه كل من علي الكسار وفوزي الجزايرلي وأيضًا يوسف وهبي، توفي إثر إصابته بمرض التيفوئيد قبل أن يُعرض فيلمه الأخير (غزل البنات).

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر