يعد الحوار الوطني في مصر مبادرة رئاسية هامة تهدف إلى إجراء حوار شامل وجاد بين جميع القوي السياسية والحزبية والشعبية والاجتماعية، وذلك لبحث أهم القضايا والتحديات التي تواجه البلاد على المستوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
ويعتبر هذا الحوار الوطني خطوة فعالة تنم عن الإرادة الصادقة للحكومة المصرية لمنح المواطنين صوتا ومنبرا يعبرون من خلاله عن آرائهم وآرائهم حول قضايا البلاد المختلفة، مما يساعد على اشتراك كل مكونات المجتمع المصري في صنع قرارات المستقبل، وبالتالي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للبلاد.
وعندما ننظر من جانب كل ذلك هو فرصة ذهبية لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، حتى لا تتعرض مصر للاختطاف مرة أخرى، ولذلك لا مناص من بذل كل الجهد لإنجاح هذا الحوار، ولكي ينجح، هناك عدة نقاط يجب الاهتمام بها، ومنها دور التكنولوجيا، وتطبيق مخرجات الحوار، وإلقاء نظرة على تجارب سابقة.
وبشكل عام، يتمتع الحوار الوطني في مصر بدعم شديد من المواطنين والقيادات السياسية المختلفة، حيث يعتبر هذا الحوار أحد الآليات الحيوية التي يتم من خلالها تحقيق التوافق والتضامن بين جميع فئات المجتمع. وبهذا الشكل، تتجلي أهمية الحوار الوطني في مصر كونه يشجع على التفاهم والتعاون والتحرك بروح الوحدة والتضامن لخدمة مصالح البلاد وشعبها
تأتي الدعوة للحوار الوطني تماشيا مع إستراتيجية الجمهورية الجديدة حيث أعتبر الحوار الوطني نقلة توعوية تحقق رؤية القيادة السياسية في ترسيخ حالة الأستقرار الأجتماعي، كما أعتبره إنجاز يضاف الي الأنجازات التي تحققت في مصر منذ عام 2014 وعلى مدار ما يقرب من 8 سنوات من مشروعات تنموية عملاقة ومشروعات توعوية وفكرية أشاد بهم المجتمع الدولي.
وحقق الحوار الوطني مقاربات مهمة على صعيد الترسيخ الديمقراطي وإعادة إحياء الفكر الوطني المصري؛ على مستوى الديمقراطية ساهم الحوار الوطني في فاعلية العملية الديمقراطية وترسيخ مبادئ "الديمقراطية التشاركية"، التي في معناها العام هي جملة من الإجراءات والآليات التي تتيح مشاركة المواطنين والمجتمع المدني في عملية صنع السياسات العامة. في إطار نظام يأخذ بعين الاعتبار دور المواطنين في المشاركة في عملية صياغة وصنع القرار السياسي وتدبير الشأن العام في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
كما حقق هذا النطاق الواسع من التشاركية لمختلف أطياف المجتمع وفئاته ما يمكن تسميته بإحياء الفكر الوطني المصري؛ وهي أحد أشكال الديمقراطية التي أكد عليها الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية، ومقرر لجنة المحور السياسي بالحوار الوطني، في دراسته المعتبرة حول الديمقراطية، الصادرة عن سلسلة عالم المعرفة، والتي جاءت تحت عنوان "الانتقال إلى الديمقراطية.. ماذا يستفيد العرب من تجارب الآخرين؟".
والجمهورية الجديدة والدولة المصرية في ثوبها الجديد تحتاج الدعم المرئي والمسموع من إعلامها وخبرائها ورجالها لوقف محاولات التشكك والريبة وعلى الرغم من محاولات البعض في التقليل من ايجابيات المشهد الحالي إلا أن الحوار الوطني أكد جديته من خلال علمائه وخبرائه وتوصياتهم التي ستشهدها الأجندة الأخيرة حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها وجيشها.
كما يبدو أن جلسات الحوار الوطني ستكون مثمرة وفي طريقها نحو خلق جمهورية جديدة قادرة على مواكبة التقدم والرقي، ولما لا وهذا المحفل به شخصيات على قدر عالٍ من الثقافة والخبرة والنضج والرؤية الشاملة للمشهد دون أية ضغوطات فهم يتحدثون بكل اريحية وعمق وتحليل وفحص وبحث بصورة كاملة لوضع مقترحاتهم واطروحاتهم وحلولهم أمام صُناع القرار.
ويعزز الحوار الوطني الوعي الوطني وروح المواطنة، حيث يتمكن المشاركون من فهم وجهات نظر بعضهم البعض وتقبل الاختلافات والتنوع، ويساهم في بناء جسور التواصل والتعاون بين الجميع وتعزيز التضامن الوطني.
ويعتبر الحوار الوطني منصة لمناقشة ووضع السياسات العامة التي تخدم مصلحة البلاد، ويمكن المشاركين من مناقشة القضايا المهمة وتقديم الأفكار والاقتراحات لتحسين الوضع الحالي.