كلما نرغب ونحب الكتابة عن فنان من فنانينا الكبار والعظام الراحلين الذين أثروا ومازالوا مؤثرين حتى يومنا هذا لا نجد المراجع الموثقة المستندة على مادة علمية، والكثير من المعلومات نجدها متضاربة ومختلقة فيحدث تشويشا لدى المتلقين ويحتارون أى الأطراف يصدقون، وبخاصة فى معرفة السيرة الذاتية للفنانين، وهى تجعلنا نفهم أعمالهم بصورة أفضل، خاصة إذا كانت هناك أحداث أثرت على عملهم كمبدعين .
هذه المقدمة كان لابد منها قبل الاحتفاء بفنان من أعظم فنانى مصر مر على رحيله 100 عام وهو فنان الشعب بلا منازع ومنافس فى اللقب الفنان سيد درويش، ومن أجل ذلك حرصت - قدر المستطاع - أن أقدم هذا المقال بمعلومات موثقة وحقيقية بالرجوع إلى سجلات الإذاعة المصرية وسجلات جمعية المؤلفين والملحنين وغيرها من المصادر الموثقة.
وأول الحقائق والمعلومات المغلوطة هي موعد وفاة سيد درويش فالموعد الحقيقي والموثق هو يوم 15 سبتمبر وللأسف الكثير من المواقع والقنوات تحتفل يوم 10 وهو موعد خاطئ وغير حقيقي وفي هذا المقال نثبت بالادلة من داخل المراجع، وبالوثائق داخل الإصدارات الموثقة لكبار المؤرخين الفنيين والموسيقيين، أن الفنان سيد درويش رحل يوم 15 سبتمبر وليس 10 سبتمبر كما تنشر الكثير من المواقع ومنها للأسف موقع الويكيبيديا الذي يكتظ بالمعلومات الغير موثقة وللأسف أيضا تنقل من خلاله كل المواقع وكل أهل الميديا، هنا نوثق التاريخ الحقيقي للوفاة بأربعة دلائل قاطعة .
داخل الموسوعة العلمية " الغناء والموسيقي " للدكتور والمؤرخ الموسيقي زين نصار أكد أن فنان الشعب رحل يوم 15 سبتمبر عام 1923، وقبل استعداده للسفر والتوجه إلي إيطاليا لدراسة الموسيقي، ودليل آخر علي أن التاريخ الحقيقي لوفاة سيد درويش هو يوم 15 سبتمبر الفيلم الذي قدمه المخرج أحمد بدرخان وكتبه سامي داود، وقدم عام 1966 ففي نهاية هذا الفيلم وبعد اكتشاف شقيقته أنه مات في غرفته يكتب المخرج علي شاشة سوداء ( 15 سبتمبر 1923 ) .
ومن قبل في حوارات كثيرة لحفيده الفنان إيمان البحر درويش أكد أن وفاة جده كانت يوم 15 سبتمبر وليس 10 ، وأدلة أخري كثيرة تؤكد علي أن منتصف شهر سبتمبر هو التاريخ الصحيح للوفاة ، ودليل اخر دامغ وينهي الخلاف هو الشاهد الموضوع علي قبر الراحل العظيم فنان الشعب سيد درويش كتب عليه التاريخ الصحيح وهو 4 شهر صفر ويوافقه بالشهور الميلادية 15 سبتمبر .
جدير بالذكر أن سيد درويش رحل يوم 15 سبتمبر تاركا مشاريع غنائية وألحانا لمسرحيات لم يكملها، ولكنه كانت لديه أحلاما وطموحات فنية طوال الوقت ولكن الأمنية التي كان اقترب في تحقيقها قبل وفاته كانت السفر إلي إيطاليا علي نفقته الخاصة ليستكمل دراساته الموسيقية سعيا وراء صقل موهبته بالعلم، وبالفعل حدد الموعد وجهز كل شيء استعدادا للسفر، ولكن تلك الأمنية لم يتمكن من تحقيقها فالموت لم يمهله الوقت ليسافر ويدرس .
سيد درويش كان شغوفا بالسفر من أجل التعلم ومعرفة الجديد في عالم الموسيقي ، وكان قبل عزل الخديوي عباس حلمي الثاني قد تقدم بطلب يلتمس ترشيحه لبعثة فنية إلي الخارج يدرس فيها الموسيقي علي نفقة الحكومة المصرية وأرفق بطلبه دور ( عواطفك دي أشهر من نار ) الذي كانت بداية كل شطرة منه تبدأ بحرف من حروف اسم عباس حلمي خديوي مصر آملا في الموافقة علي طلبه، ولكن لم يستجب الخديوي لطلبه واكتفي بمنحه مكافأة مالية.
وجدير بالذكر أن سيد درويش سافر من قبل الي الشام مرتين عامي (1909 و 1912 ) وفي الرحلة الاولي لم ينجح سيد درويش بسبب سبق وجود الشيخ سلامة حجازي في الشام قبل رحلته، مما اضطره لمزاولة فن التمثيل في هذه الرحلة، فاكتسب خبرة في الأداء المسرحي كممثل وهذه التجربة والممارسة العلمية لفن التمثيل أفادته كثيرا عندما بدأ نشاطه في التلحين للفرق المسرحية ، أما المرحلة الثانية عام 1912 فقد ساعدته علي استكمال بناء شخصيته الفنية، حيث سنحت له فرص الالتقاء ببعض كبار الموسيقيين امثال الشيخ صالح الجذبة والشيخ علي الدرويش والاستاذ الكبير عثمان الموصلي وغيرهم ، فأخذ ضروبات وموازين موسيقية كثيرة وموشحات عربية قديمة ، كما تشبع بالكثير من أغانيهم فحفظها واتقنها واستفاد منها، ثم عاد إلى مصر بعد أن زار كل أنحاء الشام والعراق والأناضول وتركيا، وعاد مقتنيا ذخيرة من الكتب الفنية والأدبية .
الشاهد علي قبر سيد درويش مسجل عليه يوم وفاته بالشهر الهجري
الفنان كرم مطاوع في فيلم سيد درويش
فيلم سيد درويش جاء فيه الموعد الحقيقي والموثق لوفاة سيد درويش
فيلم سيد درويش يوثق وفاة فنان الشعب سيد درويش يوم 15 سبتمبر
من موسوعة الموسيقيا والغناء في مصر للدكتور زين نصار