لا تمل من التجديد، فطاقاتها وموهبتها مازالت تخفى الكثير والكثير، مما تفاجئنا به فى كل مرة تقرر خلالها أن تطل علينا بعمل جديد، ووسط أعمال تدور فى قوالب الكوميديا والأكشن والتشويق، قررت أن تملأ مكانها الخاص بها بعمل يسير فى طريق بمفرده، طريق جعلها تبتعد عن المنافسة لتتمسك فى أحبال عمل لا يوجد ما يتشابه معه فينافسه، اختارت أن تلعب فى دائرة الإنسانية التى وجد الجمهور ضالته معها، هذه الدائرة المليئة بمشاعر الخوف والضحك والألم والمرض والأمل والحب والمقاومة والصمود، معانى تمكنت من الإمساك بتفاصيلها كاملة فى الحلقات الأولى من مسلسلها الجديد "حلاوة الدنيا"، لنكتشف مع هذه الحلقات "حلاوة" جديدة لهند صبري، حلاوة فى الأداء، وحلاوة فى الأحاسيس، وحلاوة فى التعبيرات.
عن كل ذلك وأكثر فتحت هند صبرى قلبها لـ"عين" وتحدثت فى حوار طويل عن كواليس وأفكار وجوانب مسلسلها الجديد "حلاوة الدنيا"، ولم تنس أيضا أن تحدثنا عن نفسها وحياتها وأعمالها الأخرى.
لا علاقة لحلاوة الدنيا بالنكد
بداية.. ألم تخش أن تصنفى بعد مسلسل حلاوة الدنيا كممثلة تقدم أعمال "نكد"، كما تم تصنيف بعض زميلاتك، خاصة أنك قدمتى من قبل فيلم أسماء الذى يحكى معاناة سيدة مع مرض الإيدز؟
إطلاقا، لأنه لا يمكن أن تضعينى فى تصنيف معين، فأنا لم أقدم أعمال "نكد" بمعنى النكد كثيرا، وبالعكس فأسماء لم يكن عملا حزينا أو تراجيديا، كما أن حلاوة الدنيا ليس عمل يدعو للنكد، فعلى العكس مع الأحداث والحلقات سيجد المشاهد أننا نبحث من خلال العمل عن "حلاوة الدنيا"، التى قد ننشغل عنها بالتفكير السلبى على الرغم من أنها موجودة وحولنا فى كل مكان، الدنيا "حلوة"، والحياة "حلوة"، وهذا ما نحاول أن نؤكد عليه من خلال هذا العمل.
ما الذى جذبك لتقديم هذا العمل؟
فى الحقيقة أكثر من عامل وليس سببا واحدا، فشركة بى لينك، تقدم أعمالا ناجحة منذ عامين، واستطاعت أن تحدث علامات فارقة فى الدراما العربية بمسلسلات مثل طريقى لشيرين عبد الوهاب، وجراند أوتيل لعمرو يوسف، فهم محترفون فى اختيار فورمات أجنبى يصلح لتفضيلات وعواطف الجمهور العربي، و"حلاوة الدنيا" كما قلنا عمل عاطفى فى المقام الأول، وهذا سبب ثانى أننى أريد أن أجدد وألعب فى دائرة لم ألعب بها من قبل، فقد قدمت الأكشن وقدمت الكوميدى فى "عايزة أتجوز" بكل أشكاله وتفاصيله، لذلك كان على أن أسعى لتقديم أعمالا تلعب على وتر المشاعر الإنسانية، لأننا نعانى من فقر فى المشاعر طوال الوقت، أما السبب الثالث فهو السيناريست تامر حبيب، هذا الموهوب المحترف الذى أشرف على ورشة الكتابة وبالتالى جعلنى مطمئنة لخروج نص رائع يكمل عوامل النجاح، لنخرج فى النهاية بعمل لم يتم تقديمه من قبل.
ماذا عن الفورمات الأصلي.. هل شاهدتيه قبل البدء فى تصوير العمل؟
شاهدت أول 5 حلقات فقط لأتعرف على الشخصية الرئيسية التى أجسدها فى العمل، والخطوط العامة للعمل ككل، وبالمناسبة فالشخصية الرئيسية فى العمل الأصلى تختلف تماما، ولديها أبعاد مختلفة عن شخصية "أمينة" التى أقدمها فى حلاوة الدنيا.
تقديم فورمات أجنبى مش غلط والضجة التى حدثت بسبب جراند أوتيل كانت فى صالح العمل وليست ضده
ما الفرق بين تقديم فورمات أجنبي، وبين تقديمك لمسلسل مكتوب خصيصا باسم النجمة هند صبري؟.. وألم تخشى من الدخول فى دائرة المقارنة؟
الفرق أنه شكل مختلف من الدراما والأفكار، وأنا أرغب فى تقديم فورمات منذ فترة طويلة، بل أصبحت هناك معارض دولية لبيع الفورمات العالمية الجديدة والتعرف عليها، فهى الآن صناعة وتجارة مبنية على الإعلانات وجذب المشاهد، وفى حالة الفورمات أنتى تدخلى تجربة مضمونة بعض الشىء، وأعتقد أن الخوف لا وجود له، فمثلا الضجة التى حدثت حول مسلسل عمرو يوسف العام الماضي، صبت فى صالح العمل وأصحابه، خاصة أن الأعمال التى تقدمها لا تكون نسخة طبق الأصل من الفورمات، وإنما مختلفة وهناك فارق كبير بين ما نقدمه فى حلاوة الدنيا والفورمات الأصلي.
قلتى أن تقديم فورمات أجنبى أفضل من سرقة الأفكار لماذا؟.. وهل لدينا فقر حقيقى فى الأفكار؟
قلت ذلك عندما سئلت عن الأمر، وبالفعل أنا أفضل أن أقدم عملا مأخوذ من فورمات أجنبى عن أن أسرق فكرة وأعربها، وهذا قد يحدث أحيانا، لكن ما قلته لا يعنى بالضرورة أن لدينا فقر فى الأفكار أو ما شابه، فعلى العكس أعتقد أننا فى السنوات الأخيرة كسبنا كثير من المواهب الشابة والمتطلعة فى الكتابة سواء فى الدراما أو السينما، وأفكارهم جديدة ومهمة، ولا أجد أى مشكلة فى أن نعمل على المحورين، أن تكون لدينا أفكارنا الخاصة وأعمالنا، ولدينا أيضا الفورمات التى قد تفتح أمامنا آفاق جديدة وتطلعنا على أفكار مختلفة.
قدمتى كوميديا فى مسلسلى "عايزة أتجوز، وإمبراطورية مين".. لماذا ابتعدتى عن الكوميديا رغم أنها قد تكون الخط الدرامى الأضمن فى رمضان؟
لأنى لن أتخصص فى الكوميديا، بالفعل قدمت أعمالا كوميدية، وكان معى بها نجوم كبار فى الكوميديا ساهموا أيضا فى نجاح هذه الأعمال، وعلى الرغم من أنى أحب الكوميديا جدا، إلا أنى أحب التجديد والتغيير، وكان لابد أن أبحث عن شئ جديد على الدراما كلها وليس على هند فقط، وهذا بالفعل ما وجدته فى حلاوة الدنيا.
استمتعوا بحلاوة الدنيا
الحمد لله ردود الأفعال مرضية تماما لي، وأحرص على التواصل بشكل يومى مع الجمهور لمعرفة آرائهم، فهذا العمل بالنسبة لى ليس مجرد عمل أتمنى له النجاح، ولكنه رسالة إنسانية كبيرة أتمنى أن تصل إلى العالم كلهوهى باختصار "استمتعوا بحلاوة الدنيا".
تخليتى عن جمالك وشعرك فى خطوة جريئة وصادمة أيضا.. كيف فكرتى أثناء هذه المشاهد خاصة أن معظم النجمات تسعين للظهور فائقات الجمال والأنوثة؟
منذ اللحظة الأولى لعملى بهذه المهنة، وعلى مدار مشواري، لم أفكر بهذه الطريقة مطلقا، ولا أضع فى اعتبارى أبدا الحفاظ على جمالى أو أنوثتى أو غيره، كل ما يهمنى هو كيف سأرتدى الشخصية وأتوحد معها لأظهر وكأنى هى تماما، وهذا ما فعلته من قبل فى فيلم "مواطن ومخبرر وحرامي" الذى شهد على بداياتي، فالشكل لا يجب أن يطغى أبدا على أداء الممثلة، والاهتمام بالشكل على حساب الدور هو بداية النهاية، ولو قدمت "أسماء" مثلا من منطقة هند، لما تقبلنى الجمهور، ولما تمكنت من أن أوصل لهم هذه الشخصية بكل تفاصيلها.
هل هو حظ أم قرار أن تنافسى فى مواسم مليئة بالنجوم الكبار وبأعمال قادرة على المنافسة؟
هو حظ بالطبع، لكن يبدو أن الأمر أصبح عادة كل عام، وبالطبع فكل الأعمال التى تستمر أثناء التحضيرات وتنافس فى رمضان وتعرض، هى أعمال قادرة على المنافسة، وفى الحقيقة أعتبر الأمر مسئولية كبيرة، وأحاول التركيز مع ما أقوم به، لكن إذا فكرت فى الأسماء التى تنافس معى قد أشعر بالرعب من الفكرة نفسها ولن أعمل، بينما ما يساعدنى أكثر هو التركيز كما قلت فيما أفعله.
اختيار ظافر للدور جاء بشكل جماعى ولديه ما يؤهله للنجومية منذ بدايته
قدمتى ظافر العابدين من قبل فى "فيرتيجو" ثم ضيف شرف فى "إمبراطورية مين" وهذا العام يلبعب دور البطولة أمامك فى "حلاوة الدنيا" هل نحن بصدد ثنائى فنى جديد؟ أم أنكما تحاولان نفى ما يتردد بوجود حساسية بينكما كونكما أبناء بلد واحد؟
منذ أن عملت مع ظافر العابدين فى "مكتوب 2" وأنا أعلم أن لديه ما سيمكنه من أن يجد لنفسه مكانا على الساحة، وبالفعل استطاع أن يشق طريقه ووصل لأدوار البطولة، فهو يتمتع بالوسامة ولديه قدرات تمثيلية كبيرة، وبالفعل اقترحت اسمه فى "عايزة أتجوز" لكن لم يكن له نصيب، وبعدها "فيرتيجو"، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بأننا ثنائى، فربما ردد البعض ذلك لأنى لا أعمل كثيرا مع نفس الفنانين، لكن ما أعرفه أن الدور ينادى صاحبه، وظافر ملأ مساحة لم تكن موجودة فى العالم العربى قبل أن يظهر.
هل أنتى من رشحتى ظافر لدور سليم فى "حلاوة الدنيا"؟
اختيار ظافر كان اختيار جماعى منى ومن المنتج محمد مميش والمخرج حسين المنباوى وكان ظافر أول ترشيح للدور، وبالفعل أبدى موافقته، فكما قلت الدور ينادى على صاحبه والأمر كله يأتى تحت بند النصيب.
راهنت على المشاعر منذ اللحظة الأولى لقراءة حلاوة الدنيا
علام تراهنين فى الحلقات المتبقية من "حلاوة الدنيا"؟
على المشاعر، وعلى موهبة حسين المنباوى وعلى أداء أبطال العمل الذى بدى رائعا حتى الآن، وأعتقد أنه سيظل كذلك فيما تبقى من حلقات.
الاستعانة بالمنباوى مغامرة جديدة لهند صبري.. خاصة أنه اشتهر بأعماله فى الأكشن والإثارة.. ما رأيك؟
أعتقد أن المخرج المتميز هو من يقدم كل الأنواع وأنا ضد حصر المخرج فى نوعية معينة فيوسف شاهين وشريف عرفة مثلا قدما كل الأنواع ونجحا فيها وحسين أيضا يحاول تجربة كل شئ.
ألست معى فى أن اختيار مرض السرطان تحديدا هو اختيار صعب وحساس؟
لا بالعكس، فنحن نقدم عملا إنسانيا فى المقام الأول، واختيارنا للسرطان جاء لأنه عنصر أصبح موجود فى كل بيت عربي، وما نحاول فعله أننا نكسر تابوه الخوف من السرطان، ونؤكد للناس ومنهم مرضى السرطان أن الإصابة بهذا المرض لا يعنى نهاية العالم، بالعكس فعلى الجميع البحث عن حلاوة الدنيا والسعى ورائها والحصول عليها، ودعينى أقص عليكى قصة ستؤكد لكى حديثي، كنت فى الأردن، فى افتتاح جمعية للتوعية بالسرطان أنشأتها أميرة أردنية، وفى بداية الحفل طلبت الأميرة من الحضور أن يقف كل من له قريب أو معرفة بشخص مريض بالسرطان أو مر بتجربة مع هذا المرض، تخيلى أن كل من تواجد بالقاعة بأكملها وقف، وهذا دليل على أننا جميعا تعاملنا مع هذا المرض.
صديقتى الراحلة هى سبب إتقانى لدور أمينة فى "حلاوة الدنيا"
هل مرت هند صبرى بالفعل بهذه التجربة.. أن عايشت رحلة السرطان مع أحد القريبين منك؟
بالطبع، وكان ذلك مع إحدى صديقاتى المقربات، وقد توفيت بهذا المرض قبل أن يعرض على العمل مباشرة، لذلك عندما قرأت المعالجة الدرامية، قلت أن هذه رسالة من الله أن أقدم هذا العمل.
هل أمينة فى "حلاوة الدنيا" هى صديقتك الراحلة؟
لا بالطبع المسلسل لا علاقة له بها، لأنه كتب قبل أن ترحل، وعندما جاءنى فور وفاتها قلت أن الأمر به رسالة ما، لكنى بالفعل أستدعى ذكرياتى معها فى كل مشهد صعب من مشاهد المسلسل، وأتذكرها دائما وأدعو لها.
ما رأيك فى فكرة عرض المسلسل حصريا على قناة سى بى سى؟
مسألة العرض الحصرى من عدمه، هو قرار يعود للمنتج بشكل كامل، فهو خيار إنتاجى فى المقام الأول.
أحافظ لبناتى على خصوصيتهما وذقت حلاوة الدنيا معهما
فى كم مرة ذاقت هند صبرى "حلاوة الدنيا"؟
فى مرات كثيرة، لكن أهمها على الإطلاق كانت عندما أنجبت بناتى.
بمناسبة بناتك.. لماذا تحرصين على إخفائهم؟
أنا لا أخفيهم أبدا، لكنى لا أحب أن يظهروا فى الميديا، ليس لشىء إلا لأنى أشعر بالمسئولية تجاه الحفاظ لهما على خصوصياتهما، فهما ما زالتا صغيرتان لا يمكنهما تحديد خياراتهما، وعندما تكبرا فلهما مطلق الحرية فى اتخاذ القرار بالظهور أم لا، لكنى وحتى هذا الحين لن أقتحم خصوصياتهما لمجرد أن قدرهما أن والدتهما فنانة مشهورة.
هل ستوافقين إذا ما طلبت إحداهما الدخول لعالم الفن؟
بالطبع، وقتها ستكون كل منهما كبرت بالقدر الكافى لتختار طريقها ومستقبلها وتحدد قراراتها وتتحمل مسئولياتها.
كل ما يمكننى قوله عن "الكنز" أنه مشروع العمر بالنسبة لي، وفى الحقيقة غير مسموح لى أن أتحدث أكثر، وهو جزءان، انتهينا من تصوير الأول ونستكمل الثاني، وفى الحقيقة أنا أعشق العمل مع شريف عرفة الذى يوظف كل فنان فى المكان الذى يليق به، ومع شريف عرفة ينسى كل منا نجوميته ونتعامل فقط كممثلين نتلقى تعليمات شريف عرفة.
كيف ترين الدويتو الذى يجمع عرفة بعبد الرحيم كمال؟
أعتقد أن هذه الخلطة هى السر، فسيناريو عبد الرحيم الذى يميل فى كتابته لروح التصوف، وبراعة شريف عرفة تجعلك على يقين أنك ستشاهد عملا مختلفا ويكفى أن نعلم أنهما يعملان على هذا الفيلم منذ 3 سنوات.
أخيرا.. كسفيرة للنوايا الحسنة.. لماذا لا يقدم النجوم العرب نفس ما يقدمه سفراء النوايا الحسنة من النجوم الأجانب؟
بالعكس نقوم بجهود كبيرة، ولدينا فى الوطن العربى كثير من المنافذ التى تجعلنا نقوم بجهود كبيرة، لكن من الممكن أن يككون السبب فى الضجة الإعلامية العالمية التى تحدث حول النجوم الأجانب، ولكن الأكيد أننا لا نوفر جهدا فى تقديم المساعدة من خلال هذا المنصب الشرفى الذى أفخر به كثيرا.
