تمر ذكرى رحيل الموسيقار والفنان فريد الأطرش اليوم الثلاثاء 26 ديسمبر، إذ توفي عام 1974 إثر إصابته بأزمة قلبية نُقل على أثرها للمستشفى فى بيروت، ويلفظ أنفاسه الأخيرة هناك.
فريد الأطرش كان عاشقا لنادي الزمالك، ومن أكثر الناس تعصباً فى مشاهدة المباريات، ومنعه الأطباء من ممارسة هوايته المفضلة خوفاً على صحته، وجمعته مواقف عديدة مع أصدقائه الفنانين بسبب تعصبه الشديد للقلعة البيضاء فضلا عن دوره الملموس فى إنقاذ الزمالك من الإفلاس.
خناقة بين العندليب والأطرش بسبب الأهلى والزمالك
نسرد في السطور التالية قصة تشجيع فريد الاطرش لـ نادي الزمالك وشعوره بالاحراج بعد هزيمة من الاهلي بثلاثية، ففى عام 1960، عندما فاز الزمالك على الأهلى أقام فريد الأطرش احتفالية كبرى دعا فيها فريقى الأهلى والزمالك، وفى عام 1961 نذرت النجمة اللبنانية صباح أن تقيم حفلا للأهلى إذا فاز.
وفى 12 ديسمبر عام 1961، نشرت مجلة "الكواكب" موضوعا بعنوان "صباح تحتفل بالأجوال الثلاثة"، حيث وفت النجمة اللبنانية بوعدها وأقامت حفلا كبيرا بعد فوز النادي الأهلى، حضره الكثير من النجوم، وكان على رأس النجوم الأهلاوية عبد الحليم حافظ والمخرج عز الدين ذو الفقار وصالح سليم رمز النادي الأهلي، ومن أنصار الزمالك الفنان فريد الأطرش والفنان صلاح ذو الفقار، وظل عبد الحليم يغنى احتفالا بفوز الأهلى، وهناك صورة يرفع خلالها عبد الحليم حافظ 3 أصابع، فى إشارة إلى الأهداف الـ3 التي فاز بها الأهلي على الزمالك، وكان من المقرر أن يغني "مغرور"، وغيّر كلمات أغنية "يا حلاوتك يا جمالك" للفنانة فايزة أحمد، التى لحنها "الأطرش" إلى "يا خيبتك يا زمالك.. يا خيبتك الأويّة.. كان مالي بس ومالك.. راح أبقى أهلويّة".
وقال فريد الأطرش، في نهاية الحفل، "تعرضت لموقف محرج لأول مرة فى حياتي بسبب نادي الزمالك، وسأفكر فى تشجيع الأهلي الفترة المقبلة".
خلاف بين المايسترو والأطرش بسبب الزمالك
ودخل صالح سليم رئيس الأهلى الأسبق فى خلاف شديد مع المطرب الراحل فريد الأطرش الذي يعد من أكثر المشجعين لنادى الزمالك، وضرب فريد الأطرش أروع الأمثلة فى مساندة القلعة البيضاء أثناء أزماتها المالية، حيث قام بإحياء عدة حفلات داخل النادي وتبرع بكامل إيرادها لاستكمال منشآت النادي مثل تشييد المبنى الاجتماعي وتجديد مدرجات النادي بعدما عصفت بالنادي أزمة كبيرة بعد تأميم ممتلكات النادي فما كان من فريد الأطرش إلا أن قام بتكريس فنه وشخصه لخدمة النادي.
وكان لتضامن الأطرش مع نادي الزمالك وتجاهل الأهلي سبب استياء الراحل صالح سليم وظهر ذلك أثناء حوارته فى إحدى الصحف عندما تم سؤاله عن المطرب المفضل لديه فأجاب: عبدالحليم حافظ "وفريد الأطرش ده محبوش"، حسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 11 فبراير عام 1961.
وعندما علم فريد الأطرش بهذا الحوار غضب كثيرا بسبب رد صالح سليم وقد علق على هذا، قائلا "كل إنسان حر في اختيار مطربه المفضل أما قول الكابتن صالح سليم عبارة (أنا ما احبوش) فقد تبرع بها الكابتن ولم يسأله أحد عن رأيه في شخصي الضعيف.
الأطرش ينقذ الزمالك من الإفلاس
وفى شهر مارس عام 1966، تعرض نادى الزمالك لضائقة مالية شديدة، فعلم فريد الأطرش بها، فحضر إلى النادى، والتقى اللواء حسين لبيب مدير عام النادى، فى ذلك الوقت، وأبلغه بوقوفه بجانب النادى فى ظروفه الصعبة، هو وفرقته الموسيقية، بدون أى مقابل، وخلال أسبوعين من لقائه مدير عام النادى، أحيا فريد الأطرش حفلا فى سرادق كبير شيده عرابى وكيل الفنانين بملعب كرة القدم، حقق دخلا للنادى بلغ نحو 100 ألف جنيه، فى ذلك الوقت، ورفض فريد وفرقته تقاضى أى مبلغ مالى.
فاروق جعفر يعترف: حصلت على أول 100 جنيه في حياتى من فريد الأطرش
قال فاروق جعفر، لاعب نادي الزمالك السابق، إنه حصل على أول 100 جنيه في حياته من المطرب الراحل فريد الأطرش كهدية.
وأضاف جعفر، خلال حواره لقناة الزمالك، "كان هناك كم كبير جدا من الفنانين حريصين على قضاء أوقاتهم في نادي الزمالك الاجتماعي، وقتها كانت قد انتقلت المباريات خارج ميت عقبة والجزيرة".
وتابع جعفر: "أول 100 جنيه مسكتها في حياتي كانت من فريد الأطرش عام 1971".
وواصل: "الظروف الصعبة التي كان يمر بها نادي الزمالك سابقا جعلت الإدارة غير قادرة على منح اللاعبين المقابل المالي اللائق لذلك كانت الهدايا تعوض ذلك".