يعد الديكور عنصر مهم من عناصر العرض المسرحي ، حيث أنه يساعد علي تكوين المشهد من خلال تشكيل بصري يقوم به مصمم الديكور لما هو علي خشبة المسرح ، ونجد أن الديكور المسرحي قد مر بعدة تطورات ملحوظة علي مر الأزمنة .
فإذا عودنا بالزمن للوراء في الحقبة الزمنية التي تسبق عصرنا هذا والذي عرف بعصر التكنولوجيا سنجد أن الديكور المسرحي كان قد بني علي فكرة البنى ، فكان هناك كتل ديكورية تبنى علي خشبة المسرح من خلال الأخشاب أو الحديد أو الخامات الأخري المختلفة لتحقق مجسمات تخدم المشهد المسرحي وذلك بعيداً عن فكرة المدارس سواء واقعية أو رمزية أو غيرها .
ومع التطور والسرعة التي نعيش فيها نجد أن مصممي الديكور قد أتجهوا إلي مايسمي بالبانرات فبدلاً من الرسم علي البانوراما باليد قام مصممي الديكور بإستخدام التكنولچيا وطبعوا بانرات عليها المنظر الذي يخدم المشهد المسرحي ، ولم يتوقف التطور عند ذلك الحد فلأننا في عصر السرعة لم تأخذ البانرات وقتاً طويلاً حتي تحول المشهد المسرحي علي شاشات ، واستطعت تلك الشاشات أن تحقق فكرة عمل أكثر من منظر في العرض المسرحي الواحد .
نجد أن من المؤكد وجود مميزات وعيوب لتلك التغيرات الجذرية التي حدثت في الديكور المسرحي ، ففي التغير الحادث استغني مصممي الديكور عن كل خامات التصنيع من أخشاب وحديد وغيرها التي بالتأكيد كانت مكلفة في العملية الإنتاجية ، ولكن في المقابل أصبح دور مصمم الديكور مقتصر علي فكرة تكوين " حيطان اللوكيشن " أي تكوين الأوت لاين لتلك الشاشات وأصبح الدور الأكبر يكون لمصممي الجرافيك .
ولكن هل سيكون هناك تطوير للشاشات فيما بعد ، هل من الممكن أن نصل لمرحلة وجود عرض مسرحي في فراغ ووجود وسيط بصري نستعين به كمتفرجين لنري تكوين مسرحي خرافي من خلاله كما يحدث مثلاً في السينما من خلال نظارات ال 3D ماكس ، الحقيقة أن هذا ليس ببعيد فمع التطور السريع الذي نعيش فيه نتوقع حدوث أي شيء ، ولكن هل هكذا نكون قد حكمنا علي مهندسي الديكور بالوئد ؟