تخوض الفنانة جومانا مراد الموسم الرمضاني الجاري 2024 في مسلسل "عتبات البهجة"، رفقة النجم الكبير يحيى الفخراني، وخلال الحلقات الأولى من العمل تألقت بشكل كبير، إذ ظهرت في شخصية فتاة شعبية تدعى "نعنانة"، بعد تقديمها شخصية "دميانة" خلال مسلسل "عملة نادرة" العام الماضي، ورغم الاختلاف الشديد للشخصيتين إلا أنها تمكنت بأسلوب بسيط وسهل من إقناع الجمهور بهما، وحازت على إشادة واسعة من الجمهور والنقاد، خاصة في المشاهد التي جمعتها بالفخراني.
في حوار لـ "عين اليوم السابع" تحدثت جومانا مراد عن شخصيتها التي تجسدها في العمل ومدى اختلافها عن أدوار سبق أن لعبتها، وأيضا عن وقوفها أمام يحيى الفخراني في العمل، وكيف تشاهد نفسها على الشاشة، وموازنتها بين حياتها العائلية وأعمالها الفنية.
قدمت أدوارا وشخصيات شعبية في أعمال سابقة ما الاختلاف الذي تقدمينه في "عتبات البهجة"؟
رغم أنني لعبت دور الفتاة الشعبية سابقًا، وأغلب أدواري في أعمال تصنف شعبية، إلا أن شخصية "نعنانة" في "عتبات البهجة" مغايرة تماما، فهي زوجة تعيش في منطقة شعبية، لديها "كُشك"، وهي الأخت الكبيرة لهنادي مهنا، وخلال الأحداث سنرى ما ستمر به العائلة الصغيرة من معاناة، وضيق في المعيشة بسبب ضغوط الحياة، وهي تشبه الكثيرين من الناس في الشارع، وقدمت بالفعل العام الماضي شخصية شعبية، لذلك حاولت هذا العام قدر الإمكان التنوع.
خلال الحلقات الأولى من المسلسل سلط الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية كيف ترين ذلك؟
بالطبع مناقشة الدراما للقضايا الاجتماعية أمر جيد، لأن وظيفة الدراما إلقاء الضوء على مشكلات المجتمع، ولكن لكي يتم حل هذه القضايا نحتاج إلى عدد حلقات لا متناهي، وهذا يجعلنا نحاول إلقاء الضوء على هذه المشكلات، كما أننا نحاوّل بقدر الإمكان طرح وجهة نظرنا، أو العمل على توعية الناس ومساعدتهم.
هل كان لك إضافات على الشخصية حتى تتقنيها بهذا الشكل أم يقتصر الأمر على السيناريو؟
بالتأكيد أضيف للشخصيات التي أجسدها، لأنه يجب على الممثل أن يحوّل السيناريو المكتوب إلى شخصيات من لحم ودم، ولا أحصل على ورق السيناريو لأقوله كما هو، لذا بالتأكيد يجب أن يكون ليّ إضافات فيه.
وكيف تتابعين مشاهدك في العمل أثناء عرضها؟
أكون قلقة للغاية، ويعلّو وجهي تعبيرات غريبة "ريأكشنات"، بالإضافة إلى أنني أنتقد نفسي بشدة وأكون قاسية على نفسي جدًا ولا أري سوى عيوبي، أثناء المشاهدة.
وهل تضعك ردود الفعل الإيجابية على العمل في مسؤولية أكبر تجاه الجمهور؟
في الحقيقة كل عمل أدخله يجب أن أترك بصمة وعلامة به، وهذا فضل من ربنا، ولكن أنا أحترم نفسي وجمهوري وأحترم فني لذا أحاول أن أكون طوال الوقت في أحسن حال، وتسعدني ردود أفعال الناس، ولكن أنا لا يوجد شيء يرضيني، لأنه إن وصلت لمرحلة الرضا فهذا يعني بالنسبة لي فشل، لازم أقول سأقدم جديد، سأفعل شيء مختلف، وسيكون أفضل المرة المقبلة وهكذا، فأنا لدي صراع وتحد بيني وبين نفسي.
إذن كيف تتعاملين مع النقد؟
النقد البناء بالتأكيد اهتم به، وفي الحقيقة أغلب النقد الذي يوجه لي هو نقد بناء، وحتى إن تعرضت للنقد بأمر ما، لم يحبه شخص ولكن بطريقة محترمة يشعرني بسعادة، لأن هذا يلفت نظري في بعض الأحيان لأشياء لم ألاحظها، أمّا النقد الهدّام وهو النقد لمجرد النقد، فهذا لا أعيره أي اهتمام.
السوشيال ميديا من الموضوعات التي ناقشها العمل.. كيف تتعاملين معها؟
أنا غير مهوسة بالسوشيال ميديا لكن لا أتركها تماما، فأنا من محبي وسيلة التواصل "إنستجرام"، خاصًة أننا في مصر نركز عليها ونحبها أكثر، أكون متابعة في بعض الأحيان ولكن ليس بهوس، وأحب الرد على الجمهور بنفسي، كما أنها أداة هامة في حياة أي فنان، فهي تسلط الضوء على أعماله.
"عتبات البهجة" من المسلسلات التي تنتمى لنوعية أعمال الـ15 حلقة.. كيف ترين تلك التجربة؟
فكرة الـ 15 حلقة مريحة، وأنا كممثلة أفضلها، لأنني أحب وأميل للسينما أكثر، وعندما أعيد إنتاج مسلسلات الـ 15 حلقة شعرت بأنها ممتعة.
خلال الحلقات الأولى جمعتكِ العديد بالمشاهد بالنجم يحيى الفخراني.. كيف رأيت التعاون معه؟
على الصعيد الشخصي والفني أنا أحبه بشكل كبير، بالإضافة إلى أن العمل معه متعة، فهو مدرسة المصداقية في الأداء والتعبير، بجانب أن تمثيله سهل، عفوي، وصادق، ولا يمكن الاختلاف على أنه أستاذ كبير، وكنت محظوظة بالعمل معه، واستمتعت كثيرًا بالعمل والتصوير معه، لأنه قامة كبيرة.
وبما تصفِ العمل مع المخرج مجدي أبو عميرة؟
منذ عدة سنوات، كان من المفترض أن يكون أول عمل لي في مصر مع المخرج الكبير مجدي أبو عميرة من خلال مسلسل "الحب موتًا"، لكن حدثت بعض التغييرات وتغير مخرج العمل وأخرجه الرائع مجدي أحمد علي، وحدث اللقاء بعد سنوات طويلة، واجتمعت معه في عمل بعد مرور كل هذا الوقت، وبالتأكيد سعيدة بهذا التعاون، لأنه شخص مريح في "اللوكيشن" وهادئ، وعلى دراية تامة بما يريده، وانا يهمني أن كل مخرج أعمل معه أكون مختلفة، وهذا بالفعل ما وجدتّه مع المخرج مجدي أبو عميرة "انا معاه مختلفة عن أي عمل سابق".
المنصات الرقمية كان لها دورا كبيرا هذا العام في إتاحة كافة الأعمال الدرامية للجمهور.. كيف ترين ذلك؟
المنصات فكرة جميلة، وتشعر المشاهد بالراحة سواء بسبب عدم وجود إعلانات أو فكرة مشاهدة الحلقات بشكل متواصل دون انقطاع لأي سبب، إلا أنه في الوقت ذاته لا يمكن مقارنة التلفزيون بالمنصة، لأننا تعوّدنا على الإعلانات في رمضان خاصًة أثناء الإفطار، حتى أنه أصبح طقس من طقوس رمضان.
وكيف ترين المنافسة خصوصا وأن الشركة "المتحدة" لديها توليفة متنوعة من المسلسلات هذا العام؟
سعيدة جدًا بهذا التنوع والاختلاف الموجود في دراما رمضان 2024، فعندما كنت أتابع "الأفيشات" الموجودة في الشارع أو الإعلانات، أشعر بتوليفة دسمة ومختلفة ومتنوعة، وهذا التنوع مفيد، هذا العام لدينا مسلسلات تاريخية، كوميدية ودراما وتراجيدي، لذا فأنا سعيدة جدًا، وهذه المسلسلات التي تطرحها المتحدة تُقدّم بجودة عالية قادرة على المنافسة العالمية.
وكيف ترين مشاركة الشباب في مسلسل "عتبات البهجة"؟
سعيدة جدًا بهؤلاء الشباب، وأحبهم على المستوي الشخصي، إن تحدثّت عن الوجه الجديد مصطفى عنبة فهو من ألذ الشخصيات الموجودة في المسلسل والحياة، وأشعر بانبساط عندما أجد جيل شباب لديهم الموهبة في أكثر من شيء، أمّا بالنسبة لخالد شباط، أتمني أن تكون هذه التجربة إضافة كبيرة بالنسبة له أمام الدكتور يحيى الفخراني، وهو شخص موهوب وجميل وملتزم.
شاركت خلال الفترة الماضية في أكثر من عمل ما بين سينما ودراما.. كيف توازنين ما بين عملك وأسرتك؟
مهنة التمثيل صعبة بالفعل، ويكون هناك وقت يحدث فيه ضغط كبير لدرجة أننا لا نرى أهالينا في هذا التوقيت ولا أسرتنا، ونقصر في بعض الأمور، وأحاوّل طوّال الوقت ألا أقصر في شيء، ولكن في بعض الأحيان يكون هناك تقصير غير متعمد، لأن في وقت معين نكون محكومين ببعض الأشياء، فتشعرين إنك غير قادرة، ومن الممكن أن اتحمل أي شيء إلا فيما يتعلق بأولادي، لأني أم حنينة، وأشعر طول الوقت بأن أولادنا مسؤوليتنا، وأحاول بقدر الإمكان أن أكون على تواصل معهم، وإجازتي أقضيها مع أولاي.
هل لدى أولادك أي ميول فنية؟
أولادي موهوبين بالفطرة في الرسم والغناء، ويحبون العزف، بجانب الكثير من النشاطات الأخرى، وانا أم حازمة، على الرغم من أنني «أدلعهم»، لأن تربية الأولاد لابد أن تكون الأم حازمة عكس تربية البنات.
في ظل تميز العديد من الأعمال خارج الموسم الرمضاني لكن يبقى لموسم رمضان له بريقه.. كيف ترين ذلك؟
يوجد الكثير من المسلسلات "الأوف سيزون" التي يٌشاهدها الجمهور بكثرة ويهتم بها بشكل كبير جدًا، وتنجح أيضًا حتى أنها "بتكسر الدنيا"، ولكننا تعوّدنا على رمضان، فله طعم آخر مختلف.
هل ترين أن الجمهور صعب إرضائه؟
أؤمن أنه من الصعب إرضاء الناس عمومًا في الكثير من الأشياء، ولكن القصة هنا ليست في صعوبة إرضاء الجمهور، لأن الجمهور ذكي جدًا، والممثل في النهاية يجب عليه أن يكون مجتهد ومخلص ويقدم أحسن ما لديه، وصادق في كل ما يفعله لأن هذا يصل للناس، فإن وصل للجمهور صدق هذا بالتأكيد يكونون راضيين، لأن الصدق في الإحساس هو أهم شيء.
وما الشخصية التي تتمنين أن تجسيدها على الشاشة؟
أتمنى تقديم شخصية شجرة الدر في عمل تاريخي، أما لو في العموم أحب تقديم أي دور مختلف، وأحب أن أجسد الشخصيات التي لا تشبهني.
وماذا عن طقوسك في شهر رمضان؟
أطلب منهم هذا العام ألا يبادر أي شخص بعزومتي سواء كان إفطار أو سحور، لأنني لا أحب الإفطار خارج المنزل، أحب التواجد وسط العائلة وأحب اللمة، وأحب بقدر الإمكان أن أٌكثف في شهر رمضان العبادة لأنه شهر عبادة، كما أحب إعطاء الكثير من الوقت لبيتي وعائلتي.