مسلسلات عديدة تجتمع معا في هذا الموسم الدرامي الرمضاني، الذي ينبئ حتى الآن بعد مشاهدة عدد لا بأس به من الحلقات الأولى أنه سيكون موسما ثريا وسيشهد منافسة قوية بين عدد كبير من هذه المسلسلات.
وفي هذا المقال الافتتاحي عن الموسم الدرامي أردت رصد عدد من الملاحظات الأولية قبل الحديث في المقالات المقبلة عن رؤيتي للمسلسلات التي سيكون قد عرض منها أكثر من 7 حلقات تتيح الحكم عليها بشكل أكثر موضوعية.
* الملاحظة الأولى هي أن هذا الموسم يجمع أغلب نجوم الصف الأول، وهو ما يرفع من حدة المنافسة وسقف التوقعات بمشاهدة موسم قوي، فهناك عودة للكبير يحيى الفخراني، بجانب النجوم كريم عبد العزيز وأحمد السقا وياسر جلال وأمير كرارة ونيللي كريم ومصطفى شعبان وآسر ياسين وغادة عبد الرازق وغيرهم، بل ربما الأسهل أن نذكر الغائبين عنه، وهم منى زكي ومحمد رمضان ويسرا وأحمد عز وياسمين عبد العزيز ومنة شلبي وعمرو سعد، بجانب الغائبين منذ أكثر من عام كعمرو يوسف ويوسف الشريف، وبالطبع الغائب الأكبر منذ عدة سنوات الزعيم عادل إمام.
* الملاحظة الثانية هي عودة الدراما التاريخية ممثلة في مسلسل "الحشاشين" وهي عودة قوية بالنظر إلى ضخامة الإنتاج، ووجود اسمين مهمين صاحبي خبرة كبيرة في الكتابة والإخراج وهما السيناريست عبد الرحيم كمال والمخرج بيتر ميمي. والحقيقة أن غياب الدراما التاريخية والدينية عن الموسم الرمضاني في مصر على مدار سنوات تسبب في فراغ كبير، فهي الدراما التي اعتدنا على وجودها منذ بدء البث التليفزيوني في مصر تقريبا ورأينا من خلالها عشرات الأعمال المهمة، ونتمنى أن يكون "الحشاشين" على قدر التوقعات والمسئولية.
* الملاحظة الثالثة هي عودة الدراما المقتبسة من عالم "ألف ليلة وليلة" إلى الدراما المصرية الرمضانية، وكلنا يعرف كيف ارتبط شهر رمضان بحكايات "ألف ليلة وليلة" عبر أجيال وأجيال ومن قبل حتى بدء البث التليفزيوني عن طريق الإذاعة المصرية التي أنتجت مئات الحلقات من الليالي الألف التي كتبها الشاعر الكبير طاهر أبو فاشا وارتبطت في أذهاننا بصوت القديرة زوزو نبيل، قبل أن ترتبط بها أجيال جديدة بتحويلها إلى حلقات تليفزيونية على يد المخرج فهمي عبد الحميد، ناهيك عن العديد من المعالجات الأخرى التي دائما ما ارتبط بها المشاهد المصري. والعودة هذه المرة عن طريق مسلسل "جودر" للمؤلف أنور عبد المغيث والمخرج إسلام خيري وبطولة ياسر جلال، وهي عودة قوية ربما تكون الأكبر من حيث ضخامة الإنتاج والإمكانيات في تاريخ معالجات "ألف ليلة وليلة".
* الملاحظة الرابعة، هي كثرة المسلسلات التي يمكن أن نُطلق عليها "الشعبية" وهو بالطبع ليس تصنيفا دراميا وإنما تصنيف على أساس الموضوع، يجمع بينها أنها تضم خليطا من الدراما الاجتماعية ودراما التشويق والجريمة وقليل من الرومانسية ومنها «حق عرب» تأليف محمود حمدان وإخراج إسماعيل فاروق. وبطولة أحمد العوضي ووفاء عامر ورياض الخولي ووليد فواز. وهناك «المعلم» بطولة مصطفى شعبان وسهر الصايغ ومنذر رياحنة. من تأليف محمد الشواف وعمرو الدرديرى وإخراج مرقس عادل. ويمكن أن نضم إليهم «بيت الرفاعي» بطولة أمير كرارة، أحمد رزق، سيد رجب. وهو معالجة درامية لبيتر ميمي وإخراج أحمد نادر جلال.
* الملاحظة الخامسة هي استمرار ظاهرة مسلسلات الـ15 حلقة وبكثافة أكثر من الأعوام السابقة، وهي ظاهرة ناجحة وصحية جدا على كل المستويات، أهمها على مستوى الدراما نفسها، فكم أصابنا الملل -ومازلنا- من مسلسلات يتم مطها قصرا لتكمل الحلقات الثلاثين على الرغم من أن موضوعاتها لا تحتمل. غير السبب الأوضح وهو أنها فرصة لتواجد عدد أكبر من الصناع من المنتجين والمؤلفين والمخرجين والممثلين والفنيين. ومن هذه الأعمال التي يتم عرضها في نصف الشهر الأول: "عتبات البهجة"، "بابا جه"، "كامل العدد +1"، "سر إلهي"، و"مسار إجباري"، وفي النصف الثاني سيتواجد "جودر"، "بقينا اتنين"، "بدون سابق إنذار"، "فراولة"، و"مليحة".
* الملاحظة السادسة هي عودة الكبار وهم مجدي أبو عميرة الذي يقوم بإخراج مسلسل "عتبات البهجة"، وكان آخر ما قدمه مسلسل "قوت القلوب" قبل أربع سنوات وعمرو عرفة الذي يعود بمسلسل "مليحة" وكان آخر ما قدمه "أحلام سعيدة قبل عامين، وكان المخرج الكبير جمال عبد الحميد قد تعاقد أيضا على مسلسل "بدون مقابل" ولكن تأجل إنتاجه.
* الملاحظة السابعة هي تعدد المسلسلات التي تقوم على البطولات الجماعية والثنائية وهي أيضا ظاهرة صحية غابت لسنوات، حيث تستمر دينا الشربيني وشريف سلامة في "كامل العدد +1"، بينما يجتمع شريف منير ورانيا يوسف في "وبقينا اتنين"، ويجمع "مليحة" بين ميرفت أمين ودياب.
* الملاحظة الثامنة هي وجود أكثر من مسلسل يقدم معالجات جديدة لأعمال تم تقديمها سابقا وعلى رأسها "إمبراطورية ميم" المأخوذ عن رواية إحسان عبد القدوس بنفس الاسم والسيناريو والحوار لمحمد سليمان عبدالملك وإخراج محمد سلامة، والبطولة لخالد النبوي وحلا شيحة ومحمد محمود عبدالعزيز، وبالطبع كلنا يتذكر فيلم "إمبراطورية ميم" من إخراج حسين كمال الذي سبق وقدمته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة قبل أكثر من 50 عاما. وهناك أيضا مسلسل "كامل العدد +1" الموسم الثاني، المستوحى من فيلم "عالم عيال عيال" والذي تم عرضه عام 1976 من بطولة رشدي أباظة وسميرة أحمد من إخراج محمد عبد العزيز، وهو مستوحى بدوره من الفيلم الأمريكي "أولادك وأولادي وأولادنا".
* الملاحظة التاسعة هي وجود عمل مهم يتصدر بطولته نجوم شباب في جرأة كبيرة تحسب لمنتجي المسلسل وللنجوم الذين يعملون مع هؤلاء الأبطال وارتضوا أن ترد أسماؤهم تالية لهم، مثل "مسار إجباري" بطولة أحمد داش وعصام عمر، ومعهما صابرين وبسمة ومحمود البزاوي.
* الملاحظة العاشرة وهي استمرار ظاهرة الكتابة الجماعية أو ورش الكتابة وتظهر في الكثير من الأعمال مثل "المعلم" تأليف محمد الشواف وعمرو الدرديري، "كامل العدد +1" تأليف رنا أبو الرش ويسر طاهر، "بابا جه" تأليف وائل حمدي ومحمد إسماعيل، "خالد نور وولده نور خالد" تأليف أحمد عبد الوهاب وكريم سامي، "مسار إجباري" معالجة درامية لباهر دويدار والسيناريو والحوار لأمين جمال ومحمد محرز ومينا بباوي.