في كل مرة يقف فيها المخرج مجدي أبو عميرة خلف الكاميرا، يقدم لنا شيئا جديدا، لكنه لا يحيد عن منهجه الأساسي المرابط على كونه رقيبا على نفسه وعلى الأعمال التي يقدمها، وملتزما باحترام دخوله البيوت المصرية والعربية لأن مسلسلاته يشاهدها جمهور الأسرة، الأمر الذي يواصله في مسلسل "عتبات البهجة" أحد أبرز مسلسلات الـ15 حلقة في دراما رمضان الجاري.
وصف مجدي أبو عميرة المسلسل الذي يجمعه للمرة الثالثة بالنجم يحيى الفخراني بـ "دانتيلا من واقع الحياة"، حسبما قال في حواره لـ "اليوم السابع" مشيرا إلى أنه يتعرض لمسألة اختلاف الأجيال وكل كل جيل يري نفسه أفضل من الأخر، كما أطلق على الفخراني وصف "فاكهة رمضان وأحد طقوسه"، وتطرق كذلك للحديث عن فكرة العمل الذي يركز على مخاطر استخدام الشخص السيء للتكنولوجيا، ومؤكدة أنها استفاد منه في حياته بشكل شخصي، إذ كانت هناك أمورا لا يفهمها في هذا العالم، والكثير من التفاصيل في هذا الحوار:
بعد غياب سنوات عن الدراما التلفزيونية، لماذا كانت العودة من خلال "عتبات البهجة"؟
العمل يضم كل العناصر التي تشجع على العودة، فهي رواية للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، وكتب لها السيناريو والحوار دكتور مدحت العدل الذي تقابلنا سويًا في "محمود المصري"، للرائع الراحل محمود عبد العزيز، وأيضًا في "أحلام عادية" إذ كتب تتر البداية والنهاية، كما أن المسلسل مع الدكتور يحيى الفخراني الذي تعاملت معه سابقًا في "حمادة عزو"، "وجحا المصري".
وكيف تصف المسلسل وسط كل هذه المنافسة الرمضانية القوية، التي تتنوع موضوعاتها؟
هو مسلسل لطيف، لا يوجد به مشاهد قتل أو ضرب أو خناقات، ولكنه بمثابة دانتيلا من واقع الحياة اليومية لـ"بهجت الأنصاري"، الذي يجسد دوره الدكتور يحيي الفخراني، وأحفاده والجو المحيط به، ويشارك به العديد من النجوم، فضلا عن مشاركة بعض الوجوه الجديدة، التي أؤمن بأنها ستشق طريقها في المستقبل نحو التألق بأدوار كبيرة.
يسلط المسلسل الضوء على كل ما يخص الشباب.. كيف رأيت ذلك؟
نحن نقدم عمل للفنان الكبير يحيي الفخراني، والذي أعتبره فاكهة رمضان وكما قال عنه أحد النقاد الفنيين إنه بمثابة طقس من طقوس رمضان، خاصة بعد عودته مجددا إلى الدراما بعد غيابه الموسمين الماضيين، والناس تفتقده وتشتاق له، ولكن الدكتور مدحت العدل ركز على جانب الشباب ومشاكلهم خلال أحداث العمل، إذ ناقش مشاكل الإنترنت.
وهل تعتبر ذلك بمثابة جذب لجمهور الشباب أكثر إلى العمل؟
بالطبع فمناقشة القضايا الشبابية، من المفترض أن تجذب الشباب أكثر لمشاهدة العمل، خاصة مع مواكبة يحيى الفخراني للأحداث، وظهوره في شخصية "بلوجر"، وتسليط الضوء على التكنولوجيا ومخاطرها، وهي أمور توعوية أكثر للشباب، وعن نفسي فوجئت ببعض الأمور وعلمتها من خلال المسلسل.
لماذا فوجئت بعدد من القضايا الاجتماعية التي يناقشها مسلسل "عتبات البهجة"؟
لأنني بعيدا عن الإنترنت، ولكننا في العمل نركز على مخاطر استخدام الشخص السيء للتكنولوجيا، وفكرة التعامل الخطر مع الإنترنت، وأشياء بالفعل عرفتها من خلال العمل.
المسلسل يناقش أيضا صراع الأجيال بين الجد وأحفاده.. كيف رأيت ذلك؟
بالطبع، هناك صراع بين الأجيال، وهو أن كل جيل يرى نفسه أفضل من الأخر، وتوجد ندية في التعامل تصل لحد التطاول، والجد "بهجت" يدخل في عمق تفكير وعالم الشباب، بيقترب منهم، والأغرب أنه سيتعلم منهم، وسيجد لغة تواصل معهم.
وكيف تتابع ردود أفعال الجمهور على العمل خلال عرضه؟ وهل تكون شغوفا بها؟
أنا لا أكون شغوفا ولكن قلقا للغاية، منذ اللحظات الأولى لإخراج العمل حتى وقت عرضه، وانتظر ردود أفعال الجمهور والنقاد، وحاليًا ظهرت آراء صفحات التواصل الاجتماعي، وأنا عملت روائع الدراما قبل ظهورها، ولكني أعتقد أنه أصبح لها دورا كبيرا في نجاح عدد من الأعمال الفنية رغم ضعفها في بعض الأحيان خلال السنوات الأخيرة.
عتبات البهجة يعد تجربتك الأولى في عالم دراما الـ 15 حلقة.. هل تخوفت من التجربة؟
الحقيقة أن الفنان يحيي الفخراني كان يعارضني في البداية، لأنه كان يريد أن يكون المسلسل 30 حلقة، باعتبار أني مصوّر كافة مسلسلاتي 30 حلقة، وهذا ما حدث على مدار 19 سنة في رمضان، لكني سعدت للغاية بفكرة الـ15 حلقة، ودكتور مدحت العدل كان على نفس رأيي، ولكني أحببت الـ 15 حلقة كي يكون إيقاع المسلسل سريعا، وهذا يساعد أيضًا على الانتهاء من التصوير مبكرا، لأن الـ 30 تأخذ وقتا طويلا في التصوير، وفي رأيي إذا استمر نهج الـ 15 حلقة ستكون فكرة بديعة، وفي الوقت ذاته سيكون لدى المشاهد فرصة للتنوع في المشاهدة.
وكيف ترى عرض المسلسلات عبر المنصات الرقمية؟
فكرتها عظيمة جدًا، فأنا ابنتي تتابع الدراما التليفزيونية عبر المنصات، لأنها اعتادت على مشاهدة المسلسل دون فواصل إعلانية، على الرغم من أن هناك منتج منذ 20 عاما طلب من تصوير مسلسل وعرضه عبر "يوتيوب" إلا أنني رفضت الفكرة، واعتبرتها تقليلا من شأن العمل، حتى تطوّر إلى منصات.
وما نوعية الأعمال التي تحرص على متابعتها في موسم دراما رمضان؟
أتابع العمل الجيد، وعلى الرغم من زحمة رمضان إلا أن العمل المميز يفرض نفسه، وأنا أحب نوعية المسلسلات التي تحمل قضايا.
وهل ترى أنه من الضروري على المخرج أن يكون رقيبا على أعماله؟
بالطبع في رأيي الشخصي، المخرج لا بد أن يكون رقيبًا على ما يُقدّمه، ولا ينتظر رأي جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، ويعمل على فلترة ما يُقدّم، لأن التلفزيون يختلف كثيرا عن السينما، فالأخيرة يذهب إليها الجمهور بمحض إرادته، عكس الدراما التلفزيونية التي تقتحم عليك المنزل، فلا يجب أن يكون في المسلسلات لفظ خادش أو خارج، لأنه يتابعها الأسرة المكونة من أم وأب وأولاد، وانا أدقق جدًا في هذه الأمور.
لديك طقوس معينة أول يوم تصوير لأي عمل درامي.. حدثنا عن ذلك؟
بالفعل، فأنا ارتدي أول يوم تصوير بلوفر أحمر، منذ 20 عاما، واتفاءل به جدا، وجرت العادة على هذا الأمر، الذي فعلته أيضا في بداية تصوير "عتبات البهجة".
- وماذا عن طقوسك في شهر رمضان المبارك؟
طقوسي مثل أي شخص، حتى أثناء تصوير مسلسلات رمضان، فالصيام والصلاة أمر مقدس خاصًة أنني حرمت من طقوس رمضان 23 عاما، عندما لا يكون لدي عملا، وهذا حدث في عامين استمتعت جدًا برمضان، خاصة أثناء جلوسي رفقة أولادي في المنزل، فهم نقاد فن رائعين، وأشعر بسعادة كبيرة بعد الانتهاء من متابعة الحلقة ويصفقون لي.