خلال موسم دراما رمضان يشيد الجميع بالنجوم والممثلين المتميزين، ولكن لا يفكر الكثير من المشيدين والمعجبين بالنجوم في المخرجين الذين وجهوا وأداروا الممثل وأخرجوا أفضل ما لديه، فالمخرج هو صانع العمل الأول وصاحب الرؤية وكما هو معروف " رب العمل " ونجاح العمل يتوقف علي مدي حرفيته ورؤيته ووجهة نظره، ولذلك وجب علينا إعطاء كل زي حق حقه وقد اخترت 4 مخرجين أراهم مميزين من ضمن قائمة الأعمال التي أشاهدها .
المخرج بيتر ميمي أصبح من نجوم الإخراج في الجيل الحالي، وكل عام ننتظر ما سيقدمه فبعد نجاحه في السلسلة الدرامية " الاختيار " ومن قبله " كلابش " يقدم لنا هذا العام مسلسل " الحشاشين " بإخراج عالمي سواء علي مستوي الصورة أو الرؤية كمخرج يحمل وجهة نظر، ومسلسل الحشاشين من أصعب المسلسلات تنفيذا لكثرة تفاصيله لكن بيتر نجح في تقديم عمل متكامل في كل عناصره واختار فريق عمل في التصوير والديكور والمونتاج وغيرها من عناصر العمل بينهما جميعا انسجام ظهر في الصورة المبهرة التي تضاهي الأفلام الملحمية العالمية ، وقدم لنا الأكشن في الكثير من المشاهد باحترافية، ومن أهم مميزات المخرج بيتر ميمي أيضا أنه يجيد اختيار وإدارة ممثليه ليخرج أفضل ما لديهم علي الشاشة، ويستخدم أحدث التقنيات في التصوير العالمي فهو مخرج تكنيك شاطر جدا، ولأنه موهوب في التأليف وكتابة السيناريو سنجده يعي جيدا الرسالة التي يريدها مؤلف أي عمل له لتقديمها للجمهور دون مبالغة.
بيتر ميمي في مسلسل " الحشاشين " يقدم لنا مسلسلا عالميا لا يقل عن أي عمل هوليودي، ورؤيته مع مؤلف العمل جعلت المشاهدين يتعاطون العمل بصدق، لأنه كمخرج أضفى صبغة إنسانية وروحية على الفكرة، حتى جعلنا نعيش اللحظة ونتفاعل مع الأحداث ولا نشعر بالغربة أو الملل من النص التاريخي.
من المخرجين أيضا المميزون في صناعة صورة مبهرة وحركة وحيوية في الكادر المخرج محمد سلامة في مسلسل " امبراطورية ميم " فالمسلسل اغلب مشاهده تدور داخل منزل مختار أبو المجد مع بعض المشاهد الخارجية في الجامعة او المدرسة أو الشارع ، لكن مع كل حلقة سنجد المنزل هو اللوكيشن الأساسي في العمل وهذا تحدي في مسلسل لمدة 30 حلقة لكنه نجح في هذا التحدي بالتنوع في الكادرات والزوايا فلا نشعر بأي ملل او تكرار لكادر، وفي كل المشاهد صنع حيوية وصمم حركة للممثلين وحركة للكاميرا تبعد الملل وتحدث التنوع في الصورة ، وهنا يجب أن نشيد أيضا بمدير التصوير محمد مختار ومهندس الديكور يحي علام.
محمد سلامة أيضا مخرج يجيد انتقاء الممثلين وتوظيفهم باحترافية خاصة أنه هنا لديه أسرة بها ممثلين من الأطفال وأطفال أخري في المدرسة يتعاملون معهم ، وإدارة الممثل الطفل صعبة جدا ولكنه نجح فيها وأخرج لنا جيلا من الفنانين الموهوبين علي الساحة .
المخرج سامح عبد العزيز في مسلسل " صدفة " للنجمة ريهام حجاج يجب الإشادة به كمخرج يصنع لنا مسلسل اجتماعي يحمل الخط الكوميدي النابع من كوميديا الموقف، وقد وظف كل أدواته كمخرج في إضحاك المشاهدين، وإبكائهم وكسب تعاطفهم وإدهاشهم أيضا في الكثير من المشاهد، وسامح مخرج يجيد التركيز على التفاصيل الدقيقة لإضفاء المصداقية على العمل، ومؤكد أن الإيقاع السريع في المسلسل الذي صنعه في كل حلقة من عناصر نجاح المسلسل، وأضيف إليه أيضًا اختياراته للممثلين فكل ممثل موظف في دوره بشكل بارع، والبعض نراه بوجه مختلف عما رأيناه عليه من قبل مثل الفنان هشام منصور في شخصية زوج أخت صدفة، والفنان رشدي الشامي في شخصية رجل الأعمال الفاسد ، والفنان عصام السقا أيضًا هنا نراه في منطقة مختلفة ودور جديدة عن نوعية الأدوار التي كان يقدمها من قبل ، فسامح عبد العزيز أهم ما يميزه عن الكثير من أبناء مهنة الإخراج في مصر أن لديه إمكانيات خاصة في إعادة اكتشاف النجوم لأنفسهم مرة أخرى، والكثير منهم أوشكوا على الأفول والاختفاء عن الأضواء، وبعد التعاون معه اكتشفوا أن بداخلهم طاقات فنية هائلة، لم يستطع باقي المخرجين إظهارها رغم مسيرتهم الطويلة.
المخرج رؤوف عبد العزيز من المخرجين المتميزين أيضا في مسلسل " سر إلهي " مع النجمة روجينا، ولأنه في الأساس مدير تصوير فهو قادر علي صناعة صورة مبهرة ومعبرة وحقيقية ، ونجح بالفعل في سر إلهي ذلك العمل المفعم بالواقعية أن يقدم لنا واقع أسرة نعيش في طبقة من طبقات مجتمعنا، واستحق بجدارة أن يكون مخرج الواقعية في دراما رمضان.
في مسلسل " سر الهي " واضح جدا اهتمام المخرج رؤوف عبد العزيز بالمضمون مع الإخلاص في تقديم صورة بصرية معبرة وصادقة، فهو يذكرني في هذا العمل بروائع المخرج الراحل عاطف الطيب الذي كان يهتم بصناعة كادر واقعي معبر عن الأفكار التي كتبها السيناريست الذي يتعامل معه ، وأهم مميزات رؤوف عبد العزيز أيضا من وجهة نظري هي تغييره لجلد الكثير من الممثلين بتقديمهم في شكل مختلف بعيدا عن التقليدية والمعتاد ومنهم روجينا فقد قدم معها أكثر من عمل كانت فيهم مختلفة ومبهرة ، والشق الأهم أنه من المخرجين الذين ليس لديهم عقدة العمل مع الكبار فقط، أو يتمسكون بانتقاء ممثلين من الصفوف الأولى لضمان نجاح العمل السينمائي أو الدرامي، بل يتمسك في غالب أعماله الفنية بتقديم وجوه جديدة للجمهور.