حالة من الجدل الممتد ودعوات للرد علي مسلسل الحشاشين تسيطر علي الشارع الفني فى إيران ومنصات التواصل الاجتماعي وبين النشطاء منذ عرض حلقاته الأولي مترجماً باللغة الفارسية عبر موقع أبارات البديل لموقع يوتيوب فى البلاد، وهو اتجاه نادر فى البلد الذي كان يميل سابقاً للاكتفاء بالإنتاج الدرامى الإيرانى، مع ترجمة بعض الأعمال الأوروبية أو التركية بشكل محدود.
الشغف الإيرانى بمسلسل الحشاشين وحالة الترقب لتسلسل الأحداث يأتي لتطرق المسلسل إلى أحداث تخص التاريخ الإيرانى والمذهب الشيعي، وتسليط الضوء علي مدن تاريخية إيرانية مثل أصفهان وقم والري، وهي الأماكن التي عاش بها بطل العمل الملحمي حسن الصباح، ذلك بجانب الاختلافات المذهبية التي عززت بما لا يدع مجالا للشك من الاهتمام بالمسلسل فى دوائر إيران الرسمية وشبه الرسمية ، وفى أوسط النقاد والساسة، بل وعلي مستوي رجل الشارع البسيط وكافة المتعاملين مع منصات التواصل الاجتماعي البديلة .
وسادت حالة من الاجماع علي الإشادة باحترافية مسلسل الحشاشين علي صعيد الإنتاج والتصوير والإخراج، إلا أن كثيراً من النقاد والمؤرخين الإيرانيين جادلوا بانتقاد بعض الأحداث التاريخية فى المسلسل، وسط حديث صخب عن الفرقة الإسماعيلية النزارية ومقارنات ما بين التاريخ الإيراني وما ورد فى أحداث مسلسل الحشاشين من تفاصيل.
وذكر موقع عصر إيران ذكر فى تقرير له بعنوان إلى أي مدي يعد مسلسل الحشاشين واقعيا ؟ منتقداً الإشارة إلى استخدام الحشاشين للمواد المخدرة فى بعض احداث المسلسل من أجل السيطرة علي المحاربين وسلبهم الوعي وتحويلهم إلى عناصر تنفيذ لا تجادل أو تتردد عن تنفيذ مهام القتل.
وبنبرة أكثر حدة ، اعتبر موقع نوانديش الإيراني أن المسلسل أحدث حالة من الغصب فى الأوساط الإيراني مؤكداً أنه يتمتع بحالة اهتمام بالغة فى الأوساط الإيراني برغم التباين التاريخي لتسلسل الأحداث الخاصة بحياة حسن الصباح .
فى المقابل، وبرغم الملاحظات التاريخية التي سلطت الضوء عليها المنصات الاخبارية، إلا أن المواطن الإيرانى اختار أن يوجه انتقاداته للقائمين علي الانتاج الدرامى والسينمائي فى إيران مطالبين بعمل مماثل من حيث ضخامة الانتاج وجودته لإبراز وجهة النظر الإيرانية فى تلك الأحداث، مؤكدين فى الوقت نفسه عبر منصات التواصل الاجتامعي أن مسلسل الحشاشين يعد قيمة فنية عالية الجودة، ويستحق المتابعة بشكل مكثف.
كما حذر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية في إيران الدولة من ترك هذه الساحة خالية لسرد التاريخ الإيراني علي لسان ويد غير الإيرانيين.
وقال أحد المستخدمين في تعليق له على يوتيوب : عندما لا يتقبل نظامنا رواياتنا ولا يقوم بتجسيدها فنياً ، يصبح من المتوقع أن يقوم الأخرون بتغيير التاريخ لصالحهم. كم هي كثيرة قصصنا التي يمكن أن تتحول الأفلام ومسلسلات.
بدوره ، قال اليوتيوبر الإيراني محمد حسين رحيم : المسلسل كان به بعض السرد غير الواقعي من وجهة نظر الطائفة الإسماعيلية، ومن بينها، حسب قوله، زراعة الحشاشين للنبات المخدر الذي يحمل الاسم نفسه مضيفاً أن هذه الآراء منقولة عن المستكشف الإيطالي ماركو بولو. وأضاف رحيم أن كلمة الحشاشين كانت تُطلق على الأفراد الذين يبيعون الأدوية وليس المواد المخدرة.
كما علق مستخدم أخر يحمل اسم علي رضا على المسلسل من وجهة النظر ذاتها قائلاً بعض المخالفين للإسماعيليين يعتقدون أن حسن الصباح رئيس الفرقة الإسماعيلية كان يعطي مخدر الحشيش المريديه؛ حتى يجعلهم مطيعين وفدائيين.
وعليه، نرى اتفاقاً بين الروايات الإيرانية شبه الرسمية وبين بعض الأفراد العاديين فيما الأحداث التاريخية التي عرضها المسلسل.
ومع ذلك، فقد أبرز الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية على وجه التحديد في إيران إعجابهم بضخامة المسلسل واحترافيته العالية، داعين إلى ضرورة مشاهدته، وأكد أخرون على أن المسلسل لم يحمل أي وجهة نظر مخالفة من زاوية التاريخ في مخالفة لوجهات نظر مواقع عدة، ومشددين على أنه لم يحمل أحداثاً غير حقيقية.
وكان من بين هؤلاء مستخدم باسم رييس على دلاورى الذي قال في تعليقه لقد رأيتُ بالأمس 8 حلقات من المسلسل، وإنصافاً للحق، لم أر أية عداوة مع التاريخ، فقد كان التصوير واللوكيشن رائعين، والمسلسل بشكل عام يستحق المشاهدة".