ركزت وسائل الإعلام الاسرائيلية المكتوبة والمرئية على مسلسل "مليحة" الذي يذاع خلال شهر رمضان، والذي يركز على قصة فتاة فلسطينية تم تهجيرها وأسرتها من قطاع غزة عقب الانتفاضة الثانية عام 2000 وعاش لسنوات في مدينة بنغازي الليبية حتى قررت العودة للقطاع بعد العمليات الارهابية التي ضربت ليبيا في العام 2012، وتصدر وسم "مليحة" ترند موقع التدوينات المصغرة "إكس" في ظل تسليط الإعلام الاسرائيلي الضوء على المسلسل الذي يوثق الجرائم الاسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.
نشرت صحيفة يديعوت احرونوت تقريرا مطولا حول الأعمال الدرامية التي ستذاع على الشاشات المصرية في رمضان المبارك، وأبرزت مسلسل "مليحة" الذي يركز على القضية الفلسطينية وما تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من تنكيل وقتل على يد العصابات الصهيونية.
ونشرت الصحيفة تفاصيل حول العمل الدرامي الذي يتناول قصة الفتاة الفلسطينية "مليحة" التي تعاني من النزوح والتهجير منذ الانتفاضة الثانية، لافتة إلى وجود اهتمام في الشارع المصري بالمسلسل الذي يعرض في 15 حلقة.
في السياق نفسه، استعرضت قناة كان 11 العبرية تفاصيل المسلسلات التي تعرض في مصر خلال شهر رمضان ومنها مسلسل "مليحة"، حيث تناولت القناة الإسرائيلية في تقرير تليفزيوني مطول تفاصيل العمل الدرامي وحرص الجانب المصري على إنتاج مسلسلات تتناول القضية الفلسطينية وتدعم رواية الفلسطينيين.
تطرق روعى كايس محرر الشؤون العربية فى قناة كان العبرية للعادات والتقاليد الاجتماعية في مصر والعالم العربي خلال شهر رمضان، مشيرا إلى حرص المصريين على متابعة الأعمال الدرامية التي تعرض خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن هذا العام شهد تضامنا مصريا مع الفلسطينيين في قطاع غزة بإنتاج مسلسل يذاع في شهر رمضان مع استمرار الحرب الاسرائيلية على القطاع وهو مسلسل مليحة.
تحدث روعي كايس عن شهر رمضان وخصوصيته فى العائلات العربية والإسلامية من عادات اجتماعية واقتصادية تجمع العائلة على سفرة طعام رئيسية خلال شهر رمضان، موضحا ان مسلسل "مليحة" المكون من 15 حلقة ويتابعه الشارع المصري يتناول قصة فتاة فلسطينية تم طردها هى وعائلتها خلال الانتفاضة الثانية، وتحاول العودة لقطاع غزة بمساعدة ضابط مصري يعمل على الحدود مع ليبيا.
أوضحت القناة الإسرائيلية أن مصر تستحضر دراما السبعينيات التي تدعم القضية الفلسطينية من خلال اللجوء للقوى الناعمة، موضحا ان المسلسل المصري يبرز قصة الفتاة الفلسطينية مليحة التي هاجرت هي وأسرتها من غزة إلى ليبيا عقب الانتفاضة الثانية عام 2000 ومحاولاتها لاحقا العودة إلى غزة.
عرضت قناة كان العبرية ايضا جزءا من العمل، مشيرة لاهتمام وسائل الإعلام المصرية بالمسلسل الذي يدعم الفلسطينيين ويتبنى الرواية الفلسطينية تجاه التطورات الجارية في غزة.
وفي ختام التقرير، قال محرر الشؤون العربية في تليفزيون كان العبري إن إذاعة مصر مليحة يأتي في ظل ما تردد عن رفض الحكومة المصرية استقبال الفلسطينيين كوطن بديل لهم، ورفض الدولة المصرية لمليارات الدولارات كي تقبل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
شهد مسلسل مليحة أحداثا مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية بدءا من مؤتمر بازل في سويسرا بقيادة تيودور هرتزل عام 1897 لإقامة وطن قومي لليهود، مرورا بالهجرات اليهودية التي تمت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت إشراف الاحتلال البريطاني الذي قام بتسهيل هيمنة اليهود على الأرض، بالإضافة لنقل مشاهد الخراب والدمار والقتل خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، بالإضافة توثيق للعمليات الإرهابية التي ضربت ليبيا خلال العام 2012 ومنها حادثة تفجير القنصلية الأمريكية في 11 سبتمبر من العام نفسه.
عقب مؤتمر بازل في سويسرا بدأت الوكالات الصهيونية في تنفيذ المخطط الإسرائيلي بدفع يهود اليمن للهجرة إلى فلسطين بشكل منتظم وهو التحرك الخطير الذي قادته الصهيونية العالمية دون أن ينتبه أبناء الفلسطيني لما يحاك ضدهم، وحرصت الوكالات الصهيونية على إنفاق أموال ضخمة لتشجيع اليهود بالانتقال إلى فلسطين دون اطلاعهم على تفاصيل المخطط الصهيوني بسعي حاخامات الصهيونية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية.
أبرز مسلسل مليحة دور الصحفي اليهودي تيودور هرتزل وهو أحد مؤسسي الحركة الصهيونية وأول من دعا إلى إقامة وطن لليهود فى فلسطين قبل خمسة عقود من قيام دولة الاحتلال، ويرى اليهود فى هرتزل المولود فى بودابست فى إمبراطورية النمسا والمجر، الرجل الذى أنقذ الشعب اليهودى من التصفية، ففى 1896 نشر تيودور هرتزل فى فيينا كتابه الذى وضع فيه رؤيته للدولة اليهودية المقبلة "دولة اليهود.. محاولة لإيجاد حل حديث للمسألة اليهودية". وهذا الكتاب شكل الأساس الثقافى لإسرائيل المقبلة التى يفترض أن تكون ملجأ ووطنا ليهود أوروبا المضطهدين والتى لم تر النور سوى فى 1948.
كان لافتا في نهاية الحلقة الأولى من مسلسل "مليحة" إبراز القائمين على العمل فترة صعبة عاشتها ليبيا من انتشار الجماعات المتطرفة والتفجيرات التي طالت عدد من الأحياء داخل مدينة بنغازي شرقي البلاد، ولعل أبرزها تفجير مبنى القنصلية الأمريكية وقتل السفير الأمريكي في 11 سبتمبر 2012، وهي كانت بداية لإعلان الجماعات المتشددة هيمنتها على المنطقة الشرقية لليبيا.
وركزت الحلقة الثانية من مسلسل مليحة على فكرة النزوح والتهجير التي يعاني منها الفلسطينيين منذ سنوات، سواء بنزوح وهجرة أسرة مليحة إلى الخيم ومخيمات اللجوء في أعقاب الانتفاضة الثانية عام 2000 حتى خروج أسرتها من فلسطين إلى الأراضي الليبية وتحديدا مدينة بنغازي شرقي البلاد.
وعندما فكرت أسرة مليحة في الهروب من بنغازي والخروج منها في ظل التفجيرات والعمليات الإرهابية التي نفذتها جماعات متطرفة ومتشددة أبرزها مجلس شورى ثوار بنغازي وعناصر تنظيم القاعدة، فكرت الأسرة في السفر إلى مصر باعتباره الأم الكبرى والحاضنة للشعوب العربية وخاصة الفلسطينيين الذين لهم مكانة خاصة في قلوب شعبنا.
حاييم وايزمان .. رئيس المنظمة الصهيونية العالمية
وخلال السرد الذي جرى في الحلقة الثانية من مسلسل مليحة جاء ذكر اسم حاييم وايزمان وهو واحد من أشهر الشخصيات الصهيونية بعد تيودور هيرتزل، ولعب دورا مهما وأساسيا في استصدار وعد بلفور الشهير عام 1917، وترأس المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1920 حتى عام 1946، وانتخب كأول رئيس لإسرائيل عام 1949.
ولد حاييم وايزمان في بلدة موتول في ولاية بنسك إحدى ولايات روسيا البيضاء عام 1874، وعمل والده تاجرا للأخشاب حيث يقوم بتقطيعها من الغابات ثم ينقلها بعد ذلك إلى الموانئ الروسية لتصديرها.
درس حاييم وايزمان مبادئ الدين والتاريخ اليهوديين واللغة الروسية ولغة اليديش التي كان يتحدث بها يهود روسيا، ثم أرسله والده إلى بنسك لتلقي تعليمه هناك كي يتخصص في الكيمياء، وفي العام 1901 اختارته جامعة جنيف للعمل بها محاضرا مساعدا، وفي 1904 أصبح أستاذا بجامعة مانشستر في بريطانيا.
كان وايزمان داعما لفكرة إقامة وطن قومي لليهود يحفظ لهم هويتهم وكيانهم من الذوبان في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها، ووظف علاقاته الدبلوماسية والشخصية ووسائل الإعلام المختلفة لدعم الجماعات والمنظمات الصهيونية، ويعتبر وايزمان أول من حول مسار الحركة الصهيونية إلى استيطان واستعمار فعلي على الأرض. واختير وايزمان عام 1948 رئيسا للمجلس الرئاسي المؤقت وفي عام 1949 انتخب كأول رئيس لإسرائيل.