محمود ترك يكتب: المخرج هاني خليفة و "بدون سابق إنذار".. صوت خاص في الدراما الرمضانية

محمود ترك محمود ترك
 
السعي وراء قصة مختلفة لا تشبه غيرها من الحكايات الدرامية، محفز أساسي في منهج اختيار المخرج هاني خليفة لأعماله الفنية، إذ لا يرضى بالموضوعات التي سبق وتناولتها الدراما سواء في السينما أو التلفزيون، لذا تظهر أفلامه ومسلسلاته وكأنها من عالم أخر.
 
يبدو ذلك جليا في اختياره لمسلسل "بدون سابق إنذار" والمعالجة الدرامية التي كتبتها السورية ألمى كفارنة ووضع لها السيناريو والحوار كلاً من عمار صبرى وسمر طاهر وكريم الدليل، والذي يتصدر بطولته آسر ياسين وعائشة بن أحمد.
 
ربما ذلك الحرص الشديد من مخرج مسلسل "بدون سابق إنذار" في اختيار حكاية مغايرة عن السائد يفسر سر عدم انتظام حضوره الفني، فرغم أنه بدأ الإخراج منذ نحو 21 عاما بفيلم "سهر الليالي" لا تسجل مسيرته الإخراجية سوى نحو 10 أعمال ما بين السينما والتلفزيون، وإن كانت الكفة تميل إلى الأخير أكثر.
 
واللافت للنظر أنه للمرة الأولى يعرض عملين في عام واحد للمخرج هاني خليفة، رغم أن ذلك جاء بترتيبات قدرية بحتة، إذ تأجل عرض فيلمه "رحلة 404" بطولة منى زكي كثيرا لينطلق في دور السينما يناير الماضي، وينال إشادة نقدية واسعة، وأيضا نجاحا تجاريا بتحقيقه 27 مليون جنيها من شباك التذاكر المصري خلال 10 أسابيع.
هذا التأجيل في عرض فيلم "رحلة 404" جعله يعرض قبل نحو 3 أشهر من عرض مسلسل "بدون سابق إنذار" الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، ليكون عام 2024 في بدايته مميزا للغاية في تاريخ ومشوار هاني خليفة الفني.
 
ومعه بحثه الدائم عن قصة جديدة ورفضه الأكليشيهات، يتمتع "خليفة" بميزة أنه من نوعية المخرجين الذين يحبون الممثلين، إذ يسعى لاستخراج والاستفادة من أقصى طاقاته الفنية، حسبما تحدث عنه الكثير من النجوم المشاركين في أعماله ومنهم يسرا بعدما شاركت معه في مسلسلي "فوق ومستوى الشبهات"، و"الحساب يجمع".
 
حرص هاني خليفة على أن يظهر الممثل في أفضل حالاته، وأيضا شغفه الدائم بالبحث عن قصة جديدة، يظهر مردودهما في مسلسل "بدون سابق إنذار" الذي نجح في جذب انتباه المشاهد مع النصف الثاني من شهر رمضان، وخلق نوعا من الارتباط بينه وبين أحداث العمل التي تدور حول زوجين هما "مروان" آسر ياسين، وليلى" عائشة بن أحمد يمران بالكثير من المطبات الصعبة سواء بمواجهة الفتور الذي شرخ علاقتهما الزوجية، أو مع تصاعد الأحداث يكتشفان مرض ابنهما الوحيد، ثم يفاجئان بأنه ليس ابنهما في الأساس بل تم تبديله في المستشفى أثناء ولادته.
 
نجح هاني خليفة في خلق إيقاع يتصاعد دراميا ويحافظ على نهاية حلقات مشوقة، تدفع الجمهور لمواصلة متابعة الحلقات في اليوم التالي، خصوصا أنه يجعله يتساءل دائما: وماذا بعد؟" وماذا سوف يكون مصير الزوجين؟ وهل ستنتهي علاقتهما؟ ومن هو ابنهما الحقيقي؟ 
 
ضمن أحداث المسلسل المتصاعدة والمتشابكة يسلط المخرج الضوء على الكثير من المشكلات التي قد تواجه الأزواج، وانهيار العلاقات العاطفية، الأمر الذي يجيد هاني خليفة صنعه في العديد من أعماله الفنية ومنها "سهر الليالي" بطولة أحمد حلمي، منى زكي، حنان ترك، فتحي عبد الوهاب، وشريف منير وغيرهم من النجوم، وأيضا في فيلم "سكر مر" الصادر عام 2015 ومن بطولة أحمد الفيشاوي، هيثم أحمد زكي، أمينة خليل، ناهد السباعي، وشيري عادل.
 
ما يضيف لمخرج "بدون سابق إنذار" قيمة خاصة أن المشاهد العادي قد يميز أعماله من الوهلة الأولى، هذه الميزة التي اكتسبها من المخرج داود عبد السيد، إذ تعلم أن يكون له صوتا خاصا في أعماله الفنية، الأمر الذي يتضح بشدة في مسلسله الدرامي الرمضاني الحالي، إذ له شخصية فنية منفردة.
 
رغبة هاني خليفة الأولى كانت التمثيل، إذ شارك في عدد من العروض المسرحية بمحافظة سوهاج مسقط رأسه، لكن مشهد حدث أمام عينيه ذات ليلة لجندي يحاول اللحاق بسيارة لتنقله إلى منزله جذب اهتمامه، ليقرر أن يتحدث عن الصورة وليس أن يمثل شخصية درامية فقط، خصوصا مع تعلقه بأفلام مخرجين كبار ومنها "الحريف" لمحمد خان، "الطوق والأسورة" لخيري بشارة، "البريء" لعاطف الطيب.
 
"خليفة" الذي بدأ ترك كلية الحقوق للالتحاق بمعهد السينما، ودراسة الإخراج، عمل في بداية مشواره الفني مساعد مخرج في أفلام منها "عرق البلح" مع رضوان الكاشف، "زيارة السيد الرئيس" لمنير راضي، "سارق الفرح" لداود عبد السيد، و"قشر البندق" لخيري بشارة، الذي يعد أحد 3 أعمال ظهر فيها بأدوار تمثيلية أيضا إلى جانب فيلم "مقسوم" الصادر هذا العام، ومسلسل "تحت السيطرة" الصادر عام 2015.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر