كل عام يبحث النجم مصطفي شعبان عن حدوتة مسلية وشخصية من نبض الشارع المصري، ليقدمها لنا في مسلسل يجمع أفراد الأسرة المصرية لتستمتع وتتابع بحدوتة درامية بسيطة ومشوقة ومن قلب الحارة المصرية والشارع المصري والسوق الشعبي، فمصطفي شعبان وصل لدرجة من الوعي أصبح يدرك به أمزجة المشاهد فيقدمه له ما يعجبه دون إسفاف أو ابتذال، وهذا هو الذكاء الفني لنجم شرب من إبداع أساتذة كبار نشأ فنيا في أعمالهم مثل: نور الشريف ومحمود عبد العزيز وغيرهم من نجومنا الكبار .
أما عن أداء مصطفي شعبان في مسلسل المعلم فهو السهل الممتنع، يمثل بسلاسة ويصل للقلب دون مجهود فلا يبالغ ولا يتقعر في أداء مصطنع لأنه يمتلك سحر في أدائه، والسحر الذي أقصده هنا هو البساطة، لأنه يوظف كافة مفردات أداءه لفك طلاسم شخصية " المعلم " ذات التركيبة المعقدة والتي تمر بتحولات أدائية عبر دراما المسلسل الصاعدة والهابطة، ولكنه يؤدي من عمق الشخصية شخصية " المعلم " ذلك الشاب الذي نشا في سوق سمك مثله مثل قاع البحر السمك الكبير يأكل الصغير والصراعات والضرب تحت الحزام قانون يفرض نفسه في هذا العالم، لكنه يواجه ذلك بالعقل وبالتدبير وأحيانا أخري بالقوة وبالذراع، ومع كل هذه الدراما والتراجيديا لكنه يمتلك الحس الكوميدي أحيانا فتبتسم في الكثير من المشاهد التي يخفف بها حدة الصراع والدراما الملتهبة.
مصطفي شعبان نجم يمتلك حاليا كل مفاتيح النجومية، وفي كل أعماله تجده يدعم عمله بدعائم قوية تثبت أركانه من خلال اختيار حدوتة لأن أصل الدراما هي الحدوتة هي القصة المسلسلة، كما أنه يدعم عمله بنجوم كبار يأنس بطاقتهم الإبداعية، ووجوه شابة يقدمها ويمنحها الفرصة مثلما منحه الفرص من قبل كبار النجوم ، كما أنه وفق في اختياره لمخرج واعد منحه فرصة التألق معه في مسلسل رمضاني وهو المخرج مرقس عادل الذي أبدع في المسلسل، وقدم لنا صورة جميلة ومعبرة عن عالم سوق السمك ومفرداته، وأحدث في العمل إيقاعا سريعا بحركة ممثلين وحركة كاميرا ومونتاج وغيرها من أدوات المخرج في خلق عمل متكامل أبرز من خلاله النسق الجمالي للمنتج في نطاق جوهر رسالة العمل .