هو السعدنى.. الذى أسعدنا سنوات وسنوات ، الذى قام بالأعمال الهادفة والمتأصلة التى كانت تلقى فى وجدان محبيه فيلتفون حوله اكثر فى ود ومحبة متبادلة ، هو العمدة ، والحسن .. هو الفنان المبدع صلاح السعدنى عمدة الدراما المصرية الذى رحل عن عالمنا اليوم، بعد عطاء استمر لسنوات، قدم خلالها أعمال فنية غير عادية لن تتكرر، سواء عند ظهوره على المسرح وحتى على شاشة الدراما، تاركا خلفه ميراث فني كبير.
السعدنى الذى اسعدنا.. هو ممثل عفوي امتاز بالتلقائية الشديدة التى كانت تصل لنا مشاهدين، فيقم باداء ادوراه بكل بساطة ، ودون إبتزال وبشكل متقن فهو الاسطى حسن في مسلسل أرابيسك الذى يحب التراث ويعشق المهنة التي تكاد تكون مندثرة، ويدافع عنها بكل جوارحه.
وهو العمدة سليمان غانم ، الذى تخلى عن جذوره الريفية وأحب نازك السيلحدار، احدى هوانم الطبقة العليا في مسلسل ليالي الحلمية، لتدور الاحداث فى اطار درامى لا يخلو من نكهة خفيفة الظل القاها السعدنى على شخصية العمدة غانم، لتظل وتبقى تلك الشخصية خالدة فى ضمير الدراما المصرية.
كان الفنان الراحل قيمة فينة لا تعوض، كان يحب اختيار الأعمال التي يقوم بتمثيلها بعناية وحرفية شديدة وصدق، وهذا ما جعل الناس تتعلق به، خاص في الكثير من الأعمال التي كان يقوم بها بدور الموظف الشريف ويتحدث عن المبادئ والعمل الجاد.
تنوع الادوار التى اختارها السعدنى تنوعت باختلاف فئات وطبقات المصريين ، فكما قام باداء دور العمدة ، ادى دور الفلاح المغلوب على أمره في مسلسل ولسة بحلم بيوم، عندما أراد العمدة الذى كان يقوم بدوره الفنان نور الشريف متزوج من الست عين والتي قامت بدورها الفنانة سميحة أيوب، التي هي أكبر منه، ما يجعل العمدة يعجب بزوجة صلاح السعدنى وهى الفنانة صفاء أبو السعود، الذى كان أغلب الوقت مطارد.
وقد مثل الراحل صلاح السعدنى في السينما عدة أفلام مثل فيلم الأرض الذى كان دوره محورى، وفيلم أغنية على الممر وغيرها من الأعمال المميزة، وعمل أيضاً في المسرح، مثل مسرحية الملك هو الملك ومسرحية باللو باللو، وغيرها من المسرحيات، فكان أدائه متميز لا يشبه أحد فكان يرتقى بالمتفرج ليرى فن ذي قيمة عالية بشكل بسيط وراق.