60 عام، هو عمر الصداقة القوية التي تربط بين الراحلين عمر الشريف وأحمد رمزي، حتى أن المقربين من عمر الشريف أخفوا عنه خبر وفاة رمزي لفترة، خاصة أنه كان في فرنسا وقتها وخوفا عليه من الصدمة أخفوا الخبر عنه إلى أن قام ابنه طارق بإبلاغه بالخبر، كما أن عمر الشريف كان دائم الاتصال بأحمد رمزي في أيامه الأخيرة وعندما كان يتواجد في مصر كان يحرص على زيارته في الشاليه الخاص به في الساحل الشمالي.
رغم العلاقة القوية التي عرف بها الراحلين إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعد سنوات طويلة من الصراع بينهما ووصل إلى حد قطيعة استمرت 8 سنوات وبمناسبة الاحتفال بذكرى ميلاد أحمد رمزي غدا الخميس، نتذكر أحد الروايات الطريفة التي تداولها الوسط حيث يقال أنه بعد نجاح فيلم "صراع في الوادي" وهو أول فيلم للفنان عمر الشريف وبعد نجاح فيلم "أيامنا الحلوة" الذي قام ببطولته فاتن حمامة وعمر الشريف والوجهين الجديدين عبد الحليم حافظ وأحمد رمزي، نشأت صداقة حميمة بين عمر الشريف وأحمد رمزي، وارتبط الإثنان ارتباطا قويا، وهو ما جعل المنتج جبرائيل تلحمي وعاطف سالم الذي كان يعمل مساعد مخرج وقتها يفكران في هذا الثنائي الناجح ليكونا بطلا فيلم صراع في الميناء للمخرج يوسف شاهين، وهو الفيلم الذي شهد بداية الأزمة والقطيعة بين الشريف ورمزي.
وبسبب حيلة ابتكرها عاطف سالم مساعد المخرج في فيلم "صراع في الميناء" تسببت فاتن حمامة في توتر العلاقة بين الصديقين ولكن دون قصد، حيث رغب يوسف شاهين في تصوير أحد مشاهد الفيلم بشكل قريب من الحقيقة ليعطى مصداقية على الشاشة وكان المشهد عبارة عن "عاركة" بين رجب الونش الذي جسد دوره عمر الشريف وبين "ممدوح" الذي جسد دوره أحمد رمزي وقبل التصوير بنصف ساعة تقريبا ذهب عاطف سالم وقال لعمر إنه يشعر أن أحمد رمزى يحب فاتن وشاهده يغازلها وهو ما أشعل النار فى قلب عمر الشريف وثار قبل تصوير المشهد وبعدما دارت كاميرات المخرج وقال "أكشن" انهال عمر الشريف بقوة على أحمد رمزى وضربه بقوة وأخذ أحمد رمزى يتراجع تجاه مياه الميناء ولم توقف الكاميرات رغم صراخ واستغاثة رمزى، واندهش الجميع من هذا التصرف خاصة أن عمر الشريف أخذ فاتن حمامة وترك موقع التصوير فور أن قال يوسف شاهين "استوب"، وحاول أحمد رمزى معرفة الأسباب التى جعلت عمر الشريف يتصرف معه بهذه القسوة والوحشية ولكن لم يستطع، إلا أن اعترف لهما عاطف سالم بالحيلة التى فعلها معهما.
ودامت القطيعة بين عمر الشريف وأحمد رمزي 8 سنوات منذ ذلك الموقف وحتى تقابلا يوما في إحدى المناسبات بمنزل الفنان الراحل صلاح ذو الفقار وتصافيا بعد أن عرف عمر الشريف الحقيقة التي أخفاها عنه عاطف سالم طوال هذه المدة وكانت نقطة لعودة الصداقة أقوى مما كانت عليه.