10 قصائد على برديات مصرية قديمة تتشابه مع أغنيات عمرو وشيرين وتامر عاشور

بردية مصرية قديمة بردية مصرية قديمة
 
بسنت جميل

قصائد صرية حزينة ورومانسية منذ 3500 عام تتشابه مع الأغانى الحديثة.. رقيقة كلمات شفتيها قريبة من أحمر شفايف لمنير.. والتعاسة تعتصرنى تذكرنا بـ باقول عادى لتامر عاشور.. يا أخى ليتنى تشبه هو أنت مين لـ أنغام
 

شاعر التعلق والحب تولد مع الإنسان، لأن الحب غريزة بشرية لا يمكن الاستغناء عنها، لذا ليس عجيبا عندما نتطرق لزمن بعيد أن نقرأ عن قصص الحب، وهذا ما حدث مع المصرى القديم الذى عبر عن عشقه وحبه بكل أشكالة وأحاسيسه، فالمصرى القديم عشق وهوى وتألم وفارق.

 

جميع قصائد المصرى القديم، التى تم تدوينها فى البرديات أو على جدران المقابر منذ آلاف السنين، توضح كيف لعب الحب دورا كبيرا فى حياتهم؟ وكيف كانوا قادرين على وصف أحساسيهم بكل سهولة دون عناء أو مجهود؟ والشىء اللافت للنظر كيف عبرت النساء فى مصر القديمة عن حبهن وخجلهن واشتياقهن فالنساء مثل الرجال تكتب وتجهر بمشاعرها ليعلمها كل الناس، ووقت قراءة القصائد سوف تجد تشابها كبيرا فى المفرادات والكلمات مع وقتنا الحالى على رأى المثل الشعبى الشهير «العِرق يمد لسابع جد» فمواجع تامر عاشور موجودة، وأحاسيس أنغام وشيرين عبدالوهاب حاضرة وبقوة، ورومانسيات عمرو دياب ومحمد منير تحرك قلبك، فإلى قصائد المصرى القديم:


 

قصيدة الأولى «تدعوك للفرحة وترك الاكتئاب»
 

«وسط النسيم العليل، اقضِ يوما سعيدا وضَع البخور والزيت الفاخر معا من أجل أنفك، وضع أكليل اللوتس والزهور على صدرك، بينما أختك الرقيقة على قلبك جالسة بجوارك، فلتكن الأغانى أمامك، واطرح الهموم خلف ظهرك ولا تتذكر سوى الفرح، واقض يوما سعيدا يا نفر حتب صاحب اليدين الطاهرتين».

قال باحث المصريات بسام الشماع، إن القصيدة كتبها كاهن رفيع المقام اسمه «نفر حتب» عاش منذ 1300 سنة قبل الميلاد قرب نهاية الأسرة 18، وهذه الأسرة الأشهر فى تاريخ مصر القديم لأن تضم إخناتون وحتشبسوت وتحتمس الثالث وتوت عنخ آمون ونفرتيتى.

 

وكتبت الأغنية، على جدار مقبرته الـ50 فى منطقة طيبة بالأقصر، وقد كتب العديد من الأغانى التى تجنح إلى السعادة وتبعد عن الاكتئاب والحزن، موضحا أن «بينما أختك الرقيقة جالسة على قلبك» مفهوم أختك التى يستخدمها المصرى القديم فى كثير من الأحيان تعود إلى الزوجة، فهى من الكلمات الدارجة حاليا حيث دائما نقول فى أحاديثنا يا «أختى ويا أخويا».

 

وبالتمعن فى كلمات القصيدة سوف نرى أنها تذكرنا بكلمات أغنية «عيش بشوقك» للفنان تامر حسنى، حيث إن كلماتها تشعرك بترك الاكتئاب والدعوة للأمل والفرحة.


 

القصيدة الثانية «تعلمك كيفية التغزل بالحبيبة»
 

القصيدة تقول «أيها الكائن الواحد، أختى التى لا ثانى لها، يا أجمل الجميع، أنها تشبه نجمة الصباح فى الفجر، مع مطلع عام سعيد وضاء ومنير، طلعتها مشرقة ساحرة، هى نظارات عينيها، رقيقة هى كلمات شفتيها اللتين لا تقول أبدا حديثا عقيما، جيدها طويل، شعرها من اللازورد الخالص، وساعدها أجمل من الذهب، وأناملها أشبه ببراعم اللوتس، نبيلة فى مظهرها عندما تسير على الأرض، عنق كل امرئ بسببها يلتفت يتأملها، وعندما تغادر مسكنها تشبه هذا الكائن الواحد».

وبقراءة القصيدة يمكنك أن تسمعها بصوت «محمد منير» خاصة لأنها تشبه أغنيته «أحمر شفايف» حيث وصف فيها المرأة وعبر عن جمالها بإحساس عال.

 


 

القصيدة الثالثة «تصف لك بدايات الشعور بالحب»
 

«أخى بصوته يثير قلبى، والألم يتسلط على، إنه يسكن بجوار منزل أمى، ولا أستطيع أن أذهب إليه، وأمى على حق عندما تقول لى أن ألزم الحذر منه، توقفى عن التفكير بالأمر، هكذا تتحدث إلى، ولكن قلبى يتألم كلما فكرت فيه، لأن حبى له يستحوذ على، أجل إنه أرعن، ولكننى أشبهه، ولا يعرف مدى اشتياقى، وعلى ذلك قد يراسل أمى، يا أخى ليتنى أكون موعودة لك، تعال إذن بجانبى لأشاهد جمالك.

وتشبه القصيدة الثالثة، أغنية «هو أنت مين» للفنانة أنغام التى غنت كلمة أخى فى أغنيتها مثلها مثل المصرية القديمة التى كانت ترددها باستمرار.

 

 

القصيدة الرابعة «تعبر عن خجل الاعتراف بالحب»
 

«لقد ظن قلبى أن فى وسعه أن يتأمل جمالك، فى الطريق صادفنى ميحى راكبا مركبته وفتيانه كانوا يرافقونه، لا أدرى كيف أتجنبه، فهل أسير بخطوات لا تتجاوزه، والنهر أيضا طريق، فما عدت أعرف أين أطأ بقدمى، يا قلبى كم أنت أحمق! ولكن لماذا أمر بجوار ميحى، فلو مررت أمامه سوف أكشف عن مشاعرى، وأقول له انظر فأنا لك، ولذلك سيعلم اسمى ويخصنى بالمكان الأول من بين ما يتبعونه».

 

وقد تستشعر وقت قراءه القصيدة خجل المرأة المصرية القديمة، وتتقارب القصيدة مع أغنية «على بالى» للفنانة شيرين عبدالوهاب التى حاولت أن تعبر عن حبها لحبيها الذى لا يعلم شيئا عن ما يدور بقلبها.

 


 

القصيدة الخامسة «تشرح لك ألم العشق»
 

«قلبى يرتجف قلقا بينما أفكر فى حبى لك، إنه لا يتيح لى أن أتصرف تصرفا رشيدا، إنه يختلك فى مكانه، لم يعد يتركنى ألبس ثوبا ولم أحرك مروحتى من حولى، لم أضع الكحل فى عينىّ، لم أعد أتعطر، لا تتوقفى، هيا، هكذا يحدثنى قلبى، كلما فكرت فى حبى، يا قلبى لا تتصرف كالأحمق، ولما تتصرف بهذا القدر من الرعونة، اخلد إلى الراحة فى هدوء، فأخوك قادم إليك، عيون الجميع تنظر إليك، تصرف بحيث لا يقال عنى هذه المرأة وقعت فى الحب، كن ثابتا عندما تفكر فيه، يا قلبى لا ترتجف».

وتعتبر كلمات القصيدة قريبة من كلماتنا بالوقت الحالى، فمنذ زمن طويل وتحاول المرأة إخفاء حبها لمن تحب حتى يخبرها الأول، وهذه القصيدة تعبر بشكل قوى عن أغنية «رايح بيا فين» للفنانة آمال ماهر.

 

جداريات مصرية قديمة
جداريات مصرية قديمة


 

القصيدة السادسة تحرضك على لإفصاح عن الحب
 

«بينما كنت مارة بمسكنه، كان أخى بجوار أمه، ومعه جميع أخواته، والتحبب إليه يستحوذ على قلب جميع من يعبرون الطريق، إنه إنسان فتى وجميل فلا مثيل له، إنه أخ فريد فى صفاته، لقد رنا إلى بينما كنت مارة وشعرت بالسعادة، فكم يتفجر قلبى فرحا عند رؤيتك يا أخى! ليت أمك كاتن على علم برغبتى، أنها كانت ستفهمها الآن، أيتها المعبودة الذهبية، ضعى هذا فى قلبه، علنى أستطيع أن أحضر مسرعة إلى أخى، فأعانقه فى حضور من يحيطون به، ولا أشعر بالخجل أمام أحد، وسأفرح لأنهم يعلمون أنك تعرفنى، وعلى هذا سوف أقيم حفلا لمعبودتى، واااه إن قلبى يقفز حتى كاد أن يخرج من صدرى».

هذه القصيدة تدعوك بشكل صارخ للتعبير عن الحب وإظهار مشاعر الحب أمام الجميع فهى قريبة بشكل كبير من أغنية «يا جمالو» للفنانة كارمن سليمان.

 


 

القصيدة السابعة «تمنحك التعبير عن وجع الفراق»
 

«لم أر أختى منذ سبع أيام، التعاسة تعتصرنى، وجميع أطرافى مثقلة، وجسدى تخلى عنى، وإذا حضر الأطباء لزيارتى، سيرفض قلبى دواءهم، والسحرة عاجزون، فمرضى يصعب الكشف عنه، ولكن إذا قيل لى «هى هنا»، فلسوف يعيد ذلك لى الحياة، اسمها وحده سيدفعنىى إلى النهوض، ستعيد الحياة لقلبى، فأختى هى أفضل من كل دواء، قدومها إلى أشبه بتميمة سحرية، ورؤيتها تعيد لى الصحة والعافية، عندما تفتح عينيها يعود الشباب إلى أطرافى وكلماتها تعيد إلى القوة، وإذا ضممتها بين يدى سيزول دائى، لم أراها منذ سبعة أيام».

وإذا ذكرنا المواجع سوف يتبادر فى أذهاننا تامر عاشور، فـأغنية «باقول عادى» من أقرب الأغانى المعبرة بشكل واضح عن تلك القصيدة.

وأضاف بسام الشماع، هذه القصائدة موجودة فى بردية «تشيستر بيتى 1» بالمتحف البريطانى، ترجع إلى عصر رمسيس الثانى تضم 3 حلقات من قصائد الحب، منها قصيدة تضم 7 مقاطع، وهى عبارة عن أغان على شكل حوار ما بين الحبيب وحبيبته، أول كل بيت كان يكتب باللون الأحمر حتى يظهر الشكل الشعرى لهذا المقطع.

 

ولفت بسام الشماع، إلى أن أغانى الحب والتعبير عن المشاعر والسلوكيات من غير قيود، بدأت تظهر فى ذلك الوقت، كما بدأ الشعر يجنح إلى عدم الالتزام بالعادات ويتم ذكر بعض الكلمات خارج الآداب والسلوكيات المعتادة بشكل كبير خلال 1500 قبل الميلاد، ربما يرجع ذلك بسبب أن هذا العصر حدث به بعض التحرر من العادات، بنسبه كبيرة كانت القصائد تلقى فى الولائم بمصاحبة الموسيقى مثل آلات تشبه آله الفلوت أو الناى المزدوج و آله الهارب والدف، أو آله تشبه الجيتار أو العود الصغير.

 


 

القصيدة الثامنة «تحثك على كسر العوائق للوصول للحبيبة»
 

«كم أنها تجيد رمى الوهق، دون أن تدفع مع ذلك ضريبة الماشية، فإنها ترمى على الوهق بشعرها، وتنصب لى فخا بعينيها، وقلادتها لجام بالنسبة لى، وبخاتمها تسمنى بالحديد المحمى، لما تحاور قلبك، توجه إليها وعانقها، حقا كما أن آمون يحيا فأنا قادم إليك، وردائى على ساعدى، أثناء الليل كنت مارا بجوار مسكنها، طرقت الباب ولكن لم يفتح لى أحد، إنها ليلة سعيدة لبابنا، أيها المزلاج سوف أفتحك، أيها الباب انت قدرى، أنت الجليل الخير الذى يخصنى، سوف أضحى بـ«جاموس» داخل المسكن، أيها الباب لا تظهر قوتك، كما سنقدم جاموسا قربنا للمزلاج، فورا للمغلاق، وأوزه برية للعتبة، ومن شحومها نقدم قربانا للمفتاح، إن كل الأجزاء المختارة من جاموسة قد خصصت لابن النجار لذا سيصنع لنا مزلاجا من بوص، وبابا من قش، وهكذا كلما حضر أخو الحسناء، سيجد بابها مفتوحا».

ونظرا لكثرة ذكر الباب بالقصيدة، وباعتباره عائق لمشاهدة حبيبته، فإن أغنية «يدق الباب» للفنان عمرو دياب هى الأقرب والتى تلمح باهتمامه الشديد ورغبته بقرب الحبيبه وأنه فى انتظارها تدق الباب فى أى وقت.

 


 

القصيدة التاسع «تجعلك تفصح عن مشاعرك بجرأة»
 

«أى أنت يا صديقى الجميل، إنى أشعر برغبة فى اقتناص أملاكك كسيدة لبيتك، سوف يركن ساعدك إلى ساعدى، ويكونى حبى فى خدمتك، إنى أقول فى سريرتى بلهفة العاشق، ليته يكون زوجى، وااه حرمانى منه يجعلنى أشبه قبرا، ألست أنت الصحة والحياة بالنسبة لى، ويسعد قلبى الساعى لك أنه ى سعيد بصحبتك». تقترب القصيدة من أغنية «أنا بعشقك» للفنانة شاهيناز، التى تدعو للتفاؤل والفرحة والتى تصف أيضا حبها له بالموت مثل القصيدة التى تصف حبها بالقبر.


 

القصيدة العاشرة «توضحلك شكلا من أشكال خذلان الحبيب»
 

«أرنو إلى باب الحديقة، سوف يحضر أخى لأجلى، العينان على الطريق، والأذنان مضغوطتان يا ميحى، إنى أنتظره يا ميحى، إن حب أخى هو شاغلى الوحيد، فيما يخصه لا يمكنه أن يهدأ قلبى أبدا، ويبعث قلبى سريع القدمين متحدثا إلى، فقد خذلك، بعدما تعرف على امرأة أخرى، إنها مبهره فى نظره، ولكن لما أصاب قلب امراة أخرى بجرح قاتل».

هذه القصيدة معبرة بشكل كبير عن أغنية «ما اقدرش أقول» للفنانة سوما، التى توضح أنها أحبت شخصا لم يحبها وهى لم تستطيع البعد عنه.

ولفت بسام الشماع إلى أن هذه القصيدة فى بردية «هاريس 500» تعود إلى عصر رمسيس الثانى موجودة فى المتحف البريطاني، مكونة من ثلاث حلقات من الشعر، الأولى والثانية مكونة 8 قصائد لكل واحدة فيهم، أما الحلقة الثالثة، فتضم 3 قصائد تبدأ كل قصيدة منهما باسم زهرة معينة، ويرجع تاريخ البردية من 3200 قبل الميلاد.

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر