في لقاء سريع مع الراحل نور الشريف حكي لي عن تفاصيل مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي " الذي حقق به نجاحا كبيرا، وقال لي أن هذا العمل كان قد قدمه الراحل فريد شوقي في الإذاعة كمسلسل، وحينما قدمه نور الشريف فيما بعد اتصل به فريد شوقي وقال له بخفة دمه: عملتها قبلك يا نور.. بس أنت حققت نجاح أكبر، وألف مبروك، فما قصة المسلسل الذي قدمه فريد شوقي وما هي الاختلافات بين العمليين ؟
قدم النجم الكبير فريد شوقي رواية " لن أعيش في جلباب أبي " قبل أن يقدمها الفنان نور الشريف بحوالي سنة في مسلسل إذاعي، وشارك في بطولة مسلسل فريد شوقي كل من : هشام عبدالحميد في دور "عبدالوهاب"، وزهرة العلا في دور "فاطمة"، وليلي حمادة في دور "سنية"، وسوسن بدر في دور "نظيرة"، ورانيا فريد شوقي في دور "بهيرة".
لن أعيش في جلباب أبي
رؤية المسلسل وتناول الرواية اختلف تمام في المسلسل الإذاعي عن المسلسل التليفزيوني، فالبطل الحقيقي في المسلسل الإذاعي هو " عبدالوهاب عبد الغفور البرعي " الذي قرر ألا يعيش في جلباب أبيه، والأحداث تبدأ من تحقيقه حلمه بأن يكون مهندس بعيدا عن والده ويعود بعدها ليثبت ذلك، وغيرها من الأحداث التي كانت مختلفة بين العملين، وبين الرواية الأصلية أيضا .
مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي " يعد من أهم المسلسلات التي تركت بصمة في ذاكرة المشاهد المصري والعربي، ومازال عرضه حتي الآن يحقق نسبة مشاهدة لأنه مسلسل اجتماعي أسري مصنوع قريب الشبه من الواقع المصري داخل البيوت المصرية، وكان قد كشف السيناريست مصطفى محرم، كاتب سيناريو المسلسل في لقاء تليفزيوني أن الفنان الراحل نور الشريف لم يكن المرشح الأول لدور البطولة في شخصية عبدالغفور البرعي ، حيث كان الدور في البداية مرشحًا للفنان محمود عبدالعزيز، لكن الأخير اعتذر عن الدور بسبب انشغاله بمشروع فني آخر، ما فتح الباب أمام نور الشريف لتجسيد الشخصية، إلا أن نور الشريف اشترط إجراء تعديلات على السيناريو، وتحديدًا زيادة حجم دوره، وهو ما وافق عليه فريق العمل، لينطلق بعدها المسلسل في طريق النجاح.
من بين الأدوار التي أثارت الجدل كذلك، هو دور " فاطمة كشري" ، فكان في الأصل مرشحًا له الفنانة يسرا، لكن قوبل ترشيحها بالرفض بسبب عدم توافق شكلها الجمالي مع طبيعة الشخصية الشعبية، ولاحقًا، تم ترشيح الفنانة معالي زايد للدور، لكنها أيضًا قوبلت بالرفض من جانب فريق العمل، الذي رأى أنها تتسبب في العديد من المشاكل، ليقع الاختيار النهائي على عبلة كامل، التي قدّمت الدور بشكل لا يُنسى، أما شخصية " المعلم إبراهيم سردينة"، التي قدمها الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، فكان مرشحًا لها في البداية الفنان حسن حسني، لكنه دخل في خلافات حول الأجر المادي مع جهة الإنتاج مما دفعه للاعتذار عن الدور، وفتح الباب أمام عبدالرحمن أبوزهرة، الذي نجح في تقديم الشخصية بشكل مميز أضاف للعمل نكهة خاصة.