اليوم 11 أكتوبر ذكري ميلاد الفنان متعدد المواهب أنور وجدي، فهو من مواليد عام 1904 بحي الظاهر بالقاهرة، واسمه الحقيقي هو محمد أنور يحيى الفتال وجدي، واختار اسم وجدي ليتقرب من قاسم وجدي الريجيسير الذي كان مسؤلا عن الكومبارس .
أنور وجدي أسطورة فنية من وجهة نظري لأنه بدأ من الصفر حتي صار أهم منتج سينمائي في السينما المصرية، فهو من نجوم السينما المصرية ومن كبار صناعها منذ بداية الأربعينيات وحتى رحيله في منتصف الخمسينيات، فهو كتب وأنتج وأخرج العديد من أفلامه التي كان نجمها وبطلها الأول.
كان لـ أنور وجدي منذ بداياته حلم السفر لهوليوود لكنه تحطم علي صخرة الواقع، فبعد معاناته وشدة الفقر الذي كان يعيش فيه قرر أن يهاجر هجرة غير شرعية وحاول الهروب لأمريكا وأغري زميلين له بمحاولة الهروب معه ليعملوا في السينما، لكن محاولتهم باءت بالفشل، فبعد أن تسلّلوا إلى باخرة في بورسعيد، تم ضبطهم، وطرده أبوه من المنزل عندما علم بأنه يريد أن يكون ممثلاً، فهرب منه لأنه كان مصرا علي تحقيق حلمه .
أنور وجدي وحلم السفر لهوليوود
سعي أنور وجدي للعمل في التمثيل وكان دائم السعي، والصدفة جمعته أمام كواليس المسرح الخلفية بالفنان يوسف، وطلب منه العمل معه حتي لو يعمل له الشاي والقهوة وكنس غرف الفنانين لكن يوسف وهبي تركه وانصرف، ولكنه لم ييأس وتسلل إلي يوسف وهبي من خلال الريجيسير قاسم وجدي الذي قدمه إلى يوسف وهبي. وبالفعل حدث أن عمل في مسرح رمسيس وكان أجره ثلاثة جنيهات في الشهر وأصبح يسلم الأوردرات للفنانين وسكرتير خاص ليوسف وهبي.
أول ظهور له كان في مسرحية " يوليوس قيصر " في دور ضابط روماني صامت وكان أجره حينذاك 4 جنيهات شهريا، وسكن مع صديق عمره وزميل كفاحه الفنان عبد السلام النابلسي في غرفة فوق السطح، ومثلما كان ليوسف وهبي الفضل علي أنور وجدي في دخوله للتمثيل من خلال المسرح ، كان له الفضل أيضا في دخوله السينما من خلال فيلم أولاد الذوات (1932)، وبعدها توالت مشاركاته في السينما وترك المسرح نهائيا، ليشارك في أهم فيلم من أهم أفلام السينما المصرية وواحداً من كلاسيكياتها الشهيرة وهو فيلم " العزيمة " الذي أخرجه المخرج الكبير كمال سليم وقامت ببطولته فاطمة رشدي أمام حسين صدقي.
أصبح أنور وجدي في السينما المصرية بداية من سنة 1940 فيما فوق نمطاً سينمائياً مطلوباً بشدة في تلك الفترة، حيث استغل منتجي السينما ومخرجيها ملامحه الناعمة ووسامته في تقديم أدوار ابن الباشوات الثري المستهتر الذي يكون رمزاً للشر، فشارك فيما يزيد عن 20 فيلماً من هذه النوعية في السنوات الخمس الأولى من الأربعينيات، ومن أشهر وأهم هذه الأفلام: شهداء الغرام (1944) مع المخرج كمال سليم، انتصار الشباب (1941) مع المخرج أحمد بدرخان، ليلى بنت الريف (1941) من إخراج توجو مزراحي، وفي عام (1944) قدم فيلم كدب في كدب أول بطولاته من إخراج توجو مزراحي.
بعد أدوار الشر ينتقل أنور وجدي لأدوار فتى الشاشة الأول ويقدّم مجموعة من أنجح أفلام تلك الفترة منها : القلب له واحد ، سر أبي، ليلى بنت الأغنياء ،عنبر، طلاق سعاد هانم، ومع بداية الخمسينات قدم مجموعة من الأفلام المهمة ومن أبرزها أمير الانتقام عام (1950) عن رواية الكونت دي مونت كريستو، وفيلم النمر وفيلم ريا وسكينة عام (1953)، وفيلم الوحش عام (1954). ومن هنا حقق أنور وجدي كل ما كان يصبو إليه من شهرة ونجومية ومال، واتجه للإنتاج وقدم للسينما المصرية روائع الأفلام وصنع نجومية ليلي مراد ، واكتشف الطفلة المعجزة في السينما المصرية فيروز التي كسب من خلالها أمةالا كثيرة بما قدمه معها من أفلام خالدة .