خرجت منه الثورات، والجنازات على حد سواء، فوقوعه فى أحد أشهر ميادين القاهرة جعله دائما مركز الحدث ومحط الأنظار، إنه جامع العبيط الشهير بمسجد عمر مكرم.. تعرف على حكايته فى التقرير التالى:
يعود تاريخ بناء الجامع للعهد الملكى، صمم بناءه المهندس الإيطالى ماريو روسى، الذى عمل فى وزارة الأوقاف، وأسلم وعاش حياته فى مصر، وأطلق على الجامع اسم الشيخ محمد العبيط، الذى كان أحد أبرز علماء الأزهر فى القرن الثانى عشر الميلادى، وبه يقع ضريحه، ليطلق اسم "العبيط" على الضريح ومنه إلى الجامع ثم إلى المنطقة كلها، فلقد عرفت تلك المنطقة باسم جزيرة العبيط لسنوات طويلة.
يتداول المؤرخون العديد من الحكايات الطريفة حول بركات الشيخ العبيط وكراماته والتى من أشهرها أنه انتقم من الملك فاروق وأزاحه من ملك مصر لأنه فكر فى هدم ضريحه، فتروى المصادر المختلفة أن الملك فاروق أراد إزالة مسجد وضريح الشيخ العبيط وإنشاء مسجد كبير يحمل اسم فاروق، كما أنه كان مقررا وضع تمثال للخديوى إسماعيل وسط الميدان، فكيف يقابله مسجد يحمل اسم العبيط، ولم ينقذ الشيخ العبيط من يد فاروق سوى قيام ثورة يوليو 1952، التى أبقت على الضريح فى موقعه، حتى قامت وزارة الأوقاف بتوسيع المسجد وتغيير اسمه إلى مسجد عمر مكرم تخليداً لذكرى العالم والبطل المصرى الذى ساهم فى وصول محمد على إلى الحكم.
ظل المسجد لسنوات مركزا لخروج جنازات الزعماء والمشاهير، حتى تحولت القبلة لمسجد المشير مؤخرا.
لا يعرف الكثيرون أن مسجد عمر مكرم كان دائما مركزا لانطلاق الثورات كما الجنازات، فمنه خرجت المظاهرات المعارضة لسياسة الرئيس محمد أنور السادات فى عام 1972 والتى دعته فيها لخوض الحرب ضد إسرائيل، كما خرج منه المتظاهرون احتجاجا على ارتفاع الأسعار، كما تحول المسجد أثناء ثورة 25 يناير إلى مركز طبى، لعلاج جرحى المظاهرات.